واصل المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025 فعالياته في يومه الثاني تحت شعار «من الطموح إلى التنفيذ»، مركّزاً النقاشات على دفع العمل المناخي والبيئي المتكامل، وتحفيز قطاع الأعمال للاستثمار في اقتصادات إيجابية للطبيعة، وتعزيز دور المجتمعات المحلية في جهود الحفظ.يستضيف المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة، الذي تنظمه وزارة التغير المناخي والبيئة وهيئة البيئة – أبوظبي بالشراكة مع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، نحو 10 آلاف مشارك ضمن فعاليات الجمعية العامة للأعضاء والمنتدى والمعرض المصاحبين من 9 إلى 15 أكتوبر في أبوظبي.استضافت المنصة المركزية للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة خلال الحدث جلسة حوار وزارية بعنوان «من الرؤية إلى التنفيذ: توظيف التكنولوجيا لتحقيق نتائج إيجابية للطبيعة». ووفرت الجلسة منصةً مهمة لبحث سبل دمج الابتكارات التكنولوجية في الأولويات الوطنية والشراكات العالمية، وشهدت مداخلات غنية من قبل كل من الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومختار باباييف، وزير البيئة والموارد الطبيعية في أذربيجان، وخوان كارلوس نافارو، وزير البيئة في بنما، وعبدالرحمن ديوف، وزير البيئة والانتقال الإيكولوجي في السنغال. وسلّطت الجلسة الضوء كذلك على التوجهات الناشئة، ووجّهت دعوة مفتوحة للمشاركة في المرحلة التالية من مسار العمل الجماعي للحفاظ على الطبيعة.وأكدت الضحاك في كلمتها التزام الإمارات بتحويل رؤيتها الوطنية لتحقيق مستقبل إيجابي للطبيعة إلى استراتيجيات قابلة للتنفيذ، وتسخير التكنولوجيا - من الذكاء الاصطناعي إلى تقنيات مراقبة الأرض - لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، كما تطرقت إلى المبادرات السبّاقة لدولة الإمارات في استخدام الأدوات المتقدمة وحفز التعاون لتحقيق الأهداف البيئية.وبرز من جلسات اليوم الثاني «الازدهار في مواجهة الصعاب.. حماية الحيوانات البحرية العملاقة في البيئات القاسية»، وأضاءت على قيادة هيئة البيئة – أبوظبي في رصد وحماية الأنواع الرئيسة مثل أبقار البحر، الثعابين البحرية، والسلاحف البحرية والحيتان في مياه أبوظبي الساحلية.وشهد اليوم الثاني جلسة «تصميم المدن المرنة.. دمج الطبيعة والإنسان والابتكار» وجلسة «إطار التحدي العالمي لموارد المياه العذبة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة».كما استضافت هيئة البيئة – أبوظبي جلسة للشباب بعنوان «الخيط الخفي.. الإرشاد والتعاون بين الأجيال»، بمشاركة الشيخة عوشة بنت محمد آل نهيان، المخترعة الشابة والفائزة في الأولمبياد الدولي في غرينيتش.كما اختتمت القمة العالمية للشعوب الأصلية والطبيعة أعمالها بعد ثلاثة أيام من الحوار البنّاء، مؤكدة الدور المركزي للمعرفة التقليدية والقيادة المجتمعية في تحقيق نتائج عالمية للحفظ.ونظمت جلسة رفيعة عن ترابط الطبيعة والمناخ والإنسان بقيادة المجلس العالمي لأهداف التنمية المستدامة، وبمشاركة ممثلين عن أربعة أهداف مترابطة ضمن أجندة 2030. ونظمت بالشراكة بين الأمانة العامة لأهداف التنمية المستدامة في الإمارات وهيئة البيئة – أبوظبي، واستعرضت مسارات العمل لربط أولويات المياه العذبة، والبحار، البراري، والمناخ. مؤكدة أن الحوكمة المتكاملة ضرورية لتحقيق تقدم ملموس نحو أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.وقالت الدكتورة آمنة الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة «أظهر اليوم كيف يمكن للحوكمة المتكاملة بين الحكومة، القطاع الخاص والمجتمع تحويل الالتزامات إلى نتائج ملموسة. ونموذج الإمارات يربط العمل المناخي والحفاظ على الطبيعة بالغذاء والمياه والصحة والوظائف لضمان تقدم متوازن للإنسان والكوكب معاً».وقالت رزان خليفة المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة «دعت القمة إلى دمج الطبيعة في القرارات الاستراتيجية والمالية، وتأكيد القمة العالمية للشعوب الأصلية أهمية المعرفة التقليدية، بما يعكس الجهود الشاملة المطلوبة لتحقيق إطار كونمينغ–مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي».