تكثف دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها من أجل إقرار هدنة إنسانية فورية، ووقف شامل لإطلاق النار في السودان، الذي يشهد مأساة جراء الحرب المستعرة منذ أكثر من عامين، والتي شهدت انتهاكات خطرة وجرائم مروعة بحق المدنيين، متسببة في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ومُشكلة مخاطر جسيمة على السلم والأمن الإقليميين.
الإمارات تطالب بإسكات البنادق في السودان
ومنذ اندلاع الحرب في السودان إبريل/نيسان 2023، طالبت دولة الإمارات بإسكات البنادق بين الطرفين المتناحرين الجيش والدعم السريع، واعتماد الحل السياسي لإنهاء الحرب الأهلية، وآثارها المروعة في المدنيين، عبر حل سلمي وتسوية تفاوضية تضمن حماية المدنيين، والبنية التحتية المدنية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين الذين يقدر عددهم حالياً 30 مليون شخص.
والأربعاء الماضي، أكدت دولة الإمارات دعمها الكامل للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى فرض هدنة إنسانية فورية، ووقف شامل لإطلاق النار في السودان، بما يتيح وصول المساعدات إلى المتضررين، ويضع حدّاً لمعاناة المدنيين المستمرة منذ اندلاع الحرب الأهلية.
انتهاكات إنسانية وجرائم مروّعة
وأعربت دولة الإمارات عن إدانتها الشديدة واستنكارها العميق للانتهاكات الإنسانية والجرائم المروّعة التي ارتكبت بحق المدنيين في مختلف أنحاء السودان المتضررة من الحرب الأهلية، بما فيها مدينة الفاشر، مؤكدةً أن استهداف المدنيين والأحياء السكنية والمرافق الحيوية في كافة المناطق التي تشهد مواجهات عسكرية مسلحة يشكل تصعيداً خطراً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ولجميع القيم والمبادئ الإنسانية، وأن ما شهدته البلاد من اعتداءات مروّعة يمثل جريمة بحق الإنسانية تتطلب موقفاً دولياً موحداً وحازماً.
وشدّدت وزارة الخارجية في بيان لها على ضرورة اضطلاع الأطراف المتحاربة بمسؤولياتها الكاملة في حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن ودون عوائق، مؤكدةً أن استغلال المعاناة الإنسانية أو المساعدات لأغراض سياسية أو عسكرية أمر مرفوض ومدان.
خطوة تاريخية
وأكدت دولة الإمارات أن البيان المشترك للرباعية حول السودان يشكل خطوة تاريخية في مسار الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، إذ يقدم تشخيصاً دقيقاً لطبيعتها، ويرسم خريطة طريق واضحة لمعالجتها، من خلال هدنة إنسانية تعقبها عملية انتقال مدني للسلطة، مجددةً تأكيد أن لا حل عسكرياً للأزمة السودانية، وأن التوافق الإقليمي والدولي الذي عكسه البيان يمثل دعماً مهماً لمسار السلام ووحدة السودان.
وجدّدت دولة الإمارات تأكيد موقفها الثابت والداعي إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، واعتماد الحل السياسي والحوار الوطني الشامل طريقاً وحيداً لإنهاء الحرب الأهلية، وصون وحدة السودان واستقراره، ودعم الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب السوداني الشقيق.
واعتبر الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السموّ رئيس الدولة، أن موقف دولة الإمارات تجاه الأزمة في السودان يقوم على رؤية متكاملة، ذات أبعاد إنسانية وسياسية واضحة، مشدداً على ضرورة منع عودة «دكتاتورية الماضي»، وإتاحة المجال أمام انتقال مدني حقيقي يعبّر عن إرادة الشعب السوداني، مضيفاً أن السودان لديه 30 مليون شخص بحاجة إلى التغذية والطعام، و9 ملايين نازح، مؤكداً أن البيان الرباعي هو الملاذ الوحيد لإنقاذ السودان.
