بعد مرور نصف عقد على صدورها الأول، تواصل Cyberpunk 2077 التحسن بشكل مستمر، حيث لا تزال CD Projekt Red تصدر تحديثات منتظمة للعبة. وبمشاركة عدد من أشهر النجوم في العالم، كانت اللعبة المرتقبة بشدة قد شهدت إطلاقًا كارثيًا نوعًا ما، لكنها نجحت تدريجيًا في بناء مكانتها كواحدة من أفضل الألعاب الموجودة حاليًا في السوق، خاصةً بعد تحديث 2.0 وتوسعة Phantom Liberty المذهلة.
هناك عوامل عديدة تدخل في صناعة لعبة تقمّص أدوار غامرة، وتختلف الآراء حول ذلك بشكل كبير. ومع ذلك، يرى الكثير من اللاعبين أن Cyberpunk 2077 تُعد من الكلاسيكيات الحديثة التي تجسد نوع تقمّص الأدوار بشكل مثالي، وهناك العديد من الأسباب التي تجعلها تستحق هذا التصنيف.

سرد قصصي مشوّق
مواضيع مثيرة وتحوّلات غير متوقعة
منذ اللحظات الأولى لإصدار Cyberpunk 2077، وحتى في ظل المشاكل التقنية العديدة والأخطاء البرمجية التي صاحبت اللعبة في بداياتها، بقي عنصر القصة واحدًا من الجوانب التي حازت على إعجاب الجميع. فلم يكن هناك من يستطيع انتقاد السرد أو الحبكة، رغم الانتقادات الواسعة التي طالت جوانب الأداء والتقنيات. القصة كانت غنية بالتفاصيل، مشحونة بالعاطفة، ومليئة بالتقلبات واللحظات غير المتوقعة، ما جعلها تقدم تجربة روائية تستحق التقدير.
تتبع القصة الرئيسية مسيرة شخصية V، وهي مغامرة مليئة بالصراعات الداخلية والقرارات الأخلاقية والضغوط النفسية. تنقل اللاعب بين لحظات درامية عميقة إلى لحظات إنسانية هادئة، وحتى لحظات ساخرة أو مليئة بالمفارقات، وكل ذلك يحدث ضمن بيئة مستقبلية قاتمة تعكس انحدار العالم تحت وطأة السلطة والتكنولوجيا.
ورغم أن العالم الذي تدور فيه القصة dystopian يفيض بالفساد والانهيار الأخلاقي، إلا أن كتابة القصة نجحت في إظهار الجوانب الإنسانية المعقدة لكل شخصية. شخصيات مثل Johnny Silverhand وPanam وJudy وRiver وغيرهم، جميعهم يملكون دوافع عميقة وحوارات مكتوبة بعناية، تجعل اللاعب يشعر أنه يتفاعل مع أشخاص حقيقيين، لا مجرد نماذج رقمية.
ما يعزز من قيمة هذا السرد هو أن CD Projekt Red تمتلك سجلًا حافلًا في تقديم قصص قوية، خاصةً في سلسلة The Witcher، والتي وضعت معيارًا ذهبيًا للسرد القصصي في ألعاب الفيديو. لكن الكثير من اللاعبين يرون أن مغامرة V في مدينة Night City ليست أقل شأنًا من مغامرات Geralt of Rivia، بل ربما تتفوق عليها في بعض الجوانب من حيث عمق القضايا المطروحة والتفاعل مع العالم من حولك.
تتناول القصة موضوعات وجودية عميقة مثل الهوية والوعي الذاتي، وطبيعة الموت، ومصير الإنسان في ظل تقدم الذكاء الاصطناعي. كما تتطرق إلى جشع الشركات العملاقة، والتكنولوجيا المتوغلة في كل تفاصيل الحياة، وتأثيرها على العلاقات الإنسانية. كل هذه المواضيع عُولجت بأسلوب روائي متقن، جمع بين الفلسفة والواقع والخيال بطريقة تجعل تجربة Cyberpunk 2077 أكثر من مجرد لعبة بل عملًا روائيًا تفاعليًا يستحق أن يُصنّف بين الأفضل في هذا الجيل.
خيارات اللاعب لها تأثير فعلي
المسارات المتفرعة تجعل كل تجربة لعب فريدة من نوعها
إلى جانب السرد القصصي المشوّق في Cyberpunk 2077، يأتي التأثير الواضح لاختيارات اللاعب، وهو ما يُكمل تجربة تقمّص الأدوار ويمنحها عمقًا إضافيًا. على غرار ما قدمته لعبة The Witcher 3: Wild Hunt، لا تأتي الخيارات هنا على شكل قرارات واضحة بين “الخير والشر” كما هو الحال في بعض ألعاب تقمّص الأدوار التقليدية، بل غالبًا ما تكون الخيارات محاورة أو أفعالًا تبدو بسيطة في البداية، لكنها تقود إلى نتائج بعيدة المدى.
هذه النتائج تتنوع بشكل كبير، فمنها ما يؤثر على العلاقات العاطفية بين V وبعض الشخصيات مثل Judy أو Panam، ومنها ما يؤدي إلى خيانة أو حتى إلى موت بعض الشخصيات غير القابلة للعب (NPCs)، بناءً على الطريقة التي تصرف بها اللاعب في لحظة معينة. هذا الأسلوب في تصميم الاختيارات يُعزز من الإحساس بالواقعية ويجعل اللاعب يفكر مليًا قبل اتخاذ قراراته، إذ إن العواقب قد لا تظهر فورًا، لكنها تأتي لاحقًا لتُغيّر سير الأحداث أو المواقف.
رغم ذلك، هناك نقاش دائم بين اللاعبين حول مدى فاعلية هذه القرارات، إذ يرى بعضهم أن العديد من المسارات تؤدي إلى نتائج متشابهة أو نهايات قريبة في مضمونها. ومع ذلك، يبقى لهذه الخيارات دور مهم في تحديد كيف يتفاعل العالم المحيط مع V، سواء من حيث علاقاته بالفصائل المختلفة أو نظرة الشخصيات إليه، مما يضفي المزيد من الانغماس في عالم Night City ويعزز من الشعور بأن كل قرار له وزنه الخاص.
أهم ما يميز هذه المنظومة من الخيارات هو وجود مسارات متفرعة تؤدي إلى نهايات متعددة للعبة، تختلف في تفاصيلها ونتائجها بشكل كبير حسب مجريات كل قصة فردية. هذا ما يجعل إعادة اللعب أمرًا مجزيًا فعلاً، إذ يُمكن للاعب أن يكتشف كيف تتغير القصة بالكامل نتيجة اتخاذ قرارات بديلة، مما يمنح اللعبة عمرًا أطول وتجربة متجددة مع كل مرة تبدأ فيها من جديد.

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.