الارشيف / عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

«دوائر النور».. تاج السر حسن يروي 50 عاماً من الخط

  • 1/2
  • 2/2

تحت عنوان «دوائر النور»، قدم الفنان تاج السر حسن تجربة بصرية تحتفي بعالم الحروف، وتمزج بين الأصالة وروح التجديد، وتتنوع فيها التكوينات بين الدائرية المبتكرة والأشكال الهندسية كالمربعات والمثلثات، إلى جانب لوحات تنبض بالحركة والحياة، ويقدم المعرض، الذي افتتح أول من أمس، في مكتبة محمد بن راشد، ويستمر حتى 30 سبتمبر، 26 لوحة تنبض بتجربة الفنان الذي اشتغل على تطوير أعماله بأنواع متباينة من الخطوط، ومنها النسخ، والمحقق، والثلث الجلي، وغيرها.

نسيج من الكتابة

ويمنح المعرض المتلقي فرصة التأمل في الحروف، وكيف تتجاور وتتحاور، تمتد ثم تلتف لتخلق نسيجاً من الكتابة ينفذ الضوء من خلاله، وتتنوع الخطوط التي استخدمها الفنان في لوحاته بين خط الثلث الجلي، المعروف بجمالياته وتركيباته المعقدة، والخط الديواني الجلي، الذي يتسم بالانسيابية، إضافة إلى خط النسخ المستخدم بدقة ووضوح، والخط الكوفي بأسلوبه الخاص، أما النصوص التي اختارها، فتوجهت إلى المضامين الروحية والإنسانية العميقة، وبرزت العديد من الآيات القرآنية، وبينها آية الكرسي، ومجموعة من السور القرآنية، كسور الإخلاص والناس والفلق، فضلاً عن الأعمال المستوحاة من الأحاديث النبوية، أو التي تعكس قيماً إنسانية وأخلاقية، إلى جانب ذلك، قدم الفنان أعمالاً مستوحاة من أقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومنها لوحة لمقولته الشهيرة: «الإنسان هو أساس أية عملية حضارية»، وأخرى تحتفي بدور المرأة في المجتمع.

إلهام لعشاق الخط

في المقابل، أوجد تاج السر حواراً بين الألوان والحروف، حيث تعمد إيجاد صيغ لونية تتداخل مع تركيبات الحروف في اللوحات، فهو إلى جانب اللوحات الكلاسيكية التي تقسم فيها الأعمال إلى مربعات أو مستطيلات متباينة الألوان، حرص على تقديم التجريد اللوني في خلفية العديد من اللوحات، لمنحها بعداً جمالياً.

ويشكل المعرض محطة ملهمة لعشاق الخط العربي والفنون البصرية، وفرصة لاكتشاف تجربة فنية تنبض بالهوية والإبداع، وتؤكد أن الحروف العربية تظل رمزاً للثقافة والجمال الإنساني العابر للأجيال.

رعاية كريمة

وفي حديث لـ« اليوم» عن معرضه، قال تاج السر حسن: «نعمت خلال وجودي في الإمارات لمدة 37 عاماً بالرعاية الكريمة لفن الخط العربي، وقدمت الكثير من المعارض سواء الخاصة أو الجماعية، ويجمع هذا المعرض عدداً من أعمالي الاحترافية التي قدمتها على مدى 50 سنة، حيث إن كل عمل فني هو عمل مميز وخاص وغير مسبوق، والتكوينات فيه تحمل بصمتي الخاصة»، ووجّه حسن دعوة إلى الجمهور لحضور المعرض، مشيراً إلى أن ما بين الخط والكتاب علاقة متينة، ولافتاً إلى أن المعرض يتضمن الكثير من الأعمال التي تحمل المضامين الروحية، لأن الخطاط عادة ما تكون تنشئته على النص الديني، فالخط العربي الذي قدم على مدى 14 أو 15 قرناً من الممارسة، تطور على صفحات المصاحف وجدران المساجد، والنصوص والأحاديث النبوية، لأنها بمجملها كانت موضوع الخطاط، والأخير كان متحرراً من البحث عن موضوع، إذ يحاور النصوص الجميلة هذه بمختلف أنواع الخطوط.

زخرفة بالذهب

وأكد حسن أن خط الثلث الجلي، الذي يحتوي على تركيبات هندسية، هو الغالب على المعرض، مبيناً أن المعرض نتاج سنوات طويلة من العمل، ومجمل اللوحات تعد أعمالاً متحفية، لاسيما أنها قدمت على ورق خالٍ من الأحماض، تماماً كالمخطوطات، وقادر على أن يحافظ على جودته مئات السنين، بينما الزخرفة بالذهب بعيار 23 قيراطاً تضيف إلى بريق وجماليات الخط، وقد اشتملت اللوحات على زخرفة من فنانين عديدين، من بينهم الفنان العراقي مصعب الدوري.

ونوه حسن بأنه عمل كثيراً على تجديد لوحة الخط العربي، وبصفته أكاديمياً كان داعياً إلى إجادة وتجديد الخط، مشيراً إلى أن الخط ينتج في اللوحات الخطية الفنية، وفي الطباعة والغرافيك والحروف الطباعية واللوحة الفنية التي تدخلها الحروف، وموضحاً أنه من حيث التجديد أدخل ألوان الأكريليك في الحروف، وقد تميز في هذا الإطار، لاسيما أنه درس الفنون الجميلة.

صون الفنون الأصيلة

قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد أحمد المر، إن المعرض «يمثل خطوة مهمة نحو إبراز مكانة الخط العربي كإحدى ركائز التراث الثقافي العربي والإسلامي، ويجسد التزامنا الراسخ وإيماننا الكبير بأهمية توفير بيئة ملهمة تحتفي بالإبداع، وتسليط الضوء على دوره كجسر للتواصل الحضاري بين الشرق والغرب، حيث يسعى لتعزيز مكانة الخط العربي كوعاء للهوية ورسالة حضارية عابرة للزمان والمكان»، وأضاف: «يشكّل المعرض منصة لإلهام الأجيال الجديدة من الفنانين، وتشجيعهم على استكشاف آفاق جديدة لهذا الفن الذي يحمل في طيّاته قيم الجمال والانسجام والهوية، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى صون الفنون الأصيلة في مواجهة التحديات المعاصرة».

• تاج السر حسن: كل عمل فني هو عمل مميز وخاص وغير مسبوق، والتكوينات فيه تحمل بصمتي الخاصة.

 

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا