أسهم تصوير بلدة «أليس» الصحراوية النائية في رواية «بلدة مثل أليس»، التي كانت الأكثر مبيعاً في خمسينات القرن الماضي، في دفع مليون مهاجر بريطاني من وطنهم الذي تجتاحه الرياح، إلى الجانب الآخر من الكوكب في موجة هجرة غيّرت وجه أستراليا.
وباتت بلدة «أليس» بطبيعتها الجذابة نموذجاً مثالياً لبلدة صغيرة مثالية، جذبت جيلاً أنهكه الحرب، لكن بعد 75 عاماً أصبحت «أليس»، كما يعرفها الأستراليون بؤرة قلقة، حيث الصراع بين السكان الأصليين والبيض.
وتنتشر العنصرية بشدة في «أليس»، ووسط هذا الغليان العنصري دخلت الشابة أستا هيل، عمدة البلدة الجديدة، إلى هذه المحنة، وبدأت هيل، البالغة من العمر 37 عاماً، طفولتها في هذه البلدة.
ووُلدت هيل لأبوين تصفهما بأنهما منبوذان «أم دنماركية وأب إنجليزي»، وبدأت حياتها في قرية «موتيتغولو» الصغيرة، حيث كان والداها، وهما الوحيدان من السكان البيض، يديران متجر القرية. وانتقلت العائلة إلى «أليس»، التي أصبحت بالنسبة لهيل بمثابة بؤرة مظلمة أرادت الهروب منها.
وتقول هيل: «لم أستطع الخروج من هنا بالسرعة الكافية»، وتم انتخاب هيل كعمدة للبلدة قبل ثمانية أسابيع.
لكن هيل تمكنت من مغادرة بلدة «أليس»، ودرست وتفوقت، ثم تدربت كمحامية، وأصبحت مساعدة قاضٍ، وخدمت في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، حيث عملت على محاكمة زعيم صرب البوسنة رادوفان كارادزيتش بتهمة الإبادة الجماعية، ثم عملت لاحقاً كمحامية في مجال حقوق الإنسان في جوهانسبرغ، قبل أن تنتقل إلى نيويورك لإكمال درجة الماجستير بمنحة دراسية مرموقة في جامعة «فاندربيلت».
ونتيجة وقوع كارثة في بيتها، عادت إلى البلدة، فقد غرق شقيقها، الموسيقي راولي (23 عاماً)، وهو يجدف في نهر البلدة، وقد أحزنها ذلك للغاية فعادت من نيويورك إلى منزل الأسرة.
وعندما عادت إلى «أليس سبرينغ» قبل 10 سنوات، عملت كمدعية عامة في محكمة البلدة ومحامية دفاع عن الفئات الأكثر ضعفاً، وتعترف هيل أحياناً بأنها شعرت «بالتواطؤ» في العمل مع نظام العدالة في الإقليم الشمالي، نظام يسجن المجرمين بمعدل يقارب تسعة أضعاف معدل إنجلترا وويلز، ما يقرب من 90% من السجناء من مجتمعات السكان الأصليين.
وترغب هيل بعد أن أصبحت عمدة البلدة في إنقاذ «أليس»، وبث الحياة في متاجرها التي باتت عبارة عن تحصينات، وإنعاش السمعة الجيدة التي اتسمت بها البلدة والتي جذبت الكثيرين إليها، وهي تريد أيضاً، تأمين المأوى للأشخاص الأكثر تهميشاً في مجتمع هذه البلدة، وكان العمدة السابق يشرف، وهو كهربائي، على حظر تجول ليلي متتالي مع تصاعد موجات جرائم الشباب، حتى أنه دعا الجيش الأسترالي إلى المساعدة.
ويبدو أن خطط هيل لا تختلف كثيراً عن خططه، فهي تريد أن تقدّم لبلدة «أليس» مكتبة عامة ضخمة آمنة بالنسبة للشبان، ومتجددة الهواء كمكان يحبه الشباب وكل من يشعرون بالملل، وتسعى لجعل حمام السباحة العام مفتوحاً في الليل، مع خفض رسوم الدخول إليه، كما ترغب في تخفيف أجهزة المراقبة والأمن المخيفة التي تملأ المدينة. عن «ذا تايمز»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
