«لا أعرف أين طريق النجاة».. بهذه الكلمات التي تقطر ندماً، جلس رب أسرة يروي مأساته، بعد أن استهان بمخاطر التعاطي، ظنّاً منه أن التجربة لن تترك أثراً.كانت البداية مجرد فضول، جرعة أولى لم يتخيل أنها ستقوده إلى هاوية الإدمان.يقول الأب، الذي لجأ إلى مركز حماية الدولي، بعينين دامعتين: «كنت أعيش حياة طبيعية، بين زوجة حنونة وخمسة أبناء يملؤون البيت سعادة، ومن رغد العيش سقطت فجأة في مستنقع الذل والأزمات، الإدمان». ودخل هذا الأب عالم المخدرات والعقاقير الطبية بلا وعي، وحين شعر بالخطر حاول أن يتشبث بالأمل، فاتجه إلى مركز حماية الدولي بشرطة دبي طلباً للعون، لكنه لم يصمد طويلاً، فجرّه أصدقاء السوء مجدداً إلى الظلام، حتى خسر عمله واستقرت به الحال على عتبة الانكسار.عاد هذه المرة إلى المركز، يرافقه قلب زوجة صابرة، يطلب الاحتواء قبل العلاج، والتعافي قبل الانهيار الكامل. فاستقبله المختصون باهتمام، وأُحيلت حالته لبرامج علاجية وتأهيلية بالتعاون مع الشركاء، بعد أن لمسوا صدق ندمه ورغبته في النجاة.العميد الدكتور عبدالرحمن شرف المعمري مدير مركز حماية الدولي في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي، شدد على أن المركز يفتح أبوابه للجميع، ويضع الرعاية والحماية في صميم رسالته، موضحاً أن الكشف المبكر عن التعاطي يصنع فارقاً كبيراً في إنقاذ الأرواح. وأشار إلى أن التسرع في تناول المهدئات أو أدوية الاكتئاب للهروب من ضغوط المعيشة، أو لحظات الفشل والوحدة، يقود إلى فخ الإدمان. بينما الحل يكمن في بدائل إيجابية: ممارسة الرياضة، مجالسة الأشخاص الداعمين، التقرب من الله، وتغذية الروح بالإيمان والتفاؤل.وختم بقوله: «الخطوة الأولى للنجاة تبدأ بالاعتراف، ثم طلب المساعدة. كثيرون نجحوا، لأنهم لم يخجلوا من الاستعانة بالخبراء والعيادات المعتمدة، فأنقذوا أنفسهم وأسرهم من الضياع، والإدمان لا يدمّر شخصاً واحداً فقط، بل يمتد أثره إلى أسرته كلها. والوعي المبكر هو طوق النجاة الحقيقي».