وقالت الدكتورة شيخة الظاهري، الأمينة العامة لهيئة البيئة – أبوظبي، مستشارة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في غرب آسيا ونائبة رئيس المجلس العالمي للهدف ال 14 للتنمية المستدامة «من جلسة ربط أهداف التنمية المستدامة إلى الجلسات المجتمعية في الأجنحة، أكد اليوم الثاني مكانة أبوظبي منصة عالمية حيث تُبتكر الحلول المشتركة، مستندة إلى العلم والثقافة، وموسعة عبر الشراكات».واختتم اليوم بحفل استقبال أقامته سفارة المملكة المتحدة في دولة الإمارات، احتفاءً بالمبادرات المشتركة بين هيئة البيئة – أبوظبي وجمعية علم الحيوان في لندن (ZSL).ويستعرض جناح الإمارات في المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة مجموعة من أبرز المشاريع والابتكارات الوطنية الرائدة التي تجسد رؤية الدولة في تسخير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء لخدمة البيئة والاستدامة وتشمل مشروع القمر الصناعي العربي 813 ونظام هايبر إكس والمبادرات الوطنية لحماية طائر الحبارى والمشروع الوطني لعزل الكربون عبر زراعة القرم.ويستعرض الجناح القمر الصناعي العربي 813 ونظام هايبر إكس، حيث تقود دولة الإمارات الجهود الهادفة إلى تعزيز برامج الفضاء في العالم العربي تحت مظلة المجموعة العربية للتعاون الفضائي وهي المبادرة التي أعلنها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإطلاق أول برنامج عربي موحّد في الفضاء.وتشارك هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة في المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة (IUCN). وتتضمن مشاركتها استعراض 13 محمية طبيعية ومجموعة من المراكز التعليمية المتخصصة، وسلسلة من المحاضرات العلمية المتخصصة التي يقدمها مجموعة من الباحثين والخبراء التابعين لها.وقالت هنا السويدي، رئيسة الهيئة «إن المشاركة تعكس التزام إمارة الشارقة برؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في جعل الإمارة نموذجاً عالمياً في حماية البيئة وصون الحياة الفطرية.وحظي جناح هيئة البيئة - أبوظبي في المعرض المصاحب للفعاليات باهتمام الزائرين والمشاركين، حيث لفتت أحدث الابتكارات والتقنيات الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي التي طورتها الهيئة بالتعاون مع شركائها من القطاعين العام والخاص والمعروضة في جناحها، المشاركين، وتركز جميعها على صون النظم البيئية والمحافظة على التنوع البيولوجي في الدولة.وشهد المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة، مشاركة واسعة للدول الإفريقية من خلال جناح خاص بالقارة السمراء يشمل 50 جلسة حوارية، ويضم ممثلين عن مكاتب الاتحاد الدولي لصون الطبيعة «IUCN»، والحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والخبراء من مختلف البلدان الإفريقية.وقال ماهر محجوب، مدير مكتب التعاون للمتوسط التابع لمركز التعاون المتوسطي «IUCN Med» في الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، إن الجناح الإفريقي منصة موثوقة وفعّالة لتوحيد الجهود الإفريقية ووضع أسس عملية لحماية موارد القارة الطبيعية، وترسيخ الحلول القائمة على الطبيعة كخيار استراتيجي لمواجهة التغير المناخي وصون مستقبل البيئة الإفريقية.إلى ذلك، سلّطت جمهورية كوريا الضوء على جهودها في حماية التنوع البيولوجي، خلال مشاركتها في المؤتمر، من خلال جناح يتضمن نحو 7 جلسات تركز على مفهوم المناطق الأخرى الفعّالة للمحافظة على التنوع البيولوجي «OECM» وتنمية قدرات الحراس، ومبادرة «KEM Global T3 - 30x30» الدولية. (وام) نموذج وطني تشارك اللجنة الفرنسية للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، في «المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025» في أبوظبي، وتعمل على الترويج لمبادرات المجتمع المدني في حماية الطبيعة وفتح آفاق التعاون مع شركاء دوليين وتبادل الخبرات في مجالات الحفظ البيئي المختلفة.وقال بنجامين كونرت، نائب مدير اللجنة الفرنسية للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، إن اللجنة تعمل مع المجتمع الفرنسي المعني بالحفاظ على الطبيعة من خلال تطبيق نموذج الاتحاد الدولي على المستوى الوطني، مشيراً إلى أن اللجنة تمتلك الهياكل واللجان نفسها الموجودة على المستوى الدولي، مع التركيز على نطاق وطني لتلبية الاحتياجات المحلية.وأضاف أن أنشطة اللجنة تشمل إدارة المناطق المحمية، وإعداد القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، وتطوير الحلول القائمة على الطبيعة.