نستكمل مقالتنا Sephiroth الرجل، الأسطورة، الرمز Sephiroth هو الخصم الرئيسي في لعبة Final Fantasy 7، لكنه لا يظهر بشكل مباشر في بداية اللعبة، بل يتم التلميح إليه من خلال ذكريات غامضة ومشاهد فلاشباك مشوشة وغريبة، مما يضفي عليه هالة من الغموض والتساؤل. طوال الساعات الأولى من اللعب، يُشار إلى Sephiroth على أنه محارب أسطوري، أحد أعظم جنود SOLDIER في تاريخ شركة Shinra، ورمز للقوة الخارقة والانضباط والهيبة العسكرية. يُقدَّم للاعبين كشخصية مثالية لا تُقهر، شخص كان الجميع يهابه ويُعجب به، ثم انقلب فجأة واختفى، دون أن يعرف أحد ما الذي دفعه إلى التمرد والخيانة. الغموض الذي يحيط به لا ينبع فقط من أفعاله، بل من صمته وغيابه في معظم مراحل اللعبة الأولى. الجميع يتحدث عنه، الجميع يخشاه، لكن لا أحد يعرف على وجه اليقين ما الذي حدث له. حتى Cloud، الذي يُفترض أنه يعرفه جيدًا من خلال خدمته السابقة في SOLDIER، يبدو مشوشًا ومضطربًا حين يُذكر اسمه. كل هذا التراكم يجعل من Sephiroth شخصية أسطورية قبل أن يظهر فعليًا، وهو ما يمنحه حضورًا طاغيًا حتى وهو غائب. اللحظة الأولى التي يواجه فيها اللاعبون Sephiroth وجهًا لوجه تكون لحظة محورية ومخيفة للغاية. في هذا اللقاء، لا يكتفي Sephiroth بالظهور، بل يقوم أيضًا بإطلاق الشكل الأول من Jenova، وهي الكائن الفضائي الغريب الذي يُعتبر مصدرًا لدمائه وقوته، وأيضًا يُشار إليها بأنها والدته من الناحية الجينية. هذا المشهد يخلط بين الصدمة والرعب والارتباك، حيث لا يفهم اللاعب أو الشخصيات ما الذي يحدث تمامًا، لكنهم يشعرون بخطر غير مسبوق. ما يجعل Sephiroth خصمًا استثنائيًا ليس فقط قوته الهائلة أو قدراته الخارقة، بل الطريقة التي بُنيت بها الأسطورة المحيطة به. إنه لا يظهر كثيرًا، لكنه حاضر في كل مكان من خلال الرعب الذي يتركه خلفه، من خلال الجثث، والدمار، والاضطراب النفسي الذي يزرعه في نفوس الآخرين. إنه شرٌّ يتجاوز المنطق، خصم لا يُفسّر أفعاله، ولا يُقدّم تبريرات، بل يسير خلف رؤية كونية غامضة تستند إلى إرث Jenova ورغبة مهووسة في إعادة تشكيل العالم. في بنائه السردي، يشبه Sephiroth شخصيات الرعب الأسطورية في الثقافة الشعبية، مثل Jason في سلسلة أفلام Friday the 13th، من حيث التهديد الدائم والموت القريب والغموض الصامت. لكنه يتفوق عليهم من حيث العمق الدرامي، لأنه ليس مجرد قاتل أو ظل مخيف، بل شخصية مأساوية سقطت من قمة المجد إلى أعماق الجنون. إنه الرجل، والأسطورة، والرمز، مجتمعة في كيان واحد يُمثّل أعظم خصم عرفته سلسلة Final Fantasy. عالم حديث وناضج مواكبة لعام 1997 كانت هناك تأثيرات من نمط الـSteampunk في أجزاء Final Fantasy التي سبقت الجزء السابع، واستمر هذا التأثير في بعض الأجزاء التي تلته، لكن لم يكن هناك شيء شعَر بالحداثة الحقيقية كما شعَر بها اللاعب في بداية Final Fantasy 7 داخل مدينة Midgar. العالم الذي افتتحت به اللعبة لم يكن مملكةً خيالية ولا أرضًا سحرية، بل كان مدينة صناعية ضخمة، مكتظة، خانقة، تملؤها الأنابيب المعدنية والمباني العملاقة. في Midgar، يرتدي الأشخاص بدلات رسمية، ويذهبون إلى وظائفهم في الشركات، ثم يعودون إلى منازلهم المتواضعة تحت أبراج الشركات التي تمتص حياة الكوكب. هذه ليست مملكة خيالية تقليدية، بل مدينة حديثة مشبعة بالنمط الصناعي، تعكس الواقع القاسي لعالم حضريّ تغزوه الشركات الكبرى والفساد المؤسسي. هذا الإعداد الواقعي والمُعاصر كان سابقةً في السلسلة، وأعطى اللعبة طابعًا حديثًا وناضجًا لم يُر مثله من قبل. هذه الأفكار تطورت لاحقًا بشكل أعمق في الأجزاء التكميلية ومشروع إعادة الإنتاج الكامل للجزء السابع، لكنها وُلدت على جهاز PS1، في اللحظة التي خطا فيها اللاعب أول خطوة داخل Midgar. Final Fantasy 7 لم تكن فقط لعبة تقدم عالمًا أكثر حداثة، بل كانت عنوانًا أكثر نضجًا من حيث المواضيع التي تناولتها. تطرقت اللعبة إلى الحب، والفقد، والموت، والهوية، والانتماء، والخذلان، والانهيار النفسي، وكل ذلك بأسلوب عاطفي صادق، يمزج بين الحس الإنساني والرؤية المظلمة للعالم. لم تكتفِ اللعبة بالتلميح لتلك المشاعر، بل عرّتها أمام اللاعب بجرأة غير مسبوقة. أحد أبرز الأمثلة على هذا الطرح الناضج كان في نهاية الفصل الأول من اللعبة، عندما يصل اللاعب إلى مقر شركة Shinra ليجد أرضيات المقر مغطاة بالدماء، في مشهد كان صادمًا وغير متوقع على الإطلاق في ذلك الوقت. لم يكن المشهد دافعًا لإثارة الرعب، بل كان مؤثرًا في العمق، لأنه أظهر بشكل صامت أن شيئًا فظيعًا حدث هنا، دون الحاجة إلى كلمات أو حوارات. في عام 1997، كان هذا النوع من السرد البصري الجريء نادرًا جدًا، بل يمكن القول إنه كان من اللحظات القليلة التي فتحت أعين اللاعبين على ما يمكن لألعاب الفيديو أن تقدمه من مشاعر وتأثيرات تتجاوز مجرد الترفيه. بهذا المزج بين الحداثة في البناء والعمق في الطرح، استطاعت Final Fantasy 7 أن تثبت نفسها ليس فقط كلعبة تقمص أدوار عظيمة، بل كتجربة سردية إنسانية ألهمت جيلًا كاملًا من اللاعبين والمطورين على حد سواء لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.