تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة، شقيقتها المملكة العربية السعودية، احتفالاتها بيومها الوطني ال 95 الذي يصادف 23 من سبتمبر في وقت تشكل فيه العلاقات الإماراتية السعودية نموذجاً فريداً للأخوة الراسخة، المبنية على حُسن الجوار والمصالح المشتركة، لتشكل علاقتهما المتميزة نموذجاً يحتذى به لمسيرة حافلة بالعطاء والعمل المشترك وخصوصية الروابط التاريخية.
وانطلاقاً من الرؤى الصائبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تشهد العلاقات بين الدولتين الشقيقتين تطوراً هائلاً وتقدماً كبيراً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية استناداً إلى أسس تاريخية صلبة تعززها روابط المصير المشترك وتحكمها وحدة الرؤى والأهداف.
يرجع الفضل في تأسيس العلاقات المتينة بين البلدين إلى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراهما، اللذين حرصا على نهج التنسيق والتعاون المستمر بين البلدين.
وتمثل كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأخيه الأمير محمد بن سلمان خلال أحد اللقاءات تلخيصاً شاملاً للعلاقة التاريخية بين البلدين عندما قال سموه: «لعل أفضل ما أبدأ به الحديث عن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، هو كلام والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما سئل عن السعودية، فقال: (دولة الإمارات العربية المتحدة هي مع السعودية قلباً وقالباً، ونؤمن بأن المصير واحد، وعلينا أن نقف وقفة رجل واحد، وأن نتآزر في ما بيننا)، مشيراً إلى أن هذه الكلمات المختصرة للشيخ زايد، رحمه الله، كانت معبرة وسابقة للزمن، ورسمت علاقات تاريخية واستراتيجية بين البلدين، ظهرت وتأكدت في مواقف كثيرة وعديدة على مر العقود الماضية.
نقلة نوعية
وحققت العلاقات الثنائية نقلة نوعية تمثلت في حرص القيادة في كلا البلدين الشقيقين على مأسسة هذه العلاقات من خلال تأسيس لجنة عليا مشتركة في مايو 2014 برئاسة وزيري الخارجية في البلدين.. وقد عملت هذه اللجنة على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمناً واستقراراً لمواجهة التحديات في المنطقة، وذلك في إطار كيان قوي متماسك بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وفي الشهر نفسه من عام 2016 وقع البلدان على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما يهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة، حيث نصت الاتفاقية على أن يجتمع المجلس بشكل دوري، وذلك بالتناوب بين البلدين.
ركيزة قوية
شكلت العلاقات الإماراتية السعودية عبر التاريخ ركيزة قوية للأمن الخليجي والعربي بالنظر إلى تطابق وجهات نظر البلدين الشقيقين تجاه قضايا المنطقة من خلال تعاونهما البنّاء والمثمر لما فيه صالح الشعوب الخليجية والعربية نحو مزيد من الاستقرار والازدهار.
كما أرست الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين الشقيقتين دعائم العلاقات الاستراتيجية في المجالات والميادين كافة على أسس ثابتة وراسخة ومستقرة بما يعكس الانسجام في المواقف المختلفة حيث تتشارك الدولتان وتتعاونان بشكل مستمر في العديد من القضايا الإقليمية والدولية لتعزيز العمل الدولي المشترك في ظل التطورات الجيوسياسية التي يشهدها العالم.
وتحرص دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي على دعم العمل الخليجي المشترك وتبني المواقف التي تصب في وحدة الصف وبما يعود بالخير على شعوب دول المجلس ويمكنها من مواجهة الأخطار والتحديات الإقليمية والدولية.
طموحات كبيرة
وتعكس العلاقات التاريخية القوية بين البلدين والشعبين الشقيقين طموحاتهما كأكبر قوتين اقتصاديتين في المنطقة في تعزيز الشراكة الاقتصادية حيث تشكل العلاقة التجارية والاقتصادية بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية نمواً مطرداً وتعد الإمارات واحدة من أهم الشركاء التجاريين للمملكة العربية السعودية.
ويحظى البلدان بمكانة عالمية مرموقة بفعل ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف والتعصب والإرهاب والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
ويحرص البلدان دائماً على دعم كل ما يعزز منظومة العمل الخليجي المشترك ويسهم في ترسيخ ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة والتركيز على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي، وذلك في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة.
كما يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أركان الاستقرار والأمن والسلم الإقليمي من خلال إيجاد مسار واضح للسلام الدائم والشامل والعادل الذي يقوم على أساس «حل الدولتين» لما فيه مصلحة جميع شعوب المنطقة ودولها.
الأُخوة الراسخة
ودائماً ما تتصدر موضوعات العلاقات الأخوية الراسخة ومسارات التعاون، والفرص الواعدة لتنميته في ضوء الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي تجمع بين البلدين الشقيقين أجندة لقاءات قادة البلدين، إلى جانب أهمية دفع العمل الخليجي المشترك وحرص البلدين على دعم كل ما يعزز منظومة العمل الخليجي المشترك ويسهم في ترسيخ ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة وكذلك تعزيز العمل العربي المشترك الثنائي أو الجماعي، في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة.
كما تؤكد اللقاءات أهمية تضافر الجهود للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وتجنيب المنطقة تبعات أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها، فضلاً عن العمل على إيجاد مسار للسلام العادل والشامل والدائم الذي يقوم على أساس «حل الدولتين»، ويضمن تحقيق الاستقرار والأمن للجميع.
اقتصاد متنامٍ
تعتبر العلاقة التجارية والاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الأكبر بين مثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أهم الشركاء التجاريين للمملكة العربية السعودية على صعيد المنطقة العربية بشكل عام ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص.
العلاقات الثقافية
تجسد العلاقات الثقافية بين البلدين مستوى الترابط الجغرافي والاجتماعي بين شعبيهما، وقد تعززت هذه العلاقات عبر قنوات متعددة أبرزها قطاع التعليم الذي شهد في البدايات سفر طلاب الإمارات إلى السعودية للالتحاق بمدارس مكة المكرمة والإحساء والرياض، في حين تستقبل الجامعات والمعاهد الإماراتية اليوم عدداً كبيراً من الطلاب السعوديين.
وتمثلت العلاقات الثقافية بين البلدين في مستويات عدة، سواء من خلال إقامة العديد من الاتفاقيات والبرامج المشتركة، أو على مستوى التداخل الثقافي بين المؤسسات الجامعة التي تعمل في هذا السبيل والمبدعين والمثقفين في البلدين، وذلك ضمن رؤية ترتكز إلى أن العلاقة بين البلدين الشقيقين، تعززها علاقة شعبين لهما امتداد وتاريخ وموروث ثقافي واجتماعي وجغرافي واقتصادي لا يمكن التشكيك فيه.
ويحرص البلدان الشقيقان على المشاركة في العديد من الفعاليات الثقافية في مستويات عدة سواء من خلال إقامة العديد من الاتفاقيات والبرامج المشتركة أو على مستوى التداخل الثقافي بين المؤسسات الجامعة التي تعمل في هذا السبيل والمبدعين والمثقفين في البلدين وذلك ضمن رؤية ترتكز إلى أن العلاقة بين البلدين الشقيقين تعززها علاقة شعبين لهما امتداد وتاريخ وموروث ثقافي واجتماعي وجغرافي واقتصادي مشترك.
وقطعت العلاقات الثقافية بين الإمارات والسعودية خلال العقد الأخير خطوات استراتيجية مهمة تهدف الى تعزيز روابط التعاون بين الإمارات والمملكة العربية السعودية في جميع المجالات وإثراء الفنون التشكيلية والشعبية وتبادل الخبرات الفنية والثقافية بين رواد الإبداع الثقافي والفني في البلدين، إضافة إلى مناقشة مجموعة من القضايا المشتركة وبحثها والخروج بتوصيات لوضع حلول تهدف إلى مزيد من التطور والتنمية الشاملة للبلدين.
مجلس التنسيق نموذج استثنائي للتكامل والشراكة
يعد مجلس التنسيق السعودي الإماراتي نموذجاً استثنائياً للتكامل والشراكة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات على المستويين العربي والإقليمي عبر تنفيذ مشاريع إستراتيجية مشتركة لاسيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.
ومثل إنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي نموذجاً استثنائياً للتكامل والشراكة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على المستويين العربي والإقليمي عبر تنفيذ مشاريع استراتيجية مشتركة لاسيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية وذلك من أجل سعادة ورخاء شعبي البلدين الشقيقين.
وبات مجلس التنسيق السعودي الإماراتي الذي تم إنشاؤه في مايو 2016، منصة نموذجية لتحقيق رؤى القيادتين نحو تعميق التعاون وتعزيز التكامل في مختلف المجالات بما يخدم مصالح شعبيهما الشقيقين ويعمق روابط الأخوة، والمضي قدماً والاستمرار بالعمل الدؤوب وبروح الفريق الواحد لتحقيق الرؤية المشتركة للبلدين حيث عمل المجلس على خلق نموذج استثنائي للتكامل والتعاون بين المملكة والإمارات.
91 مليار درهم التجارة الخارجية غير النفطية خلال 2025
تلعب الاستثمارات المشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية دوراً حيوياً في العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تعد المملكة العربية السعودية الشريك التجاري الأول عربياً والثالث عالمياً مع دولة الإمارات، حيث بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية خلال النصف الأول من العام 2025 بحسب الأرقام الأولية 91 مليار درهم (25 مليار دولار) محققاً نمواً على أساس سنوي بمقدار 21.3% مقارنة بالنصف الأول من العام 2024 وبنسبة نمو قدرها 17.9% مقارنة بالنصف الثاني من العام 2024 على أساس نصف سنوي. وبلغت التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع السعودية خلال العام 2024 أكثر من 151.5 مليار درهم (41.2 مليار دولار) بنسبة نمو قدرها 10.5% مقارنة بالعام 2023 وبنسبة بلغت 33.7% مقارنة بالعام 2019. وتشير الأرقام إلى أن 5.2% من تجارة الإمارات غير النفطية تتم مع السعودية كما تعد الإمارات الشريك التجاري الثاني عالمياً والأول عربياً للمملكة. وتسير الناقلات الوطنية في كلا البلدين نحو 681 رحلة أسبوعياً.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.