منذ انطلاقة سلسلة Mario Party في أواخر التسعينيات، وهي تمثل تجربة جماعية مفعمة بالبهجة والمفاجآت، تقوم على التنافس في ألعاب مصغرة ضمن خرائط تفاعلية مليئة بالحظ والمكر. وعلى مدار الأجزاء المتتالية، اختلفت الآراء حول مدى التطور في هذه السلسلة، إذ رآها البعض محافظة أكثر من اللازم، بينما وجد فيها آخرون مساحة ثابتة للمرح العائلي البسيط. ومع إصدار Super Mario Party Jamboree + Jamboree TV على Nintendo Switch 2، يبدو أن نينتندو تسعى لتجديد الدماء في هذه السلسلة عبر إضافة مزايا تفاعلية مستوحاة من التقنيات الحديثة للجهاز، فهل نجحت التجربة حقًا؟

من أبرز ما يميز هذا الإصدار هو طور Jamboree TV، الذي يُعد الإضافة الأبرز، ويقدم تجربة غير مسبوقة ضمن سلسلة Mario Party. يعتمد هذا الطور على استخدام الكاميرا المدمجة في جهاز Switch 2، بالإضافة إلى الميكروفون، ليمنح اللاعبين شعورًا بأنهم مشاركون فعليّون في برنامج مسابقات تلفزيوني. تظهر صور اللاعبين على الشاشة ويتم التفاعل معهم عبر تعبيرات الوجه والحركات الجسدية وحتى الأصوات، ما يخلق لحظات مرحة وغير متوقعة تضيف طابعًا شخصيًّا للتجربة.

هذا الاستخدام المبتكر لقدرات Switch 2 يعكس رغبة نينتندو في دفع السلسلة إلى فضاء جديد، مستغلة الأدوات التكنولوجية لابتكار طريقة لعب تفاعلية تتجاوز ما هو مألوف. فعلى سبيل المثال، بعض الألعاب المصغّرة تتطلب التصفيق أو النظر باتجاه معين أو الاستجابة لأوامر صوتية، مما يجعل اللاعب أكثر اندماجًا في اللحظة، ويُحوّل الجلسة إلى عرض حي مليء بالحيوية.

رغم ذلك، فإن التجديد لا يشمل كل جوانب اللعبة. عند الانتقال إلى الأطوار التقليدية، يعود اللاعب إلى لوحة اللعب المعتادة، حيث التنافس على النجوم والتحرك عبر الخريطة ورمي النرد. ورغم تقديم خمسة خرائط جديدة، إلا أن تصميمها لا يبتعد كثيرًا عمّا سبق. يشعر بعض اللاعبين بأن هذه الخرائط قد تكون مستوحاة من تصاميم قديمة مع تعديلات بسيطة، ما يُضعف الإحساس بالتجديد الحقيقي. كذلك فإن طبيعة بعض الألعاب المصغّرة تبدو مألوفة، مما قد يؤدي إلى فقدان عنصر المفاجأة بعد بضع جولات.

من ناحية الأداء التقني، تحقق اللعبة قفزة واضحة بفضل قدرات Nintendo Switch 2. الدقة البصرية تحسّنت بشكل ملحوظ، لتصل إلى WQHD في وضع العرض على الشاشة، مع رسوم أكثر سلاسة وتفاصيل دقيقة في تعبيرات الشخصيات ومؤثرات الخلفية. كذلك يُلاحظ تسريع في أوقات التحميل واستجابة أسرع عند الانتقال بين القوائم أو تشغيل الألعاب المصغرة، مما يجعل التجربة أكثر سلاسة وانسيابية من أي إصدار سابق.

اللعب الجماعي لا يزال هو جوهر هذه السلسلة، وتُقدَّم في هذا الإصدار تجربة تعاونية وتنافسية مرنة، سواء على جهاز واحد بين عدد من اللاعبين أو عبر الإنترنت. التفاعل المباشر بين المشاركين، وتبادل الأدوار والمواقف المفاجئة خلال اللعب، يضمن استمرار أجواء التسلية. كما أن التحسينات في الاتصال الشبكي تقلل من المشاكل التقنية التي كانت تظهر في النسخ السابقة، مما يعزز من جودة اللعب الجماعي عن بُعد.

ورغم نجاح اللعبة في تقديم تجربة ممتعة عند اللعب مع الآخرين، إلا أن المحتوى الموجّه للاعب الفردي لا يزال محدودًا، ويفتقر إلى العمق. لا توجد أطوار قصصية أو تحديات فردية كافية تشجع اللاعب على الاستمرار إذا لم يكن لديه شركاء للعب الجماعي. وهو أمر قد يُحبط بعض اللاعبين الذين يفضلون اللعب بمفردهم.

أحد الجوانب الجديرة بالثناء هو خاصية “GameShare”، والتي تسمح بمشاركة جزء من محتوى اللعبة، مثل عدد محدد من الألعاب المصغّرة ولوحة لعب واحدة، مع أصدقاء لا يملكون النسخة الكاملة. هذه الخطوة الذكية تسهّل دعوة الآخرين لتجربة اللعبة دون حاجز الشراء، وقد تُسهم في جذب جمهور جديد، خاصة من غير المعتادين على ألعاب الحفلات.

ورغم كل ما تقدمه اللعبة من تحسينات وميزات جديدة، إلا أن الإحساس العام يظل أن هذه التجربة – في جوهرها – لا تختلف كثيرًا عن الإصدارات السابقة، ما عدا طور Jamboree TV الذي يشكل الإضافة الحقيقية الوحيدة. كان من الممكن أن تصبح هذه التجربة تحولًا كبيرًا في مسار السلسلة، لو تم دمج هذه التقنيات بعمق أكبر في محتوى اللعبة الأساسي، وليس ضمن طور منفصل فقط. لكن في شكلها الحالي، تبدو وكأنها محاولة محدودة النطاق لاختبار ميزات Switch 2 الجديدة أكثر من كونها إعادة ابتكار كاملة للسلسلة.