تألق مصممون إماراتيون في النسخة الـ11 من أسبوع دبي للتصميم، بتقديمهم لتصاميم وقطع أثاث مستوحاة من الثقافة المحلية، حيث تعكس إرث الدولة، سواء لجهة ارتباطها بالحِرف القديمة أو لجهة إنتاجها من مواد تُمثّل البيئة المحلية، ولجأ العديد من المصممين إلى مواد تنتمي للبيئة الإماراتية، ومنها سعف النخيل وأنواع من الخشب المحلي ونواة التمر وغيرها، التي بمجملها تحمل في طياتها تقديماً للتراث بقالب معاصر، وتتوجه نحو الاستدامة في قطاع التصميم.
إرث عريق
تنوعت التصاميم الإماراتية بين الكراسي والثريات والطاولات والخزائن وفواصل الغرف، التي بمجملها حملت في طياتها أشكالاً معاصرة مستمدة من الإرث العريق للثقافة الإماراتية، وقدّم «وان ثيرد استوديو» تصميماً لطاولة، تحدثت عنه المصممة دانة العجلان، قائلة: «عملت مع المصممتين دُنا عجلان وآمنة بن بشر، واخترنا تقديم عمل يحمل عنوان (الوصل)، وهي كلمة تعني الترابط، لاسيما أن دبي كانت تُمثّل نقطة التقاء تجاري وثقافي، وتعمدنا تسليط الضوء على هذا الجانب من خلال التصميم»، وأضافت العجلان: «يتميّز التصميم بكونه متعدد الاستخدامات، ومن الممكن أن يكون وحدة تخزين أو كرسياً أو حتى واجهة عرض لكتب أو إكسسوارات، وقد نُفّذ بمواد مستدامة من البيئة الإماراتية، منها الخشب الطبيعي وسعف النخيل الموضوع بتقنية الترصيع الملون بالكركم، لإبراز لون صحراء الإمارات»، ولفتت إلى أن التصميم يربط بين الحِرف التقليدية والمعاصرة، موضحة أن توجه التصميم نحو الاستدامة يُعدّ أمراً أساسياً في ظل المشكلات البيئية التي تتفاقم في هذا العصر، وأكّدت أن هذه هي المشاركة الثانية لهم في أسبوع دبي للتصميم، مشيدة بدعم هيئة الثقافة والفنون في دبي للمصممين الشباب.
بيوت قديمة
وشارك مؤسس استوديو «أساطير»، المصمم محمد السويدي، بقطعة أثاث من مجموعة «وارش»، وهي عبارة عن «فاصل للغرف»، مشيراً إلى أنها قطعة معمارية توجد في البيوت القديمة، وقد تعمد إعادة تقديمها بشكل معاصر كي تلائم البيوت العصرية، ونوه السويدي بأن تفاصيل التصميم مستوحاة من العناصر المعمارية في البيوت القديمة، لكن تم وضع التفاصيل بشكل متحرك ومرن وقابل للدوران، فيما تمت تغذية الفراغات بمجموعة من الإكسسوارات التي تضيف إلى الوظيفة التي يحملها التصميم، فتصبح علاقة أو رفوفاً أو إطارات للصور أو حتى أحواضاً صغيرة لوضع الزرع، وأشار إلى أن استوديو «أساطير» يتحدث دائماً عن قصة وأسطورة، ويضيف لها التصميم العصري، مع الحرص على استخدام مواد مستدامة ومحلية، مشيراً إلى أنه أيضاً عرض مجموعة طاولات في الجناح لمصممين يقوم بإنتاج تصاميمهم، موضحاً أن عملية التصنيع تسعى إلى إبراز الحِرفية، وعبّر عن أهمية المشاركة في المعرض، لكونها تبرز الصناعة الإماراتية، وكذلك تسهم في العمل على بناء الشراكات مع العاملين في قطاع التصميم أو حتى الجمهور.
ثريات وطاولات
في المقابل، اختار المصمم ناصر الغاوي نواة التمر، ليحولها إلى ثريات وطاولات تحمل جماليات غير مألوفة، ولفت إلى أن الثرية تقسم إلى تسع أسطوانات، وكل أسطوانة تحتوي على نحو 6000 نواة تمر، مشيراً إلى أنه يقوم بحف نواة التمر حتى يحصل على الشكل الذي يُمكّنه من استخدامها في تصاميمه، أما الثرية فقد تعمد تثبيت نواة التمر فيها على الإكريليك ومواد لاصقة صديقة للبيئة، موضحاً بأنه يحصل على النواة من المصانع ويعيد استخدامها، ولفت إلى أنه خلال فترة التحضير للطاولة تولّدت أفكار جديدة، فقرر تصميم قاعدة الطاولة من بقايا حف التمر، فيما الخيوط التي أضيفت كانت من خيوط النواة وغصون التمر، وأشار إلى أنه كمصمم يبحث عن مواد من الطبيعة من أجل الحفاظ على البيئة، مؤكداً أن هذه هي مشاركته الأولى في أسبوع دبي للتصميم، وقد انضم إلى برنامج تنوين الذي ينظمه مركز تشكيل، وحصل على فرصة المشاركة من خلاله.
حبة الهيل
ومن خلال برنامج تنوين أيضاً، شارك مؤسس استوديو «تقسيم» جاسم النقبي، بتصميم يحمل اسم «هيلة» مستوحى من «سوار حبة الهيل»، وهو نوع من أنواع الذهب الإماراتي، ولفت إلى أن هذه القطعة التي استوحى منها التصميم قد انتقلت من جدته إلى أمه وثم أخته، والتي بدورها ستقدمها إلى بناتها، مشيراً إلى أن هناك مقولة عامة في الإمارات إن «الذهب زينة وخزينة»، ولهذا صمم خزانة مجوهرات مصنوعة من الخشب والمعدن والمخمل الأحمر، فيما الألوان الخارجية تعبّر عن تدرجات لون الذهب حين يتم توارثه عبر الأجيال، وأكّد أن المعدن المستخدم في الخزانة هو معدن مستدام، وعمد إلى معالجته لإظهار لوني الذهبي والبرونزي، مبيناً أنها تحمل معاني من الإرث الإماراتي، لاسيما بعض تفاصيل النقوش التي تستخدم في المندوس وغيرها الكثير، وعبّر عن سعادته للمشاركة بالمعرض الذي يسلّط الضوء على المصممين الإماراتيين ويمنحهم الفرصة لتقديم إبداعاتهم للجمهور.
إرث الغوص
عملت المصممة آمنة الشامسي، مع المصممة حنان رفيعي، على تصميم كرسي يحمل إرث الغوص، وشرحت الشامسي الفكرة التي يحملها الكرسي، بالقول: «نعمل في الاستوديو على التصاميم التي تحمل وظائف، وقد قدمنا كرسياً بعنوان الغواص، وهي فكرة مُستلهَمة من عالم الغوص في الإمارات، لاسيما أن هذا المجال قد تبدل كثيراً»، ولفتت إلى أن التصميم يُمثّل حالة الانتظار، وهي الفترة التي كانت تحكم عملية الغوص، حيث كان الأهالي ينتظرون الغواصين حتى يعودوا من رحلاتهم، خصوصاً أن بعضهم يعود مصاباً أو قد لا يعود أبداً، وأشارت إلى أن التصميم مصنوع من مواد معاد تدويرها، بينما تم العمل على الطباعة الثلاثية الأبعاد، لتبدو كاللؤلؤ، فيما تضمن الكرسي جميع المواد التي تصنع منها السفن، واعتبرت أن التوجه إلى الاستدامة يُعدّ أمراً أساسياً في التصميم، لاسيما أن هناك حدوداً في العملية الإنتاجية في الإمارات لجهة قطع الأثاث، وهذا ما يدفع إلى إعادة التدوير كمنهج يفيد المجتمع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
