أكد تربويون وطلبة وأولياء أمور أن «أسبوع المهن» - الذي انطلق، أول من أمس، تحت شعار «طموح يقود المستقبل»، ويستمر حتى يوم الجمعة المقبل - يجسّد انتقال التعليم من الصف إلى سوق العمل، ويجسر الفجوة بين المعرفة الأكاديمية والمهارات التطبيقية، لافتين إلى أنه حوّل قاعات المدارس والجامعات إلى منصّات حوار حيّة تربط بين التعليم والوظيفة، وبين الحلم والفرصة. وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن المهارات تتفوق على المقررات الدراسية في عبور ميادين الحياة المهنية، إذ إن التعليم لم يعد مقتصراً على المقررات، بل أصبح بوابة نحو الحياة المهنية الحقيقية، حيث يتعرف الطلبة على احتياجات السوق، ويتعلمون كيف يترجمون شغفهم إلى مسارات وظيفية واقعية. ويهدف «أسبوع المهن»، الذي تشارك فيه جهات حكومية وخاصة، إلى تعريف الطلبة بمختلف المهن والوظائف المستقبلية وتنمية وعيهم بمتطلبات سوق العمل وتشجيعهم على استكشاف ميولهم المهنية واختيار مساراتهم التعليمية. وتفصيلاً، أكد عدد من الطلبة أن مشاركتهم في أسبوع المهن، شكّلت نقطة تحول في نظرتهم إلى المستقبل المهني، إذ فتحت أمامهم آفاقاً أوسع للتفكير في التخصصات والخيارات الوظيفية بواقعية تتماشى مع متطلبات العصر واحتياجات السوق. وأوضح الطالب خالد محمد أن التجربة منحته فرصة فريدة للتعرف عن قرب إلى مجالات مهنية متنوعة، والتفاعل مع خبراء وأصحاب تجارب ملهمة، ما أسهم في توجيههم نحو رسم مساراتهم المهنية بثقة ووعي، بعيداً عن القرارات العشوائية أو التقليدية. وقال الطالب سالم آل علي (الصف الـ12) إنه كان متردداً بين تخصصي الهندسة وتقنية المعلومات، إلا أن حضوره جلسة حوارية مع أحد المهندسين في قطاع الطاقة المتجددة جعله يكتشف شغفه الحقيقي بهذا المجال، مؤكداً أن «أسبوع المهن» ساعده على تحديد وجهته المستقبلية بثقة ووضوح. في المقابل، وصفت الطالبة ريم ياسر تجربتها في المقابلات بأنها «بروفة حقيقية للحياة المهنية»، مشيرة إلى أنها تعلمت خلالها كيفية تقديم نفسها بثقة وشرح مهاراتها بوضوح، وأضافت: «لم أعد أرى الوظيفة حلماً بعيداً، بل ثمرة جهد واستعداد حقيقي». وأكد أولياء أمور أن مبادرات مثل أسبوع المهن تسهم في تضييق الفجوة بين تطلعات الأسر وواقع سوق العمل، إذ تساعد الأبناء على استكشاف ميولهم بشكل واقعي ومدروس، ويرى محمد مندوه، ولي أمر لطالبين في المرحلة الثانوية، أن اختيار التخصص في السابق كان يتم بعشوائية أو بدافع التقليد، أما اليوم، فهذه الفعاليات تضع الطلبة أمام الواقع المهني، وتعلّمهم أن الشغف وحده لا يكفي دون وعي بمتطلبات المستقبل وسرعة تغيراته. وأضافت سميحة حمدان، ولية أمر طالبة في المرحلة الثانوية، أن إشراك الأسر في ورش الإرشاد المهني منحهم فهماً أعمق لدورهم في توجيه الأبناء، وساعدهم على دعمهم في اتخاذ قرارات مدروسة بعيداً عن الضغوط الاجتماعية أو التوجهات النمطية، مشيرة إلى أن التجربة فتحت أمام الطلبة نافذة على العالم المهني الحقيقي، وجعلتهم أكثر إدراكاً للعلاقة بين ما يتعلمونه في الصف وبين ما تحتاجه سوق العمل في المستقبل. وأكد التربويون: حصة الخاجة ومحمد بدواوي وسلمى عيد، أن «أسبوع المهن» يعد استثماراً استراتيجياً في تطوير رأس المال البشري، بهدف إعداد جيل قادر على التكيف مع متطلبات الاقتصاد الحديث ومتغيراته السريعة، وقالوا: «يمثل هذا الأسبوع خطوة عملية نحو ربط التعليم بسوق العمل، إذ إن الهدف ليس تخريج شباب يبحثون عن وظائف فحسب، بل شباب يصنعون فرصهم ويديرون مستقبلهم بثقة». وأضافوا أن المدارس أصبحت مسؤولة عن تزويد الطلبة بمهارات القرن الحادي والعشرين، بما في ذلك التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتواصل الفعّال، لتجهيزهم لمواجهة تحديات المستقبل بنجاح. وأكدت الخبيرة التربوية، أمنة المازمي، أن مستقبل التعليم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاندماج الفعلي بين المؤسسات التعليمية ومتطلبات سوق العمل، بحيث لا يظل الطالب متلقياً للمعلومة، بل يصبح مشاركاً فاعلاً في بناء خبرته المهنية منذ مقاعد الدراسة، وقالت: «إن أسبوع المهن يمثل تجسيداً عملياً لفلسفة (التعلّم مدى الحياة)، إذ يمكن للطالب من خلاله إدراك أن المهنة ليست نهاية الرحلة التعليمية، بل امتداد طبيعي لمسار تعلمه وتطويره المستمر». خيارات مهنية يركّز «أسبوع المهن» على تعريف الطلبة بمجموعة واسعة من الخيارات المهنية وربط التعليم بالتخصصات التي تشكّل مستقبلهم، مع تطوير مهارات الحياة الأساسية لاتخاذ قرارات مدروسة، ويستهدف الحدث طلبة المرحلة الثانوية والجامعية، حيث يشارك طلبة الصفين الـ11 والـ12 في جلسات تعريفية بالمجالات المهنية والتخصصات الجامعية، بينما يخوض الجامعيون ورشاً تدريبية ومقابلات تجريبية مع جهات توظيف حقيقية في قطاعات متنوعة مثل التقنية والطاقة والصحة وريادة الأعمال. طلبة: . فرصة لاكتشاف شغفنا ورسم مساراتنا المهنية بثقة وبلا تشتت. ذوو طلبة: . يربط تطلعات الأبناء بواقع الوظائف، ويعزز قراراتهم المهنية. خبراء: . المدرسة والجامعة بوابتان للواقع، و«أسبوع المهن» امتداد للتعلّم مدى الحياة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App