الارشيف / العاب / IGN

مراجعة الحلقة 3 الموسم 2 من The Last of Us

  • 1/2
  • 2/2

تحذير: تحتوي هذه المراجعة على حرق للحلقة 3 الموسم 2 من The Last of Us.


رغم التوقعات العالية التي ترافق كل حلقة جديدة من الموسم الثاني لمسلسل The Last of Us، جاءت الحلقة الثالثة بمزيج معقد من الإيجابيات والإحباطات، مقدمة تجربة تستحق التأمل لكنها لم ترتقِ دومًا إلى عظمة إمكانياتها.

في البداية، تواصل الحلقة السير على نفس النهج الذي أصبح سمة بارزة للكثير من إنتاجات HBO الأخيرة: القفزات الزمنية المكثفة. للأسف، هذا الأسلوب الذي كان يومًا ما وسيلة فعالة لتسريع السرد أصبح هنا عبئًا واضحًا، حيث أفقد الأحداث عمقها العاطفي في لحظات كان من المفترض أن تكون مؤثرة. الانتقال المتكرر عبر الفترات الزمنية جعل من الصعب بناء زخم سردي حقيقي، كما أدى إلى بطء ملحوظ في سير الأحداث رغم كثافة التحولات الزمنية، وكأن الحلقة تحاول أن تغطي الكثير لكنها في الوقت ذاته تفشل في إعطاء كل حدث حقه من التفاعل الطبيعي، مما يعيد إلى الأذهان انتقادات مشابهة طالت إنتاجات أخرى من الشبكة.

ومع ذلك، لا يمكن تجاهل بعض الجوانب التي تألقت خلال الحلقة. من أبرز نجاحات السرد كان عكس حياة إيلي الصعبة بعد فقدان جول. تمكن العمل هنا من نقل مشاعر إيلي المضطربة، والفراغ العاطفي الذي خلفه غياب جول، بصورة حادة وصادقة دون الحاجة إلى مشاهد مطولة أو حوارات تشرح بوضوح ما تمر به الشخصية. كانت النظرات، ردود الفعل الصامتة، وحتى الطريقة التي تتعامل بها مع الآخرين مشبعة بحزن دفين وغضب مكبوت، مما أضفى على الأداء التمثيلي بعدًا إضافيًا من المصداقية.

تطور علاقة إيلي بدينا هو الآخر كان من النقاط الإيجابية البارزة في الحلقة. كانت هناك لحظات إنسانية صادقة، بدت تلقائية بالكامل ومنسجمة مع المسار العاطفي الذي رسمه العمل لهما منذ بدايات الموسم. العلاقة بين إيلي ودينا لم تُفرض على المشاهد بل نمت مع كل تفاعل بسيط بين الشخصيتين، مما عزز الإحساس بأن هذه الروابط الإنسانية البسيطة قد تكون الخيط الأخير الذي يتمسك به الناجون وسط عالم ينهار من حولهم.

مع ذلك، فإن المشهد الذي خطف الأنظار ولم يكن الأكثر توقعًا، كان مشهد التصويت على الانتقام لجول، حين تدخل سيث (الذي أبدع في تجسيده الممثل روبرت بورك). دخول سيث إلى الجلسة رغم عدم وجود اسمه ضمن أجندة الاجتماع أضفى واقعية مرحب بها، خصوصًا أن كلماته كانت الأكثر منطقية واتزانًا في وسط الحماس العاطفي والغضب المسيطر على الجميع. عبر تدخله، حملت الحلقة توازنًا بسيطًا لكنه مهم بين المشاعر الغريزية والعقلانية الباردة، مما عمق أكثر دلالات مشهد الانتقام وأضفى عليه نكهة أكثر واقعية.

على صعيد آخر، ظلت الحلقة وفية للطابع الوحشي الذي عُرفت به سلسلة The Last of Us منذ انطلاقتها. الرحلة إلى سياتل لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل كانت فرصة للعمل لتقديم جرعات مدروسة من الرعب الواقعي والعنف الصادم. هناك مشاهد تجسد بوضوح وحشية مرتكبي الجرائم وتكشف أن الخطر الحقيقي في هذا العالم لا يكمن فقط في المصابين بالعدوى، بل في البشر الذين فقدوا إنسانيتهم. كانت تلك المشاهد قاسية في طبيعتها لكنها ضرورية في نقل الإحساس الدائم بالتهديد الذي يرافق الشخصيات في كل خطوة من رحلتهم.

ورغم بعض مشاكل السرد، إلا أن الحديث عن هذه الحلقة لا يكتمل دون الإشادة الكبيرة بالإخراج الرائع. العمل البصري في الحلقة كان بمثابة لوحة فنية متكاملة الأركان. اللقطات الواسعة للمدينة المهجورة التي تبتلعها الطبيعة، استخدام الإضاءة الخافتة التي تتسلل عبر النوافذ المحطمة، وتصوير الشوارع المقفرة وكأنها قبور صامتة، جميعها عناصر شكلت مزيجًا بصريًا ساحرًا ومخيفًا في آن. بدا واضحًا أن كل لقطة خضعت لعناية فائقة لتخدم ليس فقط الجماليات البصرية، بل لتعزز الإحساس بالضياع والخطر المحيط بالشخصيات. هذا النوع من الإخراج لا يرفع فقط من جودة العمل بل يمنح كل مشهد وزنًا دراميًا إضافيًا لا يمكن الوصول إليه عبر النصوص وحدها.

مشهد عبور المجموعة لأحد الجسور المنهارة كان مثالًا مثاليًا على قوة الإخراج في هذه الحلقة. الدمج بين الخلفية الطبيعية الموحشة وصمت الشخصيات الخائف جعل المشاهد يعيش لحظة الترقب والخوف بكل حواسه، وكأنه يسير بجانب الشخصيات، يتنفس ترددهم ويشعر بنبض قلقهم. هذا النوع من الإخراج الذكي هو ما يصنع الفارق بين عرض عادي وعمل يرسخ في الذاكرة.

ولكن مع كل هذه الإيجابيات، تبقى القفزات الزمنية المستمرة وتفتيت السرد عائقًا كبيرًا أمام بناء تواصل عاطفي حقيقي مع الشخصيات. ففي عمل مثل The Last of Us، حيث الأساس هو الروابط العاطفية الدقيقة التي تتطور بين الشخصيات، يصبح اختصار المسافات الزمنية بهذه الطريقة مؤذيًا للسرد. عوضًا عن السماح للمشاهد بالعيش مع الشخصيات كل مراحل معاناتهم، يجد نفسه يتابع لحظات مجتزأة تفقد الكثير من وزنها تسارع الزمن دون مقدمات كافية.

رغم إخراج فني يستحق الثناء وتجسيد مؤلم لمأساة إيلي، إلا أن الحلقة الثالثة من The Last of Us الموسم الثاني تعاني من بطء السرد والقفزات الزمنية المربكة التي أثرت على بناء الزخم العاطفي، مما جعل التجربة أقل قوة مما كانت تستحق أن تكون عليه.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا