كما هو الحال في العديد من الألعاب، تبدأ Atomfall باستيقاظ شخصيتك بعد تعرضها لفقدان الذاكرة. تدور الأحداث بعد خمس سنوات من كارثة وقعت في محطة طاقة في Cumberland (المعروفة اليوم باسم Sellafield)، حيث تسبب حريق Windscale في تحويلها إلى منطقة حجر صحي ضخمة فرضتها الحكومة البريطانية التي تسعى بكل الوسائل لإخفاء السبب الحقيقي للكارثة. مهمتك هي البحث عن طريق للهروب وكشف الحقيقة للعالم. وخلال رحلتك، ستواجه وحوشاً مشعة، وجماعات متشددة عدائية، وأنظمة عسكرية استبدادية، و… النحل.
يبدو أن أحدث ألعاب Rebellion تعكس رغبة الاستوديو في التحرر من كونه لا يُعرف سوى بأنه "ذلك الاستوديو المطور للعبة Sniper Elite". فإذا كنت على تعرف أي شيء حول Atomfall، فربما سمعت أنه يتم وصفها غالباً بـ "Fallout بريطانية"، حيث بدا أن جميع المعاينات مصممة على ربطها بهذا التشبيه. وعلى الرغم من صحة هذا الوصف جزئياً، إلا أن التشابه الأكثر دقة لهذه اللعبة هو مع S.T.A.L.K.E.R..
لكن بعيداً عن أوجه التشابه في آليات اللعب مع أعمال Bethesda و GSC Game World، فإن التأثير الأبرز على Atomfall مستمد من أعمال الخيال العلمي والرعب البريطانية الكلاسيكية. فقد أشار فريق التطوير إلى أن مصادر الإلهام شملت Doctor Who، وThe Wicker Man، وThe Day of the Triffids، وChildren of Men وغيرها. كما يبدو أن روايات جون ويندهام كانت مصدراً أساسياً للإلهام، خاصة وأن هناك قرية داخل اللعبة تحمل اسمه. هذه التأثيرات واضحة في بيئة Lake District، حيث تتجلى حالة التدهور والفوضى التي تتناقض مع جمال الطبيعة الخلابة المحيطة بها.
خطوط الهاتف مقطوعة منذ سنوات، ومع ذلك تصدر أصوات غامضة من كل كشك هاتف أحمر تصادفه، تحذّرك من كل شخصية لطيفة تلتقي بها، وتخبرك أنك لا تستطيع الوثوق بأي أحد سوى هذه الأصوات. في الكهوف المظلمة، تختبئ وحوش مشعة قادرة على إصابتك بفيروس عقلي يثير بداخلك جنون الارتياب. الكثير من تفاصيل Atomfall تبدو وكأنها مستوحاة مباشرةً من The Quartermass Experiment وحقبة جون بيرتوي من Doctor Who.
لكن يكمن الاختلاف الرئيسي الذي يميز Atomfall عن الألعاب التي تستوحي منها في حلقة أسلوب اللعب. فرغم أن استوديو Rebellion يصفها بأنها لعبة "بقاء وآكشن"، فقد يكون من السهل أن يفوتك أمرٌ مهم: هذه ليست لعبة تقمص أدوار. فلا توجد مستويات للأعداء أو شريط صحة، مما يعني أن طلقة واحدة في الرأس كفيلة بالقضاء عليهم فوراً. وهذا أمر جيد، لأنك لن تجد نفسك غارقاً في الأسلحة والذخيرة كما هو الحال في Fallout أو S.T.A.L.K.E.R.، بل ستضطر إلى التعامل مع موارد محدودة بأسلوب ألعاب الرعب والبقاء، حيث يجب أن تحسب كل رصاصة بدقة. إن إهدار طلقة واحدة سيشعرك بأنك وضعت نفسك في موقف خطير، في حين أن التصويب الناجح على الرأس سيكون مُرضياً للغاية.
لا يوجد في اللعبة نقاط خبرة، أو نظام تطوير للشخصية، أو ترقيات كما هو معتاد في ألعاب تقمص الأدوار. فقط أنت في مواجهة البيئة القاسية وكل ما تخبئه من أخطار.
هناك في الواقع نوع من نظام التقدم في Atomfall. حيث ستشعر أثناء استكشافك العالم على كتيبات تدريبية تفتح أشجار مهارات متنوعة مثل القتال بالأسلحة البيضاء، والتخفي، والأسلحة النارية، والصياغة وغير ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، يمكنك العثور على محاكاة تدريبية في المختبرات والمخابئ تمنحك نقاطاً تضعها في شجرة المهارات. رغم أنني استكشفت اللعبة بشكل مكثف خلال الـ 30 ساعة تقريباً التي استغرقتها لإنهائها، لم أكن حتى قريباً حتى من فتح جميع المهارات، ولست متأكداً إن كان ذلك ممكناً أصلاً. هذا يعني أن تخصيص شخصيتك وفقاً لأسلوب لعبك يعد أمراً تهتم له حقاً. وعلى الرغم من أن معظم المواجهات في تجربتي انتهت إلى اشتباكات بالأسلحة النارية، إلا أن هناك مجالاً كافياً في نظام التقدم لتخصيص شخصيتك بما يتناسب مع تفضيلاتك.
