اشتهرت سلسلة Battlefield بتقديم بعض من أفضل تجارب التصويب الجماعية على الإطلاق، مما جعل ألعابها معروفة بشكل أساسي بفضل أطوار اللعب الجماعي. ومع ذلك، فإن العديد من إصدارات السلسلة تقدم أيضًا حملات قصصية يمكن للاعبين خوضها. ورغم أن هذه الحملات ليست محