اشتهرت سلسلة Battlefield بتقديم بعض من أفضل تجارب التصويب الجماعية على الإطلاق، مما جعل ألعابها معروفة بشكل أساسي بفضل أطوار اللعب الجماعي. ومع ذلك، فإن العديد من إصدارات السلسلة تقدم أيضًا حملات قصصية يمكن للاعبين خوضها. ورغم أن هذه الحملات ليست محبوبة بالقدر نفسه الذي تحظى به أطوار اللعب الجماعي، فإن هذا لا يعني تجاهلها، إذ تضم السلسلة بعض أطوار القصة الجيدة. ومع ذلك، لا يمكن القول إن جميعها على المستوى نفسه، فبشكل عام تعد التجربة مزيجًا متفاوت الجودة. وفيما يلي ترتيب جميع الحملات في السلسلة. فهرس المقال: الجزء الأول : (الذي تقرأه الآن) Battlefield 2: Modern Combat تعتبر Battlefield 2: Modern Combat أول لعبة في سلسلة Battlefield تقدم طور قصة حقيقي متكامل، وهذا ما يجعلها محطة مهمة في تاريخ السلسلة، لكنها في الوقت نفسه تعكس قدم أسلوبها في بعض الجوانب، حيث يظهر ذلك في الرسوم والتصميم العام، بالإضافة إلى افتقارها لعدد كبير من المشاهد السينمائية التي يمكن أن تعزز السرد القصصي. ورغم أن بعض الألعاب الأخرى قد أثبتت أنه يمكن تقديم قصة ممتعة وجاذبة من دون الاعتماد الكثيف على المشاهد السينمائية، إلا أن BF2: Modern Combat لا تعد دليلًا على صحة ذلك، إذ إن طريقة السرد هنا لم تصل إلى مستوى يمكنه تعويض هذا النقص. مع ذلك، فإن اللعبة تملك فكرة محورية مميزة لم تتكرر في باقي أجزاء السلسلة، حيث تدور أحداثها حول صراع عسكري بين قوات الناتو وجيش التحرير الشعبي الصيني. الجانب المثير للاهتمام هو أن اللعبة لا تقدم أيًا من الطرفين في صورة الشرير المطلق أو البطل الكامل، بل تضع اللاعب في موقع محايد من خلال منحه الفرصة لتجربة القتال ضمن صفوف كلا الجانبين أثناء أحداث الحملة. وفي نهاية المطاف، تُترك للاعب حرية اختيار الجهة التي يرغب في القتال معها. هذه الفكرة تضيف بعدًا مختلفًا وغير مألوف على مستوى السلسلة، لكنها للأسف لم تُستثمر بالشكل الأمثل، إذ ظل تصميم المهام بسيطًا جدًا ومحدود العمق، كما أن السرد القصصي جاء مباشرًا وغير متطور، مما جعل التجربة أقل تميزًا مما كان يمكن أن تكون عليه لو تم تحسين هذه العناصر. Battlefield 4 تجري أحداث Battlefield 4 في عام 2020، لكن بدلاً من مواجهة العالم لجائحة عالمية كما قد يتوقع البعض، نجد أنفسنا أمام صراع عسكري واسع النطاق بين الولايات المتحدة وروسيا. هذا الصراع لا يقتصر على هاتين القوتين العظمتين فقط، بل يزداد تعقيدًا بسبب مخطط لانقلاب عسكري في الصين تدعمه روسيا، الأمر الذي يهدد بخلق تحالف قوي يمنح موسكو نفوذًا أكبر على الساحة العالمية. في خضم هذه الظروف، يتولى اللاعب دور جندي يقود فريقًا عسكريًا مكلّفًا بإحباط هذا الانقلاب ومنع روسيا من كسب هذا الحليف القوي، وهي مهمة محفوفة بالمخاطر تتطلب عمليات عسكرية جريئة في مناطق مختلفة من العالم. ورغم أن الفكرة الأساسية للقصة تحمل إمكانيات كبيرة لتقديم أحداث مشوقة ومليئة بالتوتر السياسي والعسكري، إلا أن طريقة السرد جاءت سطحية ولا تقدم عمقًا كافيًا للشخصيات أو الأحداث، كما أن أسلوب الكتابة لم يرقَ إلى مستوى يجعل القصة أكثر تأثيرًا أو تميزًا. يضاف إلى ذلك أن تصميم المهام في الحملة لم يكن بالمستوى الذي يمكن أن يدعم القصة أو يعزز من تفاعل اللاعب معها، فباستثناء عدد محدود من المهام التي جاءت ممتعة وتحتوي على لحظات مثيرة، فإن الغالبية العظمى من المهام بدت عادية، بلا لمسات إبداعية، وتفتقر إلى المشاهد التي تترك أثرًا قويًا في الذاكرة. النتيجة النهائية هي أن طور القصة في Battlefield 4 لم يستغل الإمكانات الكبيرة التي وفرتها فكرته، حيث ضاعت فرصة تقديم تجربة قصصية غنية ومؤثرة بسبب ضعف السرد وافتقار المهام للتنوع والإلهام. Battlefield 5 كما هو الحال في Battlefield 1، لا يقدم طور القصة في Battlefield 5 سردًا متصلًا أو حبكة رئيسية طويلة تمتد على مدار التجربة، بل يعتمد على أسلوب تقديم عدة قصص منفصلة تُعرف باسم War Stories، حيث يتمحور كل منها حول أحداث وشخصيات مختلفة، وهذه المرة تدور جميعها في أجواء الحرب العالمية الثانية. ورغم أن هذا الأسلوب يمنح فرصة لتسليط الضوء على جوانب متعددة من الحرب وأطراف متنوعة شاركت فيها، إلا أن النتيجة النهائية لم تحقق نفس المستوى الذي وصلت إليه Battlefield 1، إذ تعاني القصص هنا من نقص واضح في التنوع، سواء من حيث المواقع أو أسلوب السرد أو حتى نوعية المهمات، الأمر الذي يجعل العديد منها يمر دون أن يترك أثرًا قويًا أو لحظات عالقة في الذاكرة. مع ذلك، توجد بعض القصص التي تبرز بشكل لافت وسط هذا التفاوت، مثل Tirailleur التي تتمحور حول الجنود السنغاليين الذين واجهوا التمييز العنصري، لكنهم لم يدعوا ذلك يمنعهم من القتال بشجاعة دفاعًا عن فرنسا. هذه القصة تقدم تجربة إنسانية مؤثرة، بفضل جودة كتابتها والرسالة القوية التي تحملها، فهي تسلط الضوء على التضحية والصمود في وجه الظلم. وهناك أيضًا قصة The Last Tiger التي تأتي من منظور مختلف تمامًا، حيث تضع اللاعب في موقع طاقم دبابة ألمانية في الأيام الأخيرة من الحرب، مقدمة تجربة غنية بالأحداث المؤثرة وأسلوب لعب ممتع يوازن بين الأكشن والمشاعر الإنسانية. ورغم قوة وتأثير هاتين القصتين، إلا أن جاذبيتهما تتأثر سلبًا بضعف القصص الأولى في المجموعة، والتي جاءت أقل إبداعًا وأقل عمقًا، ما أضعف الانطباع العام لطور القصة. لو كانت جميع القصص على نفس مستوى Tirailleur وThe Last Tiger، لربما تمكنت Battlefield 5 من تقديم تجربة قصصية توازي أو حتى تتفوق على Battlefield 1، لكن ما حصلنا عليه في النهاية كان مزيجًا غير متكافئ بين لحظات استثنائية وأخرى عابرة لا تترك أثرًا يُذكر. لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.