أكد بورغ بريندي، الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، أن الإمارات نموذج عالمي في تحويل الرؤية إلى إنجاز، فقد تحولت خلال خمسة عقود من دولة ناشئة إلى واحدة من أكثر دول العالم تقدماً، ودبي اليوم تمثل المكان الأمثل لإطلاق حوار عالمي يضع أسس التعاون في عصر جديد من التحولات.
وقال في كلمته في اجتماعات مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني في دبي 2025، إن اجتماع العقول في دبي يجسد روح التعاون التي يحتاج إليها العالم اليوم، مضيفاً أن ما نعيشه هنا في دبي هو واحدة من أكبر جلسات العصف الذهني في العالم، لبناء الأسس الفكرية لمستقبل أكثر أماناً وازدهاراً رقمياً.
وأضاف، إن انعقاد الاجتماعات يأتي في مرحلة حساسة يشهد فيها العالم تداخلاً غير مسبوق في الأزمات الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية، مشيراً إلى أن هذه الاجتماعات تمثل منصة عالمية لتعزيز التعاون والحوار وتشكيل رؤى جديدة للتنمية والابتكار.
وأضاف بريندي، إن المنتدى الاقتصادي العالمي يرحب بمشاركة أكثر من 800 خبير ومفكر من 93 دولة، يجتمعون في دبي لمناقشة القضايا الأكثر إلحاحاً التي تواجه العالم اليوم، مضيفاً أن التحديات المتشابكة تتطلب إصلاحات جذرية في السياسات الوطنية وإعادة التفكير في النماذج الاقتصادية التقليدية، لأن التأجيل في تنفيذ الإصلاحات لم يعد خياراً.
وأوضح أن النمو العالمي يشهد تباطؤاً واضحاً مع تراجع نسبته من 4% إلى 3%، في وقت تتزايد فيه الديون وتتراجع التجارة المستقرة، مؤكداً ضرورة ترتيب البيت الداخلي للدول عبر سياسات مالية منضبطة وتوحيد الجهود لتفادي الأزمات المستقبلية.
وأشار بريندي إلى أن التكنولوجيا لم تعد مجرد أداة، بل أصبحت النظام الذي نعيش فيه، موضحاً أن الاقتصاد الرقمي يمثل حالياً نحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي ما يعادل 16 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2030، مؤكداً أن التجارة الرقمية والخدمات أصبحت المحرك الرئيسي للنمو العالمي، في وقت تتراجع فيه التجارة التقليدية في السلع.
وأضاف أن ثورة الذكاء الاصطناعي تمثل قوة تغيير استثنائية قادرة على معالجة الأمراض، وتسريع الابتكار المناخي، وتحفيز النمو الاقتصادي، لكنه حذر في الوقت ذاته من تأثيرها الكبير على الوظائف، داعياً الحكومات إلى تهيئة مجتمعاتها ومواطنيها للتكيف مع التحولات القادمة وإيجاد مهارات جديدة تتناسب مع المرحلة المقبلة.
وحول المخاطر المرتبطة بالتقنيات الحديثة، قال بريندي إن الأسواق بطبيعتها تشهد دوماً فقاعات اقتصادية، كما حدث في فقاعة الإنترنت بداية الألفية، لكنه أوضح أن تلك الموجات تؤدي في النهاية إلى ولادة شركات عملاقة وابتكارات كبرى، مثل «غوغل» و«فيسبوك» و«يوتيوب»، مؤكداً أن الوعي والحوكمة الرشيدة هما الطريق الأمثل للاستفادة من فرص الذكاء الاصطناعي دون الانزلاق إلى مخاطرها.
وشدد بريندي على أن العالم يعيش اليوم حالة من الاستقطاب والتجزئة، وأن التعاون أصبح مطلباً ضرورياً أكثر من أي وقت مضى، داعياً إلى تعزيز التحالفات متعددة الأطراف وبناء شراكات جديدة قائمة على الثقة والمصالح المشتركة، مشيراً إلى أن الحوار هو خط الدفاع الأول في عالم مضطرب، وأكبر مصدر للابتكار الجماعي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.