أما عند الدخول في القتال، فالتجربة تأتي متفاوتة. فالأسلحة التي ستحصل عليها خلال معظم اللعبة سيئة بشكل مقصود، فهي غير دقيقة ولديها أوقات إعادة تلقيم طويلة جداً. إحساس الأسلحة بحد ذاته يبدو ثقيلاً وقوياً عند الاستخدام، وأقصد ذلك بشكل إيجابي، لكن لو كنت تتوقع تجربة معارك مرضية فقد لا تشعر بالرضا تماماً كما تريد. يزيد من هذه المشكلة قلة تنوع الأعداء وذكاء اصطناعي محدود للغاية. في الغالب ستجد نفسك تواجه إحدى نسختين من الأعداء: "شخص يحمل سلاحاً نارياً" أو "شخص يحمل سلاحاً أبيضاً"، وغالباً ما يندفعون بشكل مباشر نحوك دون أي تكتيك. من السهل استدراجهم إلى ممرات ضيقة ومشاهدتهم يتعثرون بسذاجة في طريق نيرانك. ,لمواجهة هذا الضعف في الذكاء الاصطناعي، اختارت Rebellion موازنة الأمور عبر زيادة أعداد الأعداء إلى مستويات قد تكون أحياناً غير عادلة. ورغم أن الأمر نادراً ما يصبح مزعجاً للغاية، إلا أنني اضطررت إلى حفظ اللعبة بشكل متكرر في منتصف اللعبة بسبب هذا.
تتضمن اللعبة أيضاً نظام صياغة بسيطاً، حيث يمكنك العثور على وصفات أثناء الاستكشاف، والتي يمكنك استخدامها لصنع عناصر مختلفة باستخدام الموارد التي تعثر عليها. يمكنك تصنيع كل شيء، بدءاً من أدوات الشفاء وعناصر تعزيز القدرات، ووصولاً إلى أنواع مختلفة من المتفجرات. رغم أن النظام ليس متشعباً جداً، إلا أنه يضيف عنصراً ممتعاً في لعبة تركز على حرية اللاعب، حيث يمكنك صنع المعدات فوراً وقت الحاجة. سيجد اللاعبون الذين يستكشفون العالم بدقة عادةً ما يكفي من المواد لصنع الضمادات وغيرها من العناصر عند الحاجة، ولكن المساحة المحدودة للمخزون ستكون المشكلة الأكبر هنا. رغم أنني عادةً أحب العوائق في هذه النوعية من الألعاب، إلا أنني وجدت أن نظام المخزون في Atomfall غير مريح. فعدد الخانات القليل، إلى جانب عدم تكديس العناصر (على سبيل المثال: أربع قنابل تحتل أربع خانات مستقلة!)، يجعل إدارة المخزون مهمة شاقة دون تخطيط مسبق.
لكن القتال ليس سوى جزء صغير جداً من تجربة Atomfall. في الواقع ستقضي معظم وقتك في التحري وجمع الأدلة. في توجه مختلف تماماً عن الألعاب من نفس النوع، لا تحتوي Atomfall على سجل مهام تقليدي أو حتى مهام تقليدية، بل بدلاً من ذلك تمتلك "مفكرة تحقيق" يتم تحديثها تلقائياً مع "أدلة" جديدة كلما استكشفت العالم وكشفت عن مزيد من التفاصيل. كل محادثة مع شخصية غير قابلة للعب، كل وثيقة تقرؤها، وكل موقع جديد تكتشفه يضيف دليلاً جديداً يمكنك تتبعه. يمكنك "تتبع" الأدلة مما يثبتها على الشاشة، لكن لن تجد أي علامات إرشادية على الخريطة لتتبعها. لذلك عليك الانتباه جيداً إلى المستندات التي تقرؤها والمحادثات التي تجريها لاستخلاص المعلومات المهمة. وإذا كنت مثلي، فغالباً ستجد نفسك تدوّن الملاحظات خارج اللعبة حتى تتمكن من ترتيب أفكارك وتتبع تقدمك!
