العاب / IGN

مراجعة الحلقة 9 والأخيرة من الموسم 1 من Daredevil: Born Again

تحذير: تحتوي هذه المراجعة على حرق كامل للحلقة التاسعة من Daredevil: Born Again!

للاطلاع على المراجعة الخالية من الحرق للحلقتين 1+2. والمراجعات المليئة بالحرق لكل من الحلقة 3 ، والحلقة 4 ، والحلقتين 5+6 ، و الحلقة 7 ، والحلقة 8 .


أخذنا الموسم الأول من Daredevil: Born Again في رحلة درامية مشوّقة، مليئة بالقصص المتشابكة والتقلبات المفاجئة التي لم تخلُ من لحظات صادمة. ورغم أن بعض الحلقات لم ترقَ لمستوى غيرها من حيث التأثير أو الإيقاع، فإن الحلقات القوية كانت كفيلة بأن تترك بصمة واضحة في ذاكرة المشاهد وتعيد تأكيد مكانة ديرديفل في طليعة أعمال مارفل الدرامية. وهذه الحلقة أحد أفضل حلقات هذا الموسم!

كنت قد عبّرت في مراجعة الحلقة السابعة عن شعوري بأن الموسم يبدو وكأنه مقسم إلى ثلاثة أقسام واضحة: باستثناء الحلقة الأولى التي ركزت على بولز آي ومقتل فوغي، فقد امتد القسم الأول على مدار ثلاث حلقات ركزت على وايت تايغر، ثم انتقلنا إلى قصة ميوز التي لم تستمر فعلياً سوى حلقتين. هذا ما دفعني للتساؤل حينها: مع من ستكون المواجهة في القسم الثالث؟ لكن هذه الحلقة قدّمت لي إجابة مختلفة تماماً. إذ تتكامل حلقات الموسم سوية لتروي لنا قصة واحدة مترابطة تختتم قصتي هيكتور وفوغي بطريقة رائعة. لتعطي شعوراً بأن قصة ميوز هي القصة الفرعية فعلياً بالموسم وليست الأساسية كما توقعنا في بادئ الأمر. فالخصم الحقيقي والمحور الدرامي الأهم سيبقى دائماً وأبداً هو فيسك، ولا أحد، مهما بلغ من رُعب أو تعقيد مثل ميوز أو بولز آي، يمكنه أن يبلغ مستوى الصراع الوجودي والعاطفي الذي يمثله كينغ بين في مواجهة ديرديفل.

وعلى الرغم من شعوري بأن الموسم مرّ بمراحل مختلفة، إلا أن هذا لا يُعد نقطة ضعف، بل على العكس تماماً، فقد جُمعت هذه الأقسام المتنوعة بعناية لتشكّل في نهاية المطاف سرداً متكاملاً ومتماسكاً. وعندما انتهيت من مشاهدة اللقطة الأخيرة من الموسم، شعرت أنني نلت تماماً ما كنت أرجوه من Daredevil: Born Again — عمل يرتقي فعلاً لتوقعات المعجبين، سواء أولئك الجدد الذين يدخلون عالم ديرديفل لأول مرة، أو المخضرمين الذين انتظروا طويلاً ليروا كيف ستُعيد ديزني تقديم شيطان هيلز كيتشن للعالم من جديد.

ما جعل هذه الحلقة مثالية بالنسبة لي هو لمّ شمل الثلاثي الأيقوني: مات، كارين، وفرانك، في حلقة واحدة أخيراً، حيث حصل كل منهم على لحظته الخاصة للتألق، وبالأخص فرانك كاسل، الذي عاد بكل قوة. شعرت أحياناً وكأن الحلقة تنتمي لمسلسل The Punisher بقدر ما تنتمي إلى Daredevil، عاد فرانك كاسل وبقوة! مدمراً ومحطماً كل شيء يقف بطريقه بالدموية التي عهدناه بها، وبأفضل إخراج ممكن. المشهد القتالي الذي جمع فرانك ومات في منزل الأخير كان من بين الأفضل في الموسم بأكمله، بفضل تصميم المعركة المتقن، والانتقال السلس والدموي بين ديرديفل وبانيشر وهما يواجهان فرقة كاملة مدججة بالسلاح، ترافقه حركة انسيابية تجعل المشاهد يشعر بأنه في قلب الحدث تماماً.

