اختتم مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات أعمال دورته الثانية عشرة، التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع جمعية المكتبات الأمريكية، بالتزامن مع فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بحضور 400 متخصص من الأكاديميين والباحثين وأمناء المكتبات من 30 دولة من مختلف أنحاء العالم. بمناقشات أكاديمية ومهنية ركزت على تطوير بيئات المعرفة وتعزيز دور المكتبات كمراكز فاعلة للتعلم والتواصل المجتمعي.
شهد اليوم الختامي سلسلة من الجلسات والورش التي تناولت إدارة علاقات المتعاملين في المكتبات الجامعية والمكتبات الرقمية عالية التأثير، والأساليب المبتكرة للتواصل والتعليم، إلى جانب استعراض تجارب عربية ودولية حول تطوير عمل المكتبيين، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في الخدمات الفنية ومكتبات المدارس.
وقال منصور الحساني، مدير إدارة خدمات النشر في الهيئة: «شكل لقاء أمناء وخبراء المكتبات من مختلف دول العالم في دورة هذا العام من المؤتمر دليلاً حيّاً على أن قطاع المكتبات، بمختلف أشكاله التقليدية والحديثة، هو حجر الأساس في تطوّر منظومات الوصول إلى المعرفة وبناء المجتمعات المتعلّمة، حيث عكست النقاشات الحيّة كيف تتحوّل المكتبة إلى فضاء حيّ لتطوير الإنسان، وكيف أصبح أمين المكتبة اليوم عنصراً فاعلاً ومتفاعلاً مع المجتمع، يشارك في صياغة مستقبل التعلم والبحث والابتكار».
وأضاف: «تؤمن الهيئة، بقيادة سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، بأن التواصل العالمي والتعاون الدولي هما السبيل لاختصار المسافات أمام مسؤولي تطوير المكتبات، لأنهما يشكّلان استثماراً في المعارف والخبرات والممارسات الرائدة على مستوى العالم، بما ينعكس إيجاباً على جودة الخدمات المكتبية ودورها في تنمية الإنسان والمجتمع».
نهج
افتتح المؤتمر أعمال يومه الثاني بجلسة «إدارة علاقات العملاء في المكتبات الجامعية»، قدّمتها الدكتورة ضحى بنت حسن السريحي، المدير العام للإدارة العامة لشؤون المكتبات بجامعة الملك عبد العزيز، تناولت خلالها أهمية الانتقال من إدارة المجموعات إلى إدارة العلاقات مع المستفيدين بوصفها نهجاً شاملاً يجمع بين التقنيات الحديثة والإدارة والعلاقات الإنسانية.
وأوضحت السريحي أن مفهوم إدارة علاقات العملاء في المكتبات يمثل استراتيجية متكاملة تسهم في إضافة قيمة إلى العملية التعليمية والبحثية والثقافية، تتجاوز إعارة الكتب أو الخدمات التقليدية. كما استعرضت ركائز هذه الإدارة، التي تشمل الخدمات والعمليات، ومواد المكتبة، والقيادة، والالتزام المؤسسي، ودور المكتبة كمنظمة فاعلة في المجتمع الأكاديمي.
وتطرّقت السريحي خلال عرضها إلى خطة تطوير شاملة لإدارة علاقات العملاء في المكتبات، تقوم على دمج التقنيات الحديثة والإدارة والعلاقات الإنسانية ضمن منظومة واحدة تُعنى بفهم احتياجات مجتمع المكتبة، وبناء شراكات مستدامة، وأوضحت أن تطوير هذه الإدارة يتطلب رؤية ورسالة واضحة، وأهدافاً ذكية ترتكز على بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية.
أساليب مبتكرة
وفي جلسة أخرى بعنوان «المكتبة الرقمية عالية التأثير: أساليب مبتكرة للتواصل والتعليم»، استعرضت ريبيكا كمينغز، مديرة برنامج Digital Matters في جامعة يوتا بالولايات المتحدة، تجربة الجامعة في تطوير مكتبتها الرقمية الرئيسة التي تضم أكثر من 4.5 مليون كتاب وتخدم ما يزيد على 38 ألف طالب.
وتحدثت كمينغز عن مشروع Utah Digital Newspapers الذي يتيح الوصول المجاني إلى أكثر من 9 ملايين صفحة من الصحف التاريخية المنشورة في ولاية يوتا منذ عام 1850 حتى 2023، الذي يُعدّ من أبرز المستودعات الرقمية في الولايات المتحدة. كما أوضحت أن نجاح المكتبات في تحقيق تأثير واسع لا يعتمد على حجم الفرق العاملة بقدر ما يقوم على تفعيل مفهوم التواصل والتفاعل، الذي يشمل الترويج والتسويق، والتعليم داخل الصفوف الدراسية، والتدريب، والتعاون الأكاديمي والبحثي.
تخطيط
وشهد المؤتمر في يومه الختامي جلسة بعنوان «أساسيات تخطيط الدروس: نواتج التعلّم وطرق التقييم»، ناقش خلالها كل من ريبيكا ميلر والتز، العميدة المشاركة للتعلّم والمشاركة في مكتبات جامعة بنسلفانيا الحكومية بالولايات المتحدة، وميليسا بولز تيري، أستاذة وأمينة مكتبة العلوم في جامعة نيفادا، في لاس فيغاس، أسس تصميم خطط تعليمية تتمحور حول الطالب في مجال تطوير مهارات اكتساب المعلومات.
واستعرض المتحدثان أهمية وضع نواتج تعلم واضحة تسهم في تحسين تجربة التعليم داخل المكتبات، إلى جانب الأنشطة التفاعلية التي تساعد الطلبة على تحقيق الأهداف التعليمية، وأساليب التقييم الواقعية لقياس مدى اكتسابهم للمعرفة.
أما جلسة «مصادر جديدة للمكتبيين باللغة العربية من جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات»، فاستضافت كلاً من راندا الشدياق، مديرة خدمات المكتبة في الجامعة الأمريكية بدبي، ونبيل بدران، أمين مكتبة في جامعة اميتي، والدكتور عماد صالح، أستاذ ورئيس قسم المكتبات والمعلومات بجامعة حلوان في القاهرة، الذين تحدثوا عن جهود الجمعية في ترجمة خمسة من أبرز إصدارات جمعية المكتبات الأمريكية (ALA) إلى اللغة العربية، لتوفيرها للعاملين في قطاع المكتبات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وضم اليوم الثاني من المؤتمر مجموعة من الورش المهنية المتخصصة، حيث قدمت رانيا عثمان، مديرة إدارة مؤسسات المعلومات وتنمية المهارات المهنية في مكتبة الإسكندرية، ورشة بعنوان «استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات الفنية». وفي ورشة «القراءة من أجل المتعة: غرس حب القراءة مدى الحياة لدى الأطفال»، قدّمت هنادي طيفور، مديرة المشاريع ومستشارة المكتبات في مؤسسة الإمارات للآداب، تجربة المؤسسة في تعزيز شغف الأطفال بالقراءة.
أما وضحى أحمد، متخصصة المحتوى الرقمي في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا بالكويت، فتناولت في ورشة «العقول والآلات في توازن» أهمية الموازنة بين الذكاء الاصطناعي والعاطفي في بيئات التعلم. فيما استعرضت ديليمدروس سيلز، أمينة مكتبة التعليم والتعلّم في جامعة شمال كارولاينا، أفضل الممارسات في ورشة «توظيف الذكاء الاصطناعي في مكتبات المدارس».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
