ترأس سموّ الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، اجتماع المجلس التنفيذي الذي عُقد ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات في أبوظبي، في إطار تعزيز تكامل العمل الوطني، ومواصلة تطوير جودة الحياة وفق مستهدفات رؤية عجمان 2030. وأكد سموّ الشيخ عمار بن حميد، في كلمته الافتتاحية، أنّ عمل حكومة عجمان جزء من مسؤولية وطنية مشتركة؛ وقال إنّ المرحلة المقبلة هي الانتقال «من الرؤية إلى الأثر.. ومن التخطيط إلى التجربة الحقيقية للناس». مشيراً إلى أنّ التقييم لم يعد يعتمد على النماذج والتقارير، بل على واقع حياة الناس، وكيف يمضون يومهم، وكيف تُقدَّم لهم الخدمة، ومدى شعورهم بحضور الحكومة في تفاصيل حياتهم. واعتمد المجلس مشروع تطوير قانون الموارد البشرية لحكومة عجمان، في خطوة إستراتيجية تهدف إلى مواءمة سياسات العمل الحكومي مع مستهدفات رؤية عجمان 2030، وتعزيز جودة حياة الموظف الحكومي وأسرته، وترسيخ بيئة مؤسسية جاذبة تقوم على التوازن بين الحياة والعمل. منظومة حديثة ويتضمن المشروع منظومة حديثة للإجازات لدعم الأسرة والوالدين، ومسارات وظيفية أكثر مرونة، إلى جانب تمكين أصحاب الهمم داخل بيئات العمل الحكومية. كما يعتمد أنماط عمل مرنة تتناسب مع احتياجات الجهات الحكومية وطبيعة الوظائف، بما يشمل توزيع ساعات العمل، واعتماد نماذج العمل عن بُعد داخل الدولة وخارجها، ويضمن رفع الإنتاجية وتحسين الرضا الوظيفي وبناء ثقافة عمل مستدامة. وأعلن المجلس تشكيل «مجلس التعلم مدى الحياة» في إمارة عجمان، لتقديم الرؤى والمشورة في مسار التعلّم مدى الحياة، وجمع شركاء التعليم، والمهارات، وسوق العمل، لضمان بناء إنسان قادر على التطور والمنافسة. وأكد سموّ الشيخ عمار بن حميد، أنّ بناء الإنسان أساس تنافسية الإمارة، ومحركها الرئيس نحو التنمية المستدامة والريادة في مختلف القطاعات الحيوية. كما اعتمد سموّه، الإطار المفاهيمي للخدمات العامة في إمارة عجمان، الذي يشمل 11 قطاعاً تمسّ حياة المجتمع، وتعكس انتقال الحكومة من دور المنفذ إلى خالق للقيمة العامة، وتعتمد تقييم الخدمة من منظور التجربة الإنسانية. ووجّه سموّه بتوسيع نطاق «المتسوق السري» ليشمل المرافق العامة والخدمات الميدانية. وإطلاق برنامج «المحاكاة الواقعية» الذي يختبر تجربة المستفيدين على أرض الواقع. كما اطلع المجلس على إستراتيجية التمكين الحضري، التي تشمل 83 مشروعاً حضرياً لتأهيل المدينة وفق معايير الشمول والدمج، بما في ذلك تطوير الكورنيش، ومسارات الدراجات، وتصريف مياه الأمطار، والبنية الحضرية الدامجة. ووجّه سموّه، بالعمل للوصول إلى 100% في جاهزية جميع المرافق العامة والمباني الحكومية في الإمارة. مشدداً على أن الشمولية ليست تكييف مبانٍ فقط، بل تغيير في فلسفة التخطيط العمراني لضمان أن تكون المدينة صالحة للجميع دون استثناء. البيئة والاستدامة وفي محور البيئة والاستدامة، اطّلع المجلس على مستهدفات إمارة عجمان البيئية 2030، التي تشمل خفض الانبعاثات الكربونية 40%، وزراعة 50 ألف شجرة قرم، ورفع معالجة النفايات إلى 80%، وإنشاء 43 حديقة جديدة بمساحة 875 ألف متر مربع. واطّلع المجلس على مشروعات البنية التحتية الحيوية، التي تشمل تطوير 260 كيلومتراً من الطرق، وإنشاء 99 كيلومتراً من مسارات الدراجات والمشاة، ورفع شبكة تصريف مياه الأمطار إلى 66% بحلول 2030، إلى جانب التوسع في الإنارة الذكية لتصل إلى 83%. شراكات فاعلة وأقر سياسات داعمة لخلق شراكات فاعلة بين الحكومة والقطاع الخاص للاستثمار في المشاريع البيئية بما يضمن تسريع الإنجاز واستدامة الموارد، ويجعل حماية البيئة مسؤولية مشتركة بين القطاعات كافة وفي ختام الجلسة، أكد سموّ الشيخ عمار بن حميد النعيمي، أن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد نتائج واقعية يشعر بها الناس، قائلاً «الجلسة القادمة يجب أن تحمل نماذج نجاح وقصصا واقعية؛ نريد أثراً يُرى، وإنجازاً يُكتب». حضر الجلسة، الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة السياحة والثقافة والإعلام، والشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط، والشيخ حميد بن عمار بن حميد النعيمي، عضو المجلس التنفيذي وأعضاء المجلس. وعقب اختتام جلسة المجلس التنفيذي، تجول سموّ الشيخ عمار بن حميد، في المعارض التفاعلية المصاحبة للاجتماعات، شملت «هُويتنا الوطنية»، و«نبض الوطن»، و«الذكاء الاصطناعي». واطلع سموّه، خلال الجولة، على أجنحة عدد من الجهات المشاركة، من بينها مجلس الأمن السيبراني، ووكالة الإمارات للفضاء، والهيئة الاتحادية للضرائب، ووزارة الموارد البشرية والتوطين، حيث تعرف إلى أبرز المشاريع والمبادرات التي توظّف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات الحكومية، وتعزيز كفاءتها لخدمة الإنسان والمجتمع. (وام)