تحذير: تحتوي هذه المراجعة على حرق كامل للحلقة الثامنة من مسلسل Daredevil: Born Again!
للاطلاع على المراجعة الخالية من الحرق للحلقتين 1+2. والمراجعات المليئة بالحرق لكل من الحلقة 3 ، والحلقة 4 ، والحلقتين 5+6 ، و الحلقة 7.
بعد الحلقة السابعة الرائعة، تأخذنا الحلقة الثامنة وما قبل الأخيرة إلى ذروة الأحداث بطريقة مشوقة، مستخدمة وتيرة تصاعدية محسوبة بإتقان. تبدأ الأحداث بوتيرة أبطأ، كاشفة عن تداعيات مقتل ميوز، قبل أن تبدأ التصعيد الفعلي من اللحظة التي يذهب بها مات لمقابلة بولز آي، وهي خطوة ندرك جميعاً منذ البداية أنها قرار خاطئ. ينقضي النصف الثاني من الحلقة بالكامل في أجواء الحفل، حيث تتكامل الصورة وتتوضح الكثير من الإجابات المنتظرة، مع الإبقاء على شعور عام مستمر بأن شيئاً خطيراً على وشك الحدوث. لكن قبل أن نصل إلى تلك اللحظة المفصلية، لا بد أولاً أن نسلط الضوء على تفاصيل النصف الأول من الحلقة.
لا تضيّع الحلقة وقتاً وتدخل مباشرة في صلب الأحداث، حيث يبدأ المشهد داخل السجن مع بويندكستر واقفاً خلف نافذته يحدّق إلى أجمة من الزهور الزرقاء. ورغم أن الطبيعة لا تعرف زهرة زرقاء بهذا الشكل، إلا أن هذا اللون يصبح عنصراً متكرراً طوال الحلقة، حيث نلاحظ أنه يرافق بويندكستر في كل مشهد يظهر فيه تقريباً: أثناء نقله إلى السجن العام، خلال جلسة علاجه الطبي، وحتى حينما يقف على الشرفة ممسكاً بالقناصة. قد يكون هذا اللون إشارة إلى بدلته، أو كنوع من التضارب مع لون ديرديفل الأحمر، إذ سبق وأن وصف مات طريقته في رؤية العالم وكأنه يشتعل دوماً بالنار. لطالما اتسمت أجواء المسلسل بتغلغل اللون الأحمر في أجوائه، لكن مع بويندكستر، يبدو الأمر أشبه برؤية الحياة من خلال نظرة باردة زرقاء تنسجم مع نظره الثاقب ودقته الخارقة وقدرته على إصابة ذبابة بدبوس. وهكذا يثبت صنّاع المسلسل مرة أخرى براعتهم في جعلنا نغوص في أجوائه بكل تفاصيلها، وكأننا نرى ونشعر ونسمع كما يفعل أبطاله بالضبط.
بعد ذلك ننتقل إلى ويلسون فيسك وفانيسا، حيث يقرر فيسك أخيراً كشف سره العميق لها: تحت منطقة ريد هوك التي يسعى لتحويلها إلى وجهة مشرقة تمثل نيويورك، يخفي فيسك بشاعته الحقيقية: آدم، الرجل الذي كان يحتجزه منذ اكتشافه خيانته مع فانيسا. يظهر فيسك أمامها كالطفل الصغير، معترفاً بأنه بات شخصاً أفضل، لكنه يؤمن بأنه إن لم يتمكن من أن يكون معها، فلا يستطيع أن يكون على الإطلاق. يمنحها كامل القوة لتقرير المصير، واضعاً أمامها مفتاح زنزانة آدم إلى جانب مسدس، لتختار بنفسها: أن تطلق سراحه، أن تقتله، أو حتى أن توجه السلاح ضده هو. لا يستغرق القرار طويلاً إذ تمسك فانيسا بالمسدس وتطلق النار على آدم بوحشية مغطية جدار زنزانته بلون أحمر قانٍ، في مشهد يعكس مصير لوحة "الأرنب في العاصفة الثلجية"، وكأنها صورة رمزية لتحولها الكامل إلى شخص ملوث بالدماء مثل فيسك، بل وربما أكثر. لكن لماذا قتلت آدم؟ ربما لأنها أدركت أنه قد يصبح تهديداً يكشف ما فعله فيسك، فأرادت إثبات ولائها المطلق له، أو ربما لأنها ببساطة أصبحت أكثر قسوة وبروداً منه، وخافت على ما أصبحت الآن أمبراطوريتها الإجرامية هي بينما هو منشغل بأعمال العمدة.
