شهدت الساحة السينمائية العالمية خلال الأيام الأولى من أكتوبر الجاري، إصدار مجموعة من الأعمال التي عكست تنوعاً لافتاً في الأساليب الفنية والرؤى الإخراجية، وجمعت بين الإثارة، الدراما، الكوميديا، والرعب، ما منح الجمهور والنقاد على حد سواء تجربة سينمائية غنية ومتكاملة، كما عكست مزيجاً من الجرأة، والابتكار، والاهتمام بالتفاصيل الإنسانية. ومن أهم هذه الأعمال برز فيلم «One Battle After Another» للمخرج بول توماس أندرسون، الذي يُمثّل استمراراً لمغامرته في المزج بين الأكشن والسياسة والدراما النفسية، ويروي الفيلم قصة بوب، الثائر السابق، الذي يجد نفسه مضطراً لمواجهة ماضيه المظلم، بعد أن تُختطف ابنته، وهو الصراع الذي يُقدم من خلال رؤية إخراجية متقنة، ما أكسب الفيلم إشادة نقدية واسعة ووضعه ضمن أبرز أعمال العام، كما انعكس ذلك على الإيرادات التي بلغت 107 ملايين دولار عالمياً، مؤكداً أن السينما يمكن أن توازن بين العمق الفني والجاذبية الجماهيرية. على عكس هذا التوجه، قدّم بيني سافدي في فيلمه «The Smashing Machine» تجربة درامية مستوحاة من الواقع، حيث جسّد دواين «ذا روك» جونسون حياة المصارع مارك كير في أجواء مملوءة بالصراع الداخلي والانضباط البدني. الفيلم، الذي يستند إلى الوثائقي الشهير عن حياة كير، مزج بين الدراما الرياضية والتحليل النفسي، مؤكداً التحديات الجسدية والعاطفية التي تواجه الشخصيات في الرياضات القاسية، ورغم إشادة النقاد بأداء جونسون الذي نجح في تقديم بُعد إنساني غير متوقع من شخصية معروفة بقوتها البدنية، فإن الفيلم لم يحقق النجاح التجاري ذاته، حيث سجل افتتاحية بلغت ستة ملايين دولار، ما يعكس محدودية جذب بعض الأعمال ذات الطابع المتخصص للجمهور الواسع. في زاوية أخرى، استغلت تايلور سويفت قاعدة جماهيرية واسعة من خلال فيلمها الوثائقي الموسيقي «The Official Release Party of a Showgirl»، الذي تجاوز كونه مجرد فيلم موسيقي ليصبح تجربة متكاملة بين الأداء الحي والمشاهد الحصرية خلف الكواليس، ما أعطى الجمهور إحساساً بأنهم جزء من عملية الإبداع الفني نفسها. النجاح التجاري كان واضحاً، إذ بلغت الإيرادات 33 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية. أما في مجال الكوميديا، فقد كان فيلم «Hundreds of Beavers» نموذجاً للابتكار الفني، إذ استلهم المخرج تشيسليك كول تيوز روح الأفلام الصامتة، ليقدم كوميديا غير تقليدية تمزج بين الفكاهة الصامتة والسرد البصري المعاصر. الفيلم، رغم محدودية ميزانيته، فإنه لاقى استحسان النقاد، الذين أشادوا بقدرته على تقديم تجربة سينمائية مبتكرة ومسلية. في مجال الرعب، قدّم ريان كوجلر فيلمه «Sinners»، الذي جمع بين عناصر التشويق والرعب والموسيقى بطريقة مبتكرة، مع تقديم الشخصيات في مواجهة قوى خارقة، ونجح الفيلم في خلق توتر مستمر ومتدرج، مع استغلال الموسيقى التصويرية لتعميق الانغماس النفسي للمشاهد، ووصفه النقاد بأنه «تجربة جريئة وطموحة» تعكس قدرة السينما المعاصرة على الدمج بين الرعب والموسيقى والدراما، ما يفتح أفقاً جديداً لتجارب المشاهدة في هذا النوع السينمائي. • فيلم «The Smashing Machine» مزج بين الدراما الرياضية والتحليل النفسي متناولاً التحديات الجسدية والعاطفية التي تواجه الشخصيات في الرياضات القاسية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App