أكدت المدير التنفيذي لقطاع المتاحف والتراث بهيئة الثقافة والفنون في دبي، منى فيصل القرق، أن استضافة دبي فعاليات المؤتمر العام الـ٢٧ للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم دبي 2025»، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، تشكل محطة مهمة في مسيرة الإمارة، وقالت القرق لـ«الإمارات اليوم»: «يُعد مؤتمر (آيكوم دبي 2025) حدثاً ثقافياً عالمياً يُعقد كل ثلاث سنوات، ويجمع نخبة من خبراء المتاحف من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف الفرص ومناقشة أبرز التحديات التي تواجه قطاع المتاحف وإيجاد حلول مبتكرة لها، وتمثل استضافة دبي لهذا المؤتمر، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، محطة مهمة في مسيرة الإمارة، تبرز إمكاناتها وقدراتها الواسعة على تنظيم واستضافة أبرز الأحداث الدولية، وتعكس مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار الثقافي والحوار البنّاء». ولفتت القرق إلى أن استضافة الإمارة لهذا الحدث تسهم في تعزيز قوة قطاع المتاحف بالدولة، حيث تتيح الفرصة لتطوير الكفاءات المهنية، وتحفيز الابتكار في أساليب العرض، وتوطيد العلاقات مع المؤسسات والمراكز الثقافية الدولية، إلى جانب تبادل المعرفة والخبرات وأفضل الممارسات في هذا المجال، وبذلك توضع المتاحف المحلية في قلب شبكة عالمية نابضة بالحياة، ما يعزز حضورها ومكانتها على الخريطة العالمية. 3 محاور وأكدت القرق أن «آيكوم دبي 2025» يركز في مناقشاته على ثلاثة محاور رئيسة تتمثل في التراث غير المادي، وقوة الشباب، والتقنيات الحديثة في المتاحف، موضحة أن الجلسات والورش التفاعلية والدورات التدريبية ستناقش كيفية دمج هذه المحاور ضمن استراتيجيات العمل المتحفي حول العالم، وأساليب الحفاظ على التراث غير المادي لضمان نقله للأجيال القادمة، وطرق تمكين الشباب والاستفادة من طاقاتهم في تعزيز قوة القطاع، فضلاً عن تبني الحلول الرقمية لتقديم تجارب ثقافية غنية داخل المتاحف، وأشارت إلى أنه خلال الحدث الدولي سيتم عرض تجربة دبي والإمارات ومتاحفها كنماذج حية تُبرز كيف يمكن تحويل المتاحف إلى مراكز تعليمية وثقافية ومساحات مجتمعية نابضة بالحياة، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للضيوف لاستكشاف التراث والثقافة المحلية. تمكين المتاحف وحول مساهمة قطاع المتاحف في تحقيق استراتيجيات «دبي للثقافة»، أشارت القرق إلى أن الهيئة تسعى، عبر مشروعاتها ومبادراتها، إلى تمكين المتاحف وتعزيز دورها في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، إلى جانب تفعيل دورها في تشجيع البحث في كل المجالات الخاصة بالتراث الثقافي، وهو ما يتجلى في دعم الدراسات المبتكرة المتعلقة باستكشاف التاريخ والثقافة والهوية الإماراتية، وتحفيز المجتمع الإبداعي والأكاديمي على المساهمة في إنتاج محتوى إبداعي قادر على دعم منظومة البحث الأكاديمي وإثراء الدراسات المتعلقة بالإمارات. وشددت على أن كل ما تقدم يأتي في سياق التزامات الهيئة ومسؤولياتها الثقافية، الرامية إلى تعزيز حضور التراث المحلي على الخريطة العالمية، وتحويل المتاحف إلى مراكز معرفية وتعليمية مبتكرة، تجمع بين الحفاظ على التراث وتشجيع الابتكار، وتوفر تجارب غنية وتفاعلية للجمهور. دور محوري وشددت القرق على أن متاحف دبي تؤدي دوراً محورياً في تعزيز مكانة دبي كوجهة عالمية للثقافة والتراث، بفضل ما تقدمه من محتوى غني وبرامج نوعية وتجارب ثقافية متنوعة تبرز تفاصيل التراث المحلي بأساليب مبتكرة، ونوهت بأن قطاع المتاحف في الإمارة يتميز بتنوع مبادراته، حيث تعمل «دبي للثقافة» على مشروع إعادة تأهيل حصن الفهيدي التاريخي، الذي سيتم افتتاحه خلال عام 2026، في إطار جهودها لتسليط الضوء على تاريخ الحصن بوصفه أقدم مبنى قائم في دبي، وأحد أبرز منشآتها التاريخية التي تحظى بمكانة خاصة بين أصولها التاريخية، ويأتي ذلك لما شهده الحصن من مراحل مهمة من تطور الإمارة على مدار أكثر من 200 عام، ما يعكس التزام الهيئة بالمحافظة على المعالم التاريخية المهمة في الإمارة وصونها كإرث تاريخي ووطني مهم يربط الأجيال بهويتهم وثقافتهم. استراتيجية شاملة وأكدت القرق على أن قطاع المتاحف في دبي يتبنى استراتيجية شاملة تهدف إلى جعل المتاحف وجهة جاذبة للشباب وجميع فئات المجتمع، إذ تحرص «دبي للثقافة»، التي تتولى إدارة خمسة متاحف هي: متحف الشندغة، ومتحف الاتحاد، ومتحف الشاعر العقيلي، ومتحف المسكوكات، ومتحف حصن الفهيدي (الذي سيُفتتح العام المقبل بعد انتهاء أعمال إعادة التأهيل)، على تصميم مجموعة من البرامج الثقافية والتعليمية المبتكرة، وورش العمل التفاعلية، والتجارب الرقمية التي تمكّن الجمهور من التفاعل مع المتاحف ومقتنياتها، بما يجعلها مساحات حية للتعلّم والإبداع. ولفتت إلى أن الرقمنة تلعب دوراً محورياً في تطوير تجربة زوّار المتاحف، وإتاحة الوصول إلى المحتوى الثقافي والمعروضات بطرق تفاعلية، من خلال استخدام التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي والوسائط الرقمية المتطورة. ورأت القرق أن التحديات الأبرز التي تواجه قطاع المتاحف تتمثل في قدرتها على مواكبة التطور التكنولوجي، والحفاظ على التراث الثقافي في ظل التغيرات الاجتماعية، وضمان وصول المتاحف إلى جميع فئات المجتمع بطريقة شاملة وتفاعلية، مؤكدة أن المتاحف تدعم الفنانين الإماراتيين من خلال توفير مساحات خاصة لعرض أعمالهم وإبداعاتهم، وتنظيم المعارض والبرامج الثقافية، وإتاحة فرص للتفاعل مع الجمهور الدولي، مبينة أن هذه المبادرات تسهم في تعزيز قدرات الفنانين المحليين، وتنمية الاقتصاد الإبداعي، وجعل المتاحف مراكز حية للابتكار والتبادل الثقافي. اجتماعات وطنية ودولية أكدت المدير التنفيذي لقطاع المتاحف والتراث في هيئة الثقافة والفنون في دبي، منى فيصل القرق، أن مؤتمر «آيكوم دبي 2025» سيشهد، على مدار أيامه، عقد سلسلة من اجتماعات اللجان الوطنية والدولية، إضافة إلى الاجتماع الأربعين للجمعية العامة للمجلس الدولي للمتاحف، وسيتم أيضاً الإعلان عن المدينة المستضيفة للنسخة المقبلة من المؤتمر وتسليم راية «آيكوم» لها. وتوقّعت أن تسهم مخرجات المؤتمر في تعزيز التعاون الدولي بين المتاحف، وتطوير أفضل الممارسات في الإدارة والحفظ والعرض المتحفي، وبناء القدرات المهنية للعاملين في القطاع، مع تقديم توصيات عملية تُعزز دور المتاحف في المجتمعات سريعة التغيير، مع التركيز على الابتكار والشمولية وتمكين الشباب، لتترك إرثاً مستداماً يعزز كفاءة المتاحف محلياً وعالمياً ويجعلها مراكز تعليمية وثقافية فاعلة. • «آيكوم دبي 2025» يركز في مناقشاته على ثلاثة محاور رئيسة تتمثل في التراث غير المادي، وقوة الشباب، والتقنيات الحديثة في المتاحف. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App