يتم تصوير هذا المشهد بشكل متداخل مع مشهد آخر يجمع بين هيذر ومات، ليعكس بشكل ذكي كيف أن بشاعة الحقيقة قرّبت بين فيسك وفانيسا، بينما خلقت في الوقت نفسه مسافة أكبر بين مات وهيذر. نرى مات واقفاً، يحدق (مجازياً) عبر النافذة غارقاً في التفكير بتبعات مواجهته مع ميوز في الحلقة الماضية، لكن بدلاً من أن يكون سعيداً لأنه أنقذ حبيبته من الشرير كبطل، فإن هويته المزدوجة هذه خلقت شرخاً بينه وبين هيذر التي لا تعرف أنه ديرديفل، وتضع هذا البطل المقنّع في نفس الكفة مع ميوز والمجرمين القتلة، غارقة في صدمتها الخاصة غير قادرة على التصالح مع حقيقة أنها أصبحت قاتلة، وتنقل هذا الإحساس بالذنب والغضب تجاه ديرديفل نفسه. يطرح المشهد تساؤلاً عميقاً حول وجود الأبطال المقنّعين: فكما أن القناع يخفي شخصية من يرتديه، فإنه أيضاً يحميه من مواجهة العواقب الأخلاقية لأفعاله، تماماً كما قدّم غطاءً لمجرم مثل ميوز ليبرر فظائعه.
يجسد هذا المشهد جوهر الصراع الذي يسعى المسلسل إلى إبرازه، ويبلغ ذروته بشكل قوي في هذه الحلقة: المجرم ويلسون فيسك في منصب العمدة، بينما يُطبع البطل ديرديفل بوصمة العار. جريمة فيسك بحق آدم كانت السبب في توثيق علاقته بفانيسا، في المقابل، فإن كل ما فعله مات لحماية هيذر لم ينتج عنه إلا أن زاد المسافة بينهما. هيذر، التي لا ترى ديرديفل كبطل، لا تهاجمه فحسب، بل تدافع حتى عن أفكار عدوه اللدود فيسك، وما يزيد الطين بلة بينهما هو اكتشاف مات أن فيسك يحضر جلسات علاج نفسي معها. يحاول أن يحذرها، ويكشف لها أن فيسك ليس سوى شرير يستغلها للوصول إليه، لكنها ترفض الاستماع إليه أو تصديقه.
تتراكم الأحداث لتدفع مات خطوة إضافية نحو فقدان إيمانه بالعدالة، بدءاً من اللحظة التي يكتشف فيها نقل بويندكستر إلى السجن العام، مروراً بتزايد شعبية فرقة مكافحة المقتصين بين الناس، وصولاً إلى خيبة الأمل الأكبر حين يرى هيذر تدافع عن فيسك وتقف ضد المقتصين، أضف إلى ذلك حصول مكتبه على عميل جديد كاذب ومنافق. كل ذلك يعزز لدى مات الإحساس بأن النظام الذي من المفترض أن يفرض النظام ويحمي القانون، بات في الواقع يحمي الفوضى ويغذيها.
الأسئلة التي بدأ المسلسل بطرحها منذ الحلقة الأولى مثل: من الذي أرسل بولز آي لقتل فوغي؟ ولم نحصل على إجابات حولها، بدأت تتكشف الآن بالحلقة ما قبل الاخيرة. حيث يتضح أن فانيسا هي العقل المدبر خلف هذه المحاولة، أما السبب؟ يبدأ مات باستدراك ما حدث عندما كان يجلس في حانة جوسي وتفتح له الأخيرة زجاجة مشروب كان يشرب منه فوغي مشروبه الأخير، وهي الزجاجة نفسها التي لا يشربان منها إلا احتفالاً بالنصر في قضية ما. وبالتالي يدرك أن فوغي كان يحتفل بفوزه بالقضية التي كان يعمل عليها في الحلقة الأولى لشخص يدعى بيني، وأنه كان قد حصل بالفعل على صفقة سرية ستجعله يخرج من القضية فائزاً، ويبدو أنه كان في هذه الصفقة سيقدم أدلة تدين فانيسا، كما ذكروا أنه تم القبض على بيني في ريد هوك نفسها، وهي المنطقة التي يريد فيسك النهوض بها.
لكن مات لا يكتشف من كان العقل المدبر الحقيقي وراء محاولة اغتيال فوغي إلا أثناء الحفل. وهنا يبدأ التصعيد والتوتر في الحلقة، حيث ننتقل بين الشخصيات المختلفة لنرسم معاً صورة أوضح لما يحدث مع كلٍ منهم. كمشاهدين، نشعر بتوتر متزايد طوال الوقت، إذ نعلم أن بولز آي قد يصل في أي لحظة، لكن ماذا سيفعل حينها؟ هل سيقتل الجميع؟ هل سيتواجه مع مات؟ هل سيستهدف شخصاً معيناً؟ هذا الغموض والضغط المتواصل يزيد من التشويق ويتركنا في حالة ترقب مستمرة لما سيحدث لاحقاً.