كما أضفى المشهد الذي نرى فيه فرانك لأول مرة بالحلقة لمسة من المفاجأة الممتعة التي أضفت جرعة خفيفة من الفكاهة وسط أجواء داكنة ومتوترة، وذلك في الحوار المضحك بينهما سواء حول رداء المستشفى الذي يرتديه مات قائلاً: "ماذا يطلقون عليك الآن؟ رجل رداء النوم؟" أو بالحديث المستمر عن القهوة. هذا المشهد أعاد لنا العلاقة الرائعة بين مات وفرانك التي اشتقنا لها منذ مواسم سابقة، وجعلني أتمنى لو نحصل على مشاهد أكثر تجمعهما معاً لأنني لم أشعر بالاكتفاء منهما بعد!

شعرت أحياناً وكأن الحلقة تنتمي لمسلسل The Punisher بقدر ما تنتمي إلى Daredevil، عاد فرانك كاسل وبقوة!

كما كنت أشعر طوال الحلقة بالحماس والتوتر لرؤية كيف سيتفاعل معجبو "بانيشر" معه عند لقائه بهم وجهاً لوجه. وعندما جاء ذلك المشهد كان رائعاً بشكل خاص، حيث استلهم بشكل مباشر من القصص المصورة. فرانك كاسل دائماً يرى حربه كعبء شخصي، وهو يعلم تماماً أن ما يفعله خاطئ، لكنه يعتبره ضرورة يجب عليه خوضها. هذه حربه ومعاناته الخاصة. لذلك عندما يقول له باول: "جميعنا نقدسك. سيكون شرفاً لنا أن نخدم معك"، يفقد فرانك أعصابه ويصفهم بالمهرجين. كان من الجيد أن المسلسل سلط الضوء على هذه القضية الحساسة التي تحدث في الواقع ، حيث أن فكرة تبني بعض ضباط الشرطة (إلى جانب أفراد من الجيش وميليشيات يمينية مختلفة) لشعار "المعاقب" ليست مجرد فكرة خيالية، بل هي ظاهرة حقيقية ومؤسفة استمرت لسنوات. هذه الإضافة جعلت من المشهد أكثر عمقاً.

ومن ناحية أخرى، يتضح أن مات وكارين لا يزالان يحملان مشاعر حب متبادلة تجاه بعضهما البعض. من اللحظة التي يستيقظ فيها مات بعد العملية الجراحية، ومع تشتت قدراته وحواسه بسبب تأثير العقاقير، كانت الكلمة الأولى التي ينطقها هي: "كارين؟" خالطاً بينها وبين هيذؤ. وذلك دليل على أنه في داخله لم يتمكن من تجاوزها بعد، ولا زال يحمل ذنب فقدانها إلى جانب خسارته فوغي، لقد تركا فراغاً كبيراً في داخله لم تتمكن حتى هيذر من ملئه طول هذه المدة. ومن خلال تعبير وجه هيذر عندما تسمع اسم كارين، ندرك أنها تأكدت تماماً بأنه لا يزال أسير ماضيه، مما يزيد من التباعد بينهما ويجعلنا نشعر بأن علاقتهما قد لا تستمر طويلاً حتى الموسم الثاني، خاصة مع عودة كارين الآن إلى الساحة، وانضمام هيذر إلى فريق فيسك رغم كل تحذيرات مات لها.

أضف إلى ذلك أنه خلال الحوار بين مات وكارين، يقول مات أنه سمع دقات قلبها عندما كانوا في منزل فرانك، كما لو أنه يشير إلى أنها تحمل مشاعر تجاه فرانك وهو يشعر بالغيرة. وعندما تسأله كارين ما إذا كان قد سمع دقات قلبها عندما رأته و، يبدو أن هذه الجملة تعبير عن اعتراف غير مباشر منها بأنها لا تزال تحمل مشاعر تجاهه. السؤال يبقى: هل هذا يعني أننا سنرى عودة للشرارة بينهما في الموسم الثاني؟ هذا ما نأمله جميعاً.

تبدأ الحلقة مباشرة حيث انتهت الحلقة الثامنة مع بولز آي ممسكاً بالقناصة، لكن هذه المرة يطغى اللون الأزرق على قاعة الرقص مما يتيح لنا أن نرى الأحداث من منظوره. نكتشف هنا أنه كان يوجه قناصته نحو فانيسا أولاً، قبل أن ينتقل إلى فيسك. لماذا فعل ذلك؟ لأن بويندكستر لا زال يحقد بعمق على فيسك بسبب قتله لحبيبته في المسلسل الأصلي. الملاحظة البصرية هنا مهمة، حيث نرى أن الصورة بأكملها مغمورة باللون الأزرق باستثناء فانيسا التي يظهر فستانها الأحمر بوضوح. قد يكون هذا رمزياً، حيث يوحي أن بولز آي لا يريد قتلها في المقام الأول، مما يجعلها بعيدة عن مركز تركيزه.

تملأ هذه الحلقة بعض الفراغات بين الموسم الثالث من Daredevil على نتفليكس وبين Daredevil: Born Again، ففي حين انتهى الموسم الثالث باتفاق بين مات وويلسون بذهاب الأخير للسجن مقابل عدم تعرض مات لفانيسا، تكشف لنا فانيسا الآن أن الفضيحة التي افتعلها فيسك للقضاء على الضابط راي نديم عبر قتله وإلصاق قضية الفساد به، تم استغلالها نفسها لإخراج فيسك من السجن من دون أن تثبت عليه الاتهامات. هذا التفصيل يعمق الصورة حول كيفية استخدام فيسك للفساد والصراع السياسي لصالحه في تحقيق أهدافه.

شمل هذا المخطط أيضاً بويندكستر، حيث يتضح أنه تم إخراجه بشكل قانوني تماماً، دون أن يهرب أو يقتل أحداً. كان كل شيء قد تم بترتيب من فانيسا خلال فترة غياب فيسك، مما يبرز براعتها في التلاعب بالآخرين بشكل يرتقي لمستوى فيسك نفسه. فبدلاً من اللجوء إلى حلول أكثر سلمية مثل تهديد فوغي بكشف هوية ديرديفل لأنه خالف الاتفاق السابق بين فيسك ومات بالابتعاد عن طريق بعضهما البعض، نجدها تقنع بنجامين بويندكستر الذي يعاني من اضطرابات عقلية بالخروج من المصح العقلي لقتل فوغي نيلسون وموكله بنجامين كافارو كيلا يفضحا أعمالها القذرة كما توقعنا بالحلقة الماضية. وتبين أن السبب في ذلك هو أن فوغي كان سيفضح أن ريد هوك هو ميناء حر وغير خاضع للضرائب والقوانين، الأمر الذي استغلته فانيسا لنقل ملايين الدولارات دون أن تُكتشف.

بالطبع، يثبت فيسك بدوره أنه أحد أكبر العقول المدبرة في عالم مارفل السينمائي، وذلك مع قدرته على استغلال أي شيء يحدث لصالحه، فبدلاً من الشعور بالامتنان لمات كونه أنقذ حياته، يجد أن قيمته أفضل لو كان شهيداً، حيث يعلّق قائلاً لباك: "بطل ميت أفضل من مقتص حي". وفي خطوة جريئة، يشن فيسك حملة شاملة في المدينة للقبض على بويندكستر وكل المقتصين للعدالة، مخالفاً بذلك جميع القوانين من خلال منح فرقة مكافحة المقتصين صالحيات شاملة غير مسموح بها قانونياً. يسيطر فيسك على كل شيء بالمدينة تقريباً وصولاً إلى الكهرباء. ويرسل باك ليقتل ديرديفل، ولكن هذا المشهد يثير تساؤلات حول ما إذا كان باك يعرف حقيقة هوية مات، حيث أن اختياره لطريقة القتل من خلال الإبرة قد تدل على أنه لا يعرف أنه ديرديفل خاصة مع انقطاع الكهرباء، لأن الظلام هو المكان الذي يتألق به ديرديفل!

تنتهي الحلقة بارتداء فيسك لبدلته البيضاء التي يشتهر بها بالقصص المصورة، فبعدما ارتدى البدلات ذات اللون الغامق على مدار الموسم، كما لو أنها قناع العمدة يخفي وراءه كينغ بين الحقيقي، فها هو الآن يعتنق بكل ثقة وجهه الحقيقي، ويعلن بكل وضوح أن كينغ بين هو الآن من يسيطر على المدينة وليس العمدة. ومع إعلانه أن نيويورك خاضعة الآن للأحكام الفرعية، يجد مات وكارين نفسيهما بحاجة لوضع خطة جديدة وطلب المساعدة من الآخرين لتشكيل جيش مضاد. وفي حين أن الأفراد التي يجتمع معهم ديرديفل في نهاية الحلقة هم ليسوا سوى تشيري وآنجي وجوسي وبضعة ضباط شرطة عشوائيين، إلا أن هناك العديد من الحلفاء المحتملين الذين يمكن أن نراهم بالموسم القادم، بداية من شخصيات متوقعة مثل أنجيلا بدور وايت تايغر، وربما نشهد عودة فريق "ديفيندرز" ولو لحلقة واحدة، ربما أيضاً نرى سبايدرمان ومون نايت اللذين تعاونا معه بالقصص المصورة إلى جانب فريق ديفيندرز للقضاء على قوة مكافحة المقتصين. أو حتى بولز آي يبدو حليفاً محتملاً. ومن الشخصيات المحتملة الأخرى أيضاً كمالة خان وشي هالك.