الإمارات واحدة من كبرى الجهات المانحة في السودان
وأضاف قرقاش: «في ما يتعلق بالناحية الإنسانية، فإن الإمارات لا تزال واحدة من كبرى الجهات المانحة في السودان، لكننا نعاني محدودية الوصول، وهذا في غاية الأهمية».
وتابع المستشار الدبلوماسي لصاحب السموّ رئيس الدولة: «ونحن نتحدث عن الجانب الإنساني، فإن الإمارات تدين بوضوح جميع الفظائع في الفاشر، كما تدين جميع الفظائع التي هي جزء من هذه الحرب الأهلية الوحشية».
وأشار إلى أنه «حتى الادعاءات والتهم المتعلقة باستخدام الجيش للأسلحة الكيميائية ضد المواطنين السودانيين، يجب التحقيق فيها على النحو الواجب، ويجب تقديم الجناة إلى العدالة.
هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر أصبحت ضرورة
وأضاف: «لا أستطيع أن أبالغ في تأكيد مدى أهمية معالجة هذه الأوضاع الإنسانية المتردية فوراً وبأسرع وقت ممكن، وأعتقد أن الدعوة إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر أصبحت أكثر أهمية، وأنه يجب على المجتمع الدولي أن يدعم هذه الدعوة بقوة».
واستطرد: «ما نراه الآن لدعم الوضع الإنساني، هو وقف إطلاق النار، وبمجرد ذلك سيكون هناك ظروف مؤاتية لمعالجة هذه القضية».
الإمارات تعتبر الجيش السوداني وقوات الدعم السريع طرفين متحاربين
وتابع: «إنه من الناحية السياسية، تعتبر الإمارات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع طرفين متحاربين، هما طرفان في الحرب الأهلية، إضافة إلى نحو 30 ميليشيا أخرى».
وأكد قرقاش أن الإمارات قلقة بشأن وحدة السودان. وأضاف: «لدينا وثيقة مهمة توصلت إليها المجموعة الرباعية في سبتمبر من هذا العام، والمجموعة الرباعية تعني الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وهذا البيان هو اليوم طريقنا إلى إيجاد حلول للأزمة في السودان».
وأوضح قرقاش: «إن هذا البيان يدعو الطرفين المتحاربين إلى الاجتماع والتفاوض، وينص في الوقت نفسه على فترة انتقالية مدتها تسعة شهور نحو حكم مدني».
قرقاش يتساءل: لماذا قد يعارض أي شخص وقف إطلاق النار فوراً؟
وتساءل قرقاش: لماذا قد يعارض أي شخص وقف إطلاق النار فوراً في هذه الظروف العصيبة؟ لماذا يعارضونه في حرب يسودها ما أسميه توازن القوى الهش؟ لماذا قد يعترض أي شخص على العودة إلى الانتقال إلى الحكم المدني؟ متابعاً: لا يمكن لأي طرف أن ينتصر.
البيان الرباعي هو الملاذ الوحيد لإنقاذ السودان
وأوضح: «في عام 2019، ثار الشعب السوداني وأطاح الحكم العسكري، وأعتقد أن آخر ما يفكرون فيه الآن هو إعادة إحياء دكتاتورية الماضي».
وتابع: «وللأسف، كما قلت، إن الأخبار الكاذبة وجميع أنواع الحملات الإعلامية المضللة، تعكس محاولات تصويرنا بصورة مختلفة تماماً».
وأضاف: «نريد انتقالاً إلى الحكم المدني، والأهم من ذلك، نحتاج إلى وقف إطلاق النار، كما ينبغي على المجتمع الدولي، أن يحمي ما تم التوصل إليه في البيان الرباعي، حيث يبقى البيان الرباعي هو الملاذ الوحيد لإنقاذ السودان، ونحن بحاجة إلى حماية هذا التوافق واعتباره السبيل لتحقيق تقدم».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
