في تداخل بين الفن والبُعد الإنساني، يقدم مشروع «نَبْرَة» رؤية جمالية تحوّل الجص والذهب إلى وسائط فنية تهمس بلغة الإشارة، بهدف تسليط الضوء على أهمية دمج الصم والبكم في نسيج المجتمع.
ومن خلال منحوتات تجسّد أشكال الكفوف المصوغة بدفء الجص الأبيض، تتجلى حروف لغة الإشارة، بينما تتدلى من تلك الكفوف قلائد مرصعة بحبيبات الألماس، تضفي بريقاً آسراً، هكذا يقدم المشروع الفني مقاربة حسية تلتقط جوهر التواصل، وتحوّل صدى الأصوات إلى إحساس ومعنى نابض بالجمال، في دعوة لاكتشاف لغة اليد وما تخبئه من أصوات لا تنطقها الكلمات.
تحدثت نورا محمد الجامع - من مؤسسة «مسير كوليكتف» التي أطلقت المشروع في النسخة الـ11 من «أسبوع دبي للتصميم» - لـ«الإمارات اليوم»، قائلة: «أطلقنا المؤسسة والمشروع ضمن أسبوع التصميم، رغبة في دمج التصميم مع البُعد المجتمعي، وتقديم تجربة متكاملة تنطوي على الجوانب الحسية والبصرية والإنسانية».
وأضافت: «مشروع نبرة يتألف من مجموعة من القلائد صُممت بالتعاون مع مؤسسة إيون للمجوهرات، وهي قلائد حصرية تحتفي بلغة الإشارة، كما عملنا على مجموعة من المنحوتات التي تقدم حروف اللغة بأسلوب تركيبي مميز»، ولفتت الجامع إلى أن مفهوم المؤسسة يقوم على مبدأ التعاون، موضحة أن اختيار أسبوع دبي للتصميم كنقطة انطلاق جاء لتجسيد هذا المبدأ من خلال دعوة المبدعين للالتقاء وتبادل الخبرات، وأشارت إلى التعاون مع «بيت الطين» لتصميم المنحوتات، إضافة إلى حضور ممثلين من فئة الصم والبكم يومياً في المعرض بهدف إيجاد تفاعل حي مع الزوار، كي يتعلموا مبادئ بسيطة من لغة الإشارة، في تجربة تُعزز الدمج المجتمعي.
من جانبها، تحدثت مصممة المجوهرات الإماراتية، رؤى أحمد، من مؤسسة «إيون»، عن المجموعة التي أنجزتها، قائلة: «نركز في تصاميمنا على المعنى الكامن خلف القطعة، فجميع مجوهراتنا تعبر عن الأشخاص وهوياتهم، وهذه القلائد تحديداً تحمل بُعداً إنسانياً عميقاً، وهو ما شجعنا على التعاون في هذا المشروع».
وأضافت: «تحمل تصاميمنا دائماً بصمة الهدوء والبساطة، لتناسب الحياة اليومية، لذلك حين قررنا تجسيد لغة الإشارة، حرصنا على أن تبقى هذه البصمة حاضرة، فاعتمدنا على حركات الأصابع داخل دوائر صغيرة تحيط بها حبيبات الألماس، فيما صُنعت القواعد من أحجار كريمة مثل اللازورد وصدف اللؤلؤ».
وبيّنت أن القلائد تجسد رموز 10 حروف من اللغة العربية، مشيرة إلى أن المجوهرات المعاصرة تكتسب عادةً معاني متعددة، إلا أن ما يميز هذه المجموعة هو بُعدها الإنساني، ما يجعلها أكثر قرباً من الناس، وأوضحت أن التحضير للتصاميم استغرق خمسة أشهر، تخللها أكثر من ست تجارب للوصول إلى الشكل والحجم النهائي للقطع المعروضة.
أمّا الفنانة الإماراتية مدار السويدي من «بيت الطين»، فتحدثت عن دورها في تصميم المنحوتات، قائلة: «نحن نعمل عادة على مادة الطين، لكننا اخترنا الجص في هذا المشروع لإبراز لغة الإشارة، وقد حملت التصاميم الكثير من المشاعر التي تؤكد أن التواصل لا يتوقف على الكلام، بل يمكن التعبير من خلال الكفوف».
وأضافت السويدي أنها حرصت على أن تكون حروف الإشارة واضحة ودقيقة، حتى لا تُقرأ بشكل خاطئ، مؤكدة أن هذه اللغة تذكير بأن جميع الناس قادرون على التواصل والتعبير عن أنفسهم بأساليب متنوّعة يجب تقبلها واحترامها.
وأضافت أن تصميم الكفوف بأحجام وأبعاد مختلفة منح العمل التركيبي عمقاً بصرياً، وأسهم في جعل اللغة أكثر وضوحاً، مشيرة إلى أن الفن في جوهره لغة عالمية قادرة على التعبير عن قضايا إنسانية، تحمل في طياتها الانفتاح والتقبل والحب والتواصل، وختمت بالقول إن أبرز ما يميز المشروع هو أنه ثمرة تعاون بين ثلاث إماراتيات جمعتهن قضية مجتمعية نبيلة.
«عام المجتمع»
اعتبرت نورا الجامع أن مشروع «نبرة» ذو بُعد مجتمعي بالدرجة الأولى، ويهدف إلى تسليط الضوء على أصحاب الهمم بشكل عام، وعلى فئة الصمّ والبكم بشكل خاص، سعياً إلى دمجهم في المجتمع، وأوضحت أن اختيار هذه الفئة جاء انسجاماً مع إعلان عام 2025 «عام المجتمع»، ومع احتفال الأصمّ العربي بيوبيله الذهبي.
وأضافت أن إطلاق المشروع في محفل فني كبير، يهدف إلى إيجاد حلول لتعزيز التواصل بين فئات المجتمع المختلفة، وتحقيق التكامل في الأدوار.
رؤى أحمد:
• اعتمدنا على حركات الأصابع داخل دوائر صغيرة تحيط بها حبيبات الألماس، فيما صُنعت القواعد من أحجار كريمة مثل اللازورد وصدف اللؤلؤ.
مدار السويدي:
• حملت التصاميم الكثير من المشاعر التي تؤكد أن التواصل لا يتوقف على الكلام، بل يمكن التعبير من خلال الكفوف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
