الشارقة: محمود الكومي في زحام الحياة وقسوتها، كانت أم تكافح بصمت لتمنح أبناءها الثلاثة حياة كريمة رغم ضيق ذات اليد، وذلك بعد أن انفصلت عن زوجها وأصبحت وحدها تتحمل مسؤولية أسرة صغيرة لا تعرف من العالم سوى قلب أمها الحاني، تعيش على نفقة شهرية لا تتجاوز 3500 درهم، بالكاد تكفي لتغطية الإيجار والطعام ومصاريف الأبناء الذين ما زالوا في مراحل عمرية صغيرة. تفاقمت معاناة الأم بعد أن انقطعت عنها سبل الدعم، فزوجها السابق لديه أسرة أخرى ولم يعد قادراً على المساعدة، ووجدت نفسها أمام التزامات تتزايد يوماً بعد يوم، حتى تدخلت جمعية الشارقة الخيرية التي وصلت إليها قصتها ضمن كشوف الحالات الإنسانية، فتمت دراسة وضعها الاجتماعي والمعيشي لتبدأ رحلة جديدة نحو الاستقرار. يقول عبدالله سلطان بن خادم، المدير التنفيذي للجمعية، إن الحالة تمثل نموذجاً مؤثراً لمعاناة الكثير من الأسر التي وجدت في الجمعية السند والأمان، وأنها قامت بتقديم مساعدة شهرية ثابتة للأسرة لتخفيف أعبائها المعيشية، إلى جانب سداد المتأخرات الإيجارية التي كانت تهدد استقرارها، كما وفرت لها مساعدات موسمية ومواد غذائية متنوعة لضمان استقرارها النفسي والمعيشي. وأضاف أن الجمعية لا تنظر إلى المساعدة على أنها منحة وقتية، بل تراها وسيلة لإعادة التوازن للأسرة وتمكينها من النهوض من جديد، مؤكداً أن ما قدمته الجمعية لهذه الأم هو جزء من رسالتها الإنسانية التي تسعى من خلالها إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للأسر المتعففة وتخفيف الضغوط التي تواجهها. وتعيش الأسرة حالياً في أجواء أكثر استقراراً وأماناً، بعدما تبددت مخاوفها واستعادت الأم ثقتها في الغد، لتصبح قصتها واحدة من عشرات القصص التي تسجلها جمعية الشارقة الخيرية في مسيرتها اليومية نحو التخفيف من المعاناة الإنسانية وصناعة الأمل في قلوب المحتاجين.