وقبل أن نصل إلى لحظة الذروة، حصلنا على كشف آخر مهم داخل هذه الحفلة. حيث أجابت الحلقة أخيراً عن تساؤلاتنا حول موقف بي بي الفعلي، والتي في حين كانت تحاول منذ بداية الموسم تصوير حقيقة الشارع للجميع، إلا أنها رضخت بسهولة لتهديدات دانيال مما أثار استياء المشاهدين من سهولة استسلامها وضعف مواقفها. لكن تبين بما لا شك فيه الآن أنها في مهمة، لقد كشفت لنا بإجابة لم أتوقعها بأنها تعرف بالفعل أن فيسك هو من يقف وراء مقتل عمها بن، وأيضاً بأنها تنشر الحقيقة تحت اسم مستعار. إنها في عالم مليء بالوحوش وعليها أن تختار خطواتها جيداً إذا كانت تريد أن تحقق أهدافها، وصداقتها مع دانيال الأحمق أحد الوسائل الرائعة لتحقيق ذلك، لذا كان عليها أن تماشيه في مقالتها لتحافظ على صداقتها معه. من الواضح أنه سيكون لها دور أكبر في الموسم الثاني، وأنا متحمسة جداً للقاء يجمعها مع كارين.
نصل الآن إلى اللحظة التي كانت الحلقة تبني لها من بدايتها. رغم وجود العديد من المسلحين الذين وزعهم فيسك من حوله لحمايته، ينجح بولز آي بالتسلل بينهم والوصول إلى الشرفة المرتفعة التي تطل على كل الحضور، وفي لحظات قليلة شعرنا فيها وكأن الزمن توقف، كنا نتساءل على من سيطلق النار؟ من هو هدفه الرئيسي؟ هل سيموت شخص آخر عن طريق الخطأ؟ ومع تصاعد التوتر، ندرك أنه كان يستهدف فيسك!
وكانت ردة فعل مات غير متوقعة ابداً، أن يقفز أمام فيسك لتلقي الرصاصة عنه؟ عن عدوه اللدود؟ ما هي أسبابه؟ هناك عدة استنتاجات، الاحتمال الأكبر الذي أتوقعه هو أن غريزته بالحماية دفعته من دون أن يشعر لكي يحمي شخصاً معرضاً لتهديد القتل، ربما كان الحوار الذي دار بينه وبين بولز آي في وقت سابق هو ما حفز تلك الغريزة، عندما قال له الأخير: "في حياة أخرى، كان من الممكن أن تدافع عني. لأن هذا ما يفعله الرجال الصالحون، يدافعون عن ألد أعدائهم". قد تكون هذه الكلمات تغلغلت في عقل مات الذي لطالما كان يعاني من صراع داخلي حول ما إذا كان بطلاً أم شريراً، والذي تضاعف بعد مقتل فوغي وجداله مع هيذر في الصباح. وهكذا أثبت مات بأنه بطل حيث تلقى حرفياً رصاصة دفاعاً عن عدوه اللدود. لتنتهي الحلقة كما بدأت، بمشهد مقلوب رأساً على عقب كما لو أن الدائرة اكتملت وعدنا إلى نقطة البداية. لكن بدلاً من لون الوردة الزرقاء، يغطي الضوء الأحمر مات وهيذر كما لو أنهما في الجحيم. ينسحب الجميع هاربين تاركينهما وحديهما ليواجه مات مصيره.
السؤال الآن، كيف سيؤثر هذا الموقف على العلاقة بين مات وفيسك؟ هل سيتقبل فيسك عودة مات لارتداء قناع ديرديفل؟ أم أنه سيظل متمسكاً بوعده السابق في فضح هوية ديرديفل لو عاد لمزاولة نشاطه كمقتص للعدالة؟ وربما حتى يستغل القصة لصالحه في تشويه صورة المقتصين للعدالة بتصوير بولز آي كأحدهم. ويتفاخر أنه نجى بقدرة إلهية ما من دون أن يمنح مات أي فضل. يفصلنا الآن أسبوع واحد عن الحلقة الأخيرة، ولو حافظت على هذه الوتيرة التي ميزت النصف الثاني من الحلقة، فلا بد أننا على موعد مع حلقة ختامية مليئة بالإثارة.
بمزيج من الإثارة والتصعيد الدرامي والإخراج الرائع، تواصل الحلقة الثامنة من Daredevil: Born Again تقديم أحداث مشوقة ومعقدة. من الصراع الداخلي لمات إلى تحولات العلاقة مع فيسك، تتزايد المخاطر والشخصيات تصبح أكثر عمقاً، مما يجعلنا نتطلع بشدة للحلقة الأخيرة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.