في وقت يتطلع الوطن إلى أبنائه الموهوبين، وجيل براعمه الصغيرة، ليكونوا صنّاع المستقبل، وقادة مسيرة التطوير، يبرز بوضوح اسم الطالب الإماراتي المتميز، علي سليمان الخطيبي الكعبي، الذي جاء من مجمع زايد التعليمي في مدينة دبا الفجيرة، ليعكس أحد النماذج الملهمة لجيل واعٍ، يؤمن بأن التميز لا يتحقق إلا بالعمل والاجتهاد، وعلى الرغم من أنه لم يتجاوز الصف السابع بعد، إلا أنه استطاع الانطلاق في تجارب الإنجاز، وخطَّ لنفسه مساراً مميزاً، يجمع بين الابتكار العلمي والمبادرات الاجتماعية، ليؤكد أن العمر ليس معياراً للإبداع، بل مجرد رقم، وأن الإرادة الصادقة قادرة على تحويل الأفكار الصغيرة إلى إنجازات كبيرة، ترتقي إلى تطلعات الأفراد من أنفسهم ورهانات الأوطان عليهم.
المبتكر الصغير
افتتح الطالب علي الخطيبي لقاءه مع «الإمارات اليوم» بنبرة فخر واعتزاز واضحة، تحدث من خلالها عن مشاركته في مسابقة «مبتكرون» التي أقيمت برعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، وبمساهمة جمعية المخترعين الإماراتية، قائلاً: «نجاحي وفوزي بفئة أفضل تنفيذ فني لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل رسالة ملهمة بالنسبة لي بأن ما أقدّمه يمكن أن يُحدث فرقاً، فقد عملت على تطوير وسيلة تعليمية مخصصة لأصحاب الهمم من المكفوفين، تعتمد على أرقام بارزة بلغة (برايل)، مدعّمة بتسجيل صوتي، بحيث يتمكن المتعلم من التعرف إلى الأرقام عبر السمع واللمس معاً، لأنني أردت أن أجعل عملية التعلم أكثر سهولة وفاعلية بالنسبة لهذه الفئة من المتعلمين»، وأضاف «عرضت هذا الابتكار في معرض إكسبو أصحاب الهمم الدولي الذي أقيم في المركز التجاري العالمي بدبي، في أكتوبر 2024، وكان شعوري لا يوصف بأن يرى الزوار ثمرة جهدي، وكلي أمل وطموح بأن تتاح لي فرصة المشاركة في الموسم الجديد من المسابقة هذا العام».
عين على الصدارة
وبثقة لا متناهية بقدراته، يرفع علي سقف طموحاته وأحلامه، مستعيناً بقدراته ودعم عائلته، وكوادر أسرته التعليمية والمدرسية المحفزة على الدوام، ووطنه الذي يؤمن بأبنائه، قائلاً «أطمح لتحقيق الصدارة، والاستمرار في تطوير ابتكارات تخدم الناس، وتسهم في رفع اسم وطني عالياً»، ويتابع: «مازلت في أول المشوار، وكل إنجاز أحققه بداية لطريق جديد».
لا للتنمر
ولم يقتصر طموح علي على مجال الابتكار، بل امتد إلى القيم الإنسانية والاجتماعية التي نشأ عليها وآمن بقيمتها في وضع بصمة فارقة في مجتمعه، ففي العام الماضي، وعلى مستوى مجمع زايد التعليمي، بادر علي باقتدار لإطلاق مبادرة بعنوان «فلنرتقِ بأخلاقنا ونبتعد عن التنمر»، واصفاً هذه التجربة بالقول: «لاشك أن التنمر مشكلة تؤذي الأطفال نفسياً واجتماعياً، لذلك، سعيت من خلال هذه المبادرة إلى نشر التوعية بين زملائي، وقد شملت هذه التجربة ورش عمل ومسابقات وإذاعات مدرسية واستبيانات، فضلاً عن إعداد فيديو توجيهي لأولياء الأمور لمساعدتهم في حماية أبنائهم».
وأضاف: «نجحت المبادرة، والحمد لله، في توزيع كتيبات إرشادية خاصة باللغتين العربية والإنجليزية على الفصول الدراسية، أكدنا من خلالها على أن الاحترام والأخلاق أساس البيئة المدرسية الصحية».
نجاحات متواصلة
ولأن ابن الإمارات المخلص يرى دائماً أن التميز لا يتحقق بمحطة واحدة، بل هو مسلك متعدد المحطات، ورحلة متواصلة، فقد حرص على مواصلة المشاركة في الجوائز المتعددة التي تقام على امتداد إمارات الدولة، معتبراً أن كل مشاركة فرصة لاكتساب خبرات جديدة، وصقل المهارات على جميع الأصعدة، ويؤكد علي «أتذكر دائماً مشاركتي الأولى في (جائزة الشارقة للتميز)، وفي مسابقة (تحدي علوم المستقبل) التي أقيمت على مستوى الوطن العربي، التي تدربت فيها على العمل مع فرق متعددة الجنسيات لحل مشكلات تعليمية مختلفة بطرق علمية وتقنية مبتكرة، إضافة إلى مشاركتي في تحدي (هاكاثون الإمارات)، ونيلي المركز الثالث، في إنجاز عزز ثقتي بالعمل الجماعي والتطبيق العملي للأفكار».
وتابع علي قائلاً: «أما في تحدي مستقبل الطاقة والذكاء الاصطناعي التابع لمنصة أدنوك التعليمية (Stem for Life)، فقد حصلت على المركز الثاني، وكانت هذه التجربة محطة مهمة جعلتني أكثر وعياً بدور التكنولوجيا في صناعة المستقبل».
خدمة مجتمعية
لفت علي الخطيبي إلى عضويته في الفريق الذي شارك في «جائزة عون للخدمة المجتمعية»، وحقق المركز الثاني، قائلاً: «لاشك أنني اكتسبت خبرة قيّمة في العمل الجماعي، والمبادرات المجتمعية التي لا تقل أهمية عن أي إنجاز علمي أو ابتكار، فهي تصقل الشخصية، وتعلّمنا قيمة العطاء والعمل بروح الفريق، كما تبرز مهاراتنا في مجالات الابتكار والتفكير والعمل الجماعي»، ويضيف: «أعتبر كل مشاركة أخوضها خطوة جديدة نحو التفوق، وشهادة تُضاف إلى رصيد إنجازاتي التي أطمح إلى أن تكون مشرّفة لوطني وأسرتي ومدرستي».
• أطمح إلى الصدارة وتطوير ابتكارات تخدم الناس، وتسهم في رفع اسم وطني عالياً.
• مازلت في أول المشوار، وكل إنجاز أحققه بداية لطريق جديد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.