يمكنك حل هذه الأدلة بطرق متعددة. قد يوجهك جنرال إلى خبازة تتصرف بريبة عند الحديث عن زوجها. لديك عدة خيارات: يمكنك مواجهتها ومحاولة انتزاع الحقيقة منها، أو تصديق روايتها وترك الأمر، أو حتى التسلل إلى منزلها والبحث بنفسك عن الأدلة. بغض النظر عن كيفية (أو حتى ما إذا كنت ستكتشف) سرها، فإن القرار بشأن ما تفعله بهذه المعرفة يعود إليك بالكامل. على سبيل المثال، ستستجوب عدة مشتبه بهم أثناء تحقيق في جريمة قتل، وبالرغم من أن هناك مذنباً واضحاً، قد تصادف أسباباً مقنعة تدفعك لعدم تسليمه للعدالة، أو حتى لتوريط شخص بريء بدلاً منه. لا يوجد في Atomfall أي نظام أخلاقي يوجه قراراتك، لذا كل اختيار تقوم به في حل الأدلة متروك تماماً لحكمك الشخصي.
من الناحية البصرية، تقدم Atomfall تجربة متفاوتة الجودة. يرجع وجود اللعبة أساساً إلى تجارب استوديو Rebellion مع محرك Asura الخاص بهم، حيث سعوا إلى دفع إمكانياته التقنية لحدودها القصوى. وكما هو الحال مع أعمالهم السابقة، لا تقدم Atomfall عالماً مفتوحاً شاسعاً، بل تتكون من مجموعة بيئات مفتوحة كبيرة نسبياً متصلة عبر شاشات تحميل. رغم ذلك فإن اللعبة تتمتع بمناظر خلابة، لكن جمالها ينبع بشكل أساسي من التوجه الفني أكثر من الجودة الرسومية الفعلية. أما نماذج الشخصيات والرسوم المتحركة، فهي بدائية نسبياً مقارنة بما نراه في ألعاب مثل STALKER 2.
الجانب الإيجابي في ذلك هو أن Atomfall تُعد واحدة من أكثر الألعاب كفاءة من حيث الأداء. من الواضح أن استوديو Rebellion ركّز على نقاط قوته، مفضلاً الاستقرار والوظائف العملية على الانخراط في سباق الرسومات المتطور باستمرار. اختبرت اللعبة على لابتوب مزود ببطاقة RTX 3050Ti، حيث عملت بسلاسة تامة على أعلى الإعدادات دون أي مشاكل. كما جربتها على جهاز PS5، حيث حافظت على معدل 60 إطاراً في الثانية بشكل ثابت طوال الوقت. ولكن المفاجأة الحقيقية كانت أنني قضيت معظم وقتي مع اللعبة على Steam Deck OLED (حصلت بالفعل على التحقق الرسمي Verified)، حيث عملت بسلاسة على إعدادات متوسطة بمعدل 60 إطاراً في الثانية مباشرة دون الحاجة إلى أي تعديلات إضافية.
الجدير بالذكر أيضاً أن نسخة الحاسب من اللعبة تُطرح دون أي تقنيات ترقية الدقة (Upscaling)، لكنها ببساطة لا تحتاج إليها. هذا أمر نادر الحدوث في ظل الوضع الحالي لعمليات نقل الألعاب الرديئة على الحواسيب، وأود حقاً أن أرى المزيد من هذه المعايير العالية في إصدارات الألعاب من الفئات AA وAAA مستقبلاً.
يمكن القول بشكل عام أن Atomfall لعبة جيدة بما يكفي. إنها تجربة مليئة بالسحر والفكاهة، وغالباً مرعبة، لكنها دائماً ممتعة. تجمع بين الأكشن والبقاء في عالم مليء بالتفاصيل تم تجسيده بخبرة عالية يلتقط ببراعة جوهر الألعاب الذي يستوحي منها، سواء التاريخية أو الخيالية. قد تكون المعارك غير متوازنة أحياناً، والذكاء الاصطناعي لديه مشاكله، ونظام المخزون أكثر إزعاجاً مما ينبغي، لكن هذه هي السلبيات الوحيدة التي يمكنني التفكير فيها في تجربة ممتعة بشكل مذهل. إذا كنت من محبي الألعاب التي لا تقدم لك كل شيء على طبق من ذهب، ومستعداً لتحمل بعض العيوب التقنية، فإن Atomfall ستكون تجربة مثيرة تستحق وقتك.
يمكن القول بشكل عام أن Atomfall لعبة جيدة بما يكفي. إنها تجربة مليئة بالسحر والفكاهة، وغالباً مرعبة، لكنها دائماً ممتعة. تجمع بين الأكشن والبقاء في عالم مليء بالتفاصيل تم تجسيده بخبرة عالية يلتقط ببراعة جوهر الألعاب الذي يستوحي منها، سواء التاريخية أو الخيالية. قد تكون المعارك غير متوازنة أحياناً، والذكاء الاصطناعي لديه مشاكله، ونظام المخزون أكثر إزعاجاً مما ينبغي، لكن هذه هي السلبيات الوحيدة التي يمكنني التفكير فيها في تجربة ممتعة بشكل مذهل. إذا كنت من محبي الألعاب التي لا تقدم لك كل شيء على طبق من ذهب، ومستعداً لتحمل بعض العيوب التقنية، فإن Atomfall ستكون تجربة مثيرة تستحق وقتك.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.