يختتم الموسم الأول من Daredevil: Born Again قصته بأحداث تحمل تأثيراً كبيراً على عالم مارفل السينمائي الأوسع. فمدينة نيويورك، التي تعد موطناً للعديد من الفرق والشخصيات الخارقة مثل سبايدرمان وثاندربولتس، أصبحت الآن تحت سيطرة الأحكام العرفية. هذا التغيير الجذري في وضع المدينة قد يكون له تأثير كبير على الأحداث بالمشاريع المستقبلية، خصوصاً في Thunderbolts*. وبالتالي يرتقي المسلسل من مجرد قصة على مستوى الشارع إلى أخرى قد تمتد تأثيراتها لتشمل أحداثاً على نطاق كوني.

ولا يمكن أن ننهي المراجعة دون التطرق إلى مصير المفوض غالو، الذي يقتل على يد فيسك بطريقة وحشية لا تُنسى. مشهد القتل هذا يقترب من مستوى الوحشية التي رأيناها في Game of Thrones، حيث ذكّرني بمقتل أوبراين مارتيل على يد الجبل، في مشهد كان من أكثر المشاهد دموية وقسوة في ذاك المسلسل. لقد كان مقتل غالو لحظة صادمة لدرجة أن حتى فريق المرتزقة من الشرطة الذين كانوا مع فيسك وقفوا مذهولين أمام ما حدث. وعلى الرغم من قسوة هذه اللحظة، فهي تعكس تماماً أن Daredevil: Born Again لا يضع أي حدود للفريق الإبداعي. ورغم أن صانعي المسلسل آرون مورهيد وجاستن بينسون واجها بعض القيود في هذا الموسم العمل على النسخة الأولى الملغاة وإضافة الجديد فوقها، فتخيلوا ما سيفعلانه بالموسم الثاني ولهما كامل الحرية بالتصرف من دون أية قيود أخرى!

وهكذا، في حين أن الحلقة الأخيرة تترك معلّقة، مما يفتح المجال للكثير من النظريات والترقب والآمال حول ما سيحدث في المستقبل، إلا أنها قدمت خاتمة مرضية تماماً، حيث تضمنت كافة العناصر التي جعلت Daredevil محبوباً منذ البداية. من القصة المدروسة بعناية، إلى المشاهد القتالية المصممة بإتقان، والإخراج المميز الذي يمنح المشاهدين إحساساً غامراً ومؤثراً، وصولاً إلى الدموية الشديدة التي لم تكبحها ديزني على الإطلاق بل تركت الباب مفتوحاً لأحد أكثر المشاهد قسوة ودموية في تاريخ Disney+. بالإضافة إلى عودة كارين وفرانك بقوة، كل هذه العناصر تجعل من هذه الحلقة خاتمة مثالية لموسم رائع يتركنا في حالة من الترقب الكبير لمعرفة إلى أين ستأخذنا رحلة ديرديفل المقبلة، ويثبت أن مارفل قادرة على العودة بقوة عندما تتخلى عن ضرورة ربط كل شيء ببعضه البعض بطريقة مباشرة.


تختتم الحلقة الأخيرة من Daredevil: Born Again الموسم الأول بطريقة متقنة تجمع بين روعة المشاهد القتالية وعودة شخصيات محبوبة طال انتظارها مع إجابات على العديد من الأسئلة، مقدمة تتويجاً مثالياً لموسم كان متذبذباً أحياناً. ورغم التباين بين الحلقات، تنجح النهاية في توحيد كل الخيوط بسلاسة، مانحة الشخصيات مسارات مرضية، وتفتح الباب بتشويق كبير نحو ما ينتظرنا في الموسم الثاني.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا