أكد أطباء ل «الخليج» أن لقاح الإنفلونزا الموسمية يشكل خط الدفاع الأول للوقاية من المرض وتقليل مضاعفاته الخطيرة، مشددين على أن التطعيم لا يحمي الأفراد فقط، بل يحد أيضاً من انتشار العدوى داخل المجتمع، موضحين بأن الإنفلونزا الموسمية تُعد من أكثر الأمراض الفيروسية شيوعاً خلال فصلي الخريف والشتاء، وتمتاز بسرعة ظهور الأعراض وحدتها، ما يستدعي التزام الجميع بالتطعيم المبكر واتباع التدابير الوقائية، مع إمكانية الاستفادة من بعض الوسائل الطبيعية المساندة التي تساعد في التخفيف من الأعراض، لكنها لا تُغني عن اللقاح أو العلاج الطبي. قال الدكتور محمد أحمد رسلان عمر، رئيس القسم وأخصائي الأمراض الباطنية بمستشفى في أبوظبي، إن لقاح الإنفلونزا الموسمية يُعد الوسيلة الأكثر فاعلية لتقليل فرص الإصابة بالمرض والحد من مضاعفاته الخطيرة، موضحاً أن التطعيم لا يحمي الفرد فقط، بل يحد أيضاً من انتشار العدوى داخل المجتمع ويقلل من احتمالية انتقالها بين الأفراد. وأشار إلى أن الوقت الأمثل للتطعيم هو بين شهري سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني، من كل عام قبل بدء موسم انتشار الفيروس، مع التأكيد أن اللقاح يظل مفيداً في أي وقت من الموسم. وبين أن اللقاح متوفر حالياً في جميع المرافق الصحية الحكومية والخاصة بالدولة ضمن حملة وطنية أطلقتها وزارة الصحة تستهدف الجميع من سن ستة أشهر فما فوق، لافتاً إلى أن كبار السن ممن تجاوزوا الخامسة والستين عاماً يحصلون على جرعة معززة لتعزيز الحماية. وأوضح أن أكثر الفئات الأشد حاجة للقاح هم، كبار السن، خاصة من هم فوق 65 سنة، والأطفال الصغار، خصوصاً من سن 6 أشهر إلى أقل من 5 سنوات، والحوامل في أي مرحلة من مراحل الحمل، والأشخاص ذوو الأمراض المزمنة مثل الربو، السكري، أمراض القلب، الكلى، الكبد، وغيرها مؤكداً على العاملين في الرعاية الصحية، لكونهم معرضين للإصابة. الحد من المضاعفات وذكرت الدكتورة سنام مالك، استشارية طب الأسرة بمستشفى في أبوظبي، أن دور اللقاح في الحماية من الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، يقلل من احتمال الإصابة، إن لم يمنعه تماماً، يعني أنه ربما يصاب الإنسان لكنه يكون العرض أخف وأقل حدة، ويقلل من مضاعفات الإنفلونزا مثل الالتهاب الرئوي، الاستشفاء، وربما الوفاة لدى الفئات المعرضة للخطر، ويقلل من حدة أعراض الفيروس في المجتمع، مما يحمي من هم غير قادرين على التطعيم أو ضعف المناعة لديهم، موضحة أن الشخص الذي لم يأخذ اللقاح يكون معرض لمضاعفات أكثر، مثل الالتهاب الرئوي، الدخول للمستشفى، وحتى الوفاة في الحالات الشديدة. وقالت إن موانع إعطاء اللقاح تشمل الأشخاص الذين لديهم حساسية شديدة لمكوناته، والأطفال دون ستة أشهر، لأن اللقاح ليس معتمداً لهذه الفئات العمرية، والمصابين بمرض شديد بأعراض قوية حيث يُفضل تأجيل التطعيم، إضافة إلى من لديهم تاريخ إصابة بمتلازمة “غيلان باريه” (هي مرض من أمراض المناعة الذاتية حيث يهاجم جهاز المناعة الأعصاب عن طريق الخطأ، هذا يؤدي إلى أعراض مثل ضعف العضلات والتنميل، وفي بعض الحالات، الشلل، وغالبًا ما يتطور بعد الإصابة بعدوى، مثل العدوى التنفسية أو المعوية، في بعض الحالات، يمكن أن تتصاعد متلازمة غيلان باريه إلى حالة طبية طارئة)، بعد تلقي تطعيم سابق، فيما تخضع بعض الحالات المزمنة وأصحاب المناعة الضعيفة لتقييم طبي قبل التطعيم. وأوضحت الدكتورة سنام مالك أنه ليس جميع فئات المجتمع يتقبل اللقاح بنفس الدرجة، فبعض الفئات مثل الطالبات في الدراسة كانت أقل ميلاً للاستمرار في التطعيم، مؤكدة أن التوعية والرعاية من الطبيب وتوفير التطعيم مجانًا أو بكلفة ميسرة تزيد من القبول عليه. شرب السوائل أوضحت الدكتورة مروة محمد، رئيسة القسم وأخصائية طب الأسرة، بمستشفى في أبوظبي، أن بعض الوسائل الطبيعية تساعد على التخفيف من الأعراض لكنها ليست بديلاً عن اللقاح أو العلاج الطبي، مشددة على أن التطعيم يظل خط الدفاع الأول للوقاية، مشيرة إلى أن هذه الوسائل تشمل الإكثار من شرب السوائل الدافئة مثل الماء والمشروبات العشبية والحساء، وتناول العسل لما يحتويه من خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، واستنشاق البخار لتخفيف الاحتقان، وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين “سي” كالبرتقال والليمون والكيوي والفلفل لدعم جهاز المناعة. وأضافت أن الراحة والنوم الكافي يمنحان الجسم فرصة أكبر لمحاربة الفيروس، فيما يساعد الثوم والبصل بما يحتويانه من مركبات طبيعية مضادة للميكروبات في تعزيز المناعة، إلى جانب الغرغرة بالماء الدافئ والملح التي تُخفف التهاب الحلق وتقلل نمو البكتيريا. وقالت إن: الإنفلونزا الموسمية هي عدوى فيروسية شديدة تُصيب الجهاز التنفسي وتنتشر خلال فصلي الخريف والشتاء، وتمتاز بسرعة ظهور الأعراض وحدّتها التي قد تتراوح بين الخفيفة والشديدة وقد تصل أحياناً إلى مضاعفات خطيرة تستدعي الدخول إلى المستشفى، مؤكدة أن التعرف المبكر على الأعراض، والالتزام بالتطعيم، واتباع التدابير الوقائية تمثل مفاتيح أساسية للحد من انتشار المرض وحماية المجتمع. وأوضحت أن الفرق بين الإنفلونزا الموسمية و”الإنفلونزا العادية»، هو أن مصطلح “الإنفلونزا العادية” (أو البرد الشائع) يستخدم للإشارة إلى التهابات الجهاز التنفسي العلوي التي تسببها فيروسات متعددة بخلاف فيروس الإنفلونزا، مثل فيروسات الرينوفيروس، فيروس كورونا العادي، فيروسات الأنفي وغيرها، أما الإنفلونزا الموسمية تنشأ من فيروسات الإنفلونزا (أنواع A وB غالباً)، وتكون أعراضها أكثر حدة وسريعة الظهور، مع حمى عالية، آلام عضلية، تعب شديد، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وأن البرد العادي غالباً أخف، لا يسبب مضاعفات خطيرة غالباً، ويستمر لفترة أقصر.