يعرف عشاق لعبة Astro Bot جميعاً قصة ابتكار قوى الإسفنجة، لكن هل كنتم تعلمون أن فريق التطوير Team Asobi جرّب قدرات أكثر جنوناً في النماذج الأولية، مثل مطحنة القهوة وعجلة الروليت؟

بدأ دوسيه حديثه بالإشارة إلى جلسة الاقتراحات الأولية للعبة Astro Bot، التي كُتبت في مايو 2021، بعد بضعة أشهر فقط من بدء Team Asobi بتطوير النماذج. وفقاً له تمت مراجعة العرض التقديمي 23 مرة قبل عرضه على الإدارة العليا. وجاء العرض التقديمي على شكل قصة مصورة لطيفة توضّح الركائز والأنشطة الأساسية للعبة، وقد لقي إقبالاً كبيراً.

ثم شرح دوسيه كيف كانت تُولّد الأفكار داخل الفريق. وكما هو متوقع، كانت هناك الكثير من جلسات العصف الذهني، لكن ما فعله Team Asobi كان تشكيل مجموعات صغيرة من 5 إلى 6 أشخاص تضم أفراداً من تخصصات مختلفة. كتب كل منهم أفكاراً أو رسمها على ملاحظات لاصقة فردية، ما أدى إلى تكوين لوحة عصف ذهني مذهلة مليئة بالملاحظات الملونة.

لكن، كما أوضح دوسيه، لم تصل كل الأفكار إلى مرحلة النماذج الأولية. في الواقع، تم تطوير نحو 10% فقط من الأفكار المولّدة خلال هذه الجلسات. ومع ذلك نجم عن ذلك الكثير من النماذج الأولية. تحدث دوسيه عن أهمية النمذجة موضحاً أنه تم تشجيع كل فرد في الفريق على تحويل أفكاره إلى نماذج، بما في ذلك الأقسام غير المرتبطة مباشرة بتصميم اللعبة. على سبيل المثال، قام مصممو الصوت ببناء مسرح داخل لعبة Astro Bot لاختبار اهتزازات وحدة التحكم المرتبطة بمؤثرات صوتية مختلفة، مثل الطرق المتنوعة لفتح وإغلاق الأبواب.

أكد دوسيه أن النمذجة كانت ذات أهمية بالغة لدى فريق Astro Bot لدرجة أن بعض المبرمجين في الفريق خُصصوا للعمل على نماذج لا علاقة لها بأساسيات اللعب المنصي. ومن هناك جاءت آلية الإسفنجة، حيث تم تجريب نموذج أولي لإسفنجة تُعصر باستخدام الزر التكيفي، ووجدوا أنها ممتعة فأصبحت جزءاً من اللعبة.

شارك دوسيه الصورة أعلاه والتي تضم عدداً من هذه النماذج التي طُورت ولم تُستخدم كآليات في اللعبة، إلى جانب تلك التي تحولت إلى آليات حقيقية. من بينها المنطاد والإسفنجة اللذان تم استخدامهما، إضافة إلى نماذج مثل لعبة تنس، ولعبة ميكانيكية تمشي، وعجلة روليت، ومطحنة قهوة، وغيرها.

وفي جزء لاحق من حديثه، تحدث دوسيه عن كيفية اختيار المراحل وتصميمها حول آليات محددة. كان الهدف أن تقدم كل مرحلة تجربة لعب فريدة من نوعها، وألا تبدو مشابهة لأي مرحلة أخرى. هذا لا يعني أن Astro Bot لا يمكنه استخدام نفس القدرة في أكثر من مرحلة، لكن الشكل الذي تظهر فيه تلك القدرة يجب أن يكون مختلفاً بما يكفي لجعل المرحلة تبدو وكأنها مختلفة كلياً. عرض دوسيه صوراً لمرحلة تم حذفها كانت تتمحور حول الطيران باستخدام الطيور، وتم حذفها لأنها أعادت استخدام قدرة القرد الخاصة بـAstro Bot بطريقة مشابهة جداً لمرحلة Go-Go Archipelago، وأيضاً لمرحلة أخرى موجودة في لعبة Astro’s Playroom.

قال: "في النهاية تقرر أن التكرار لم يكن مفيداً بدرجة كافية لإضفاء التنوع، لذا قررنا حذف تلك المرحلة بالكامل. لن نعرف أبداً ما إذا كانت ستلقى شعبية. لكن بالنظر إلى الأمر الآن، أعتقد أن من الجيد أننا استثمرنا ذلك الوقت في مكان آخر".

وأخيراً أنهى دوسيه حديثه بالتطرق إلى المشهد الأخير من اللعبة، وتحذير: هذه فقرة تحتوي على حرق للأحداث إن لم تكن قد أنهيت اللعبة بعد.

في المشهد الأخير من Astro Bot، يقوم اللاعب بإعادة تجميع Astro Bot المكسور باستخدام أطراف ومساعدة من الروبوتات الأخرى المتجمعة. بحسب دوسيه، كان المفترض في البداية أن يُسلَّم اللاعب نسخة مفككة تماماً من Astro: بدون رأس، ولا أطراف، فقط الجذع. لكن هذا أثار "انزعاج" بعض الأشخاص بشكل كبير، لذا تم اختيار النسخة الأقل تفككاً التي نراها في اللعبة النهائية.

تضمّن عرض دوسيه عدداً من الحكايات واللمحات المثيرة الأخرى عن تطوير Astro Bot، لكن كان هذا أبرز ما جاء فيها. منحنا اللعبة تقييم 9.5/10 في مراجعتنا، وقلنا عنها: "لعبة Astro Bot أشبه بعالم خيالي مذهل لا تراه إلا في أحلامك وتتمنى أن لا تستيقظ منه أبدًا، والفضل في ذلك يعود إلى تصميم المستويات الممتع، وآليات اللعب الفريدة في كل كوكب، والمراحل والشخصيات المقتبسة من أشهر ألعاب PlayStation والتي ظهرت في أفضل صورة، واستغلال قدرات يد تحكم DualSense بشكل غير مسبوق، ولا يشوب تلك التجربة المثالية سوى تنوع الأعداء المحدود في عنوان يقدم أكثر من 80 مرحلة بمستويات صعوبة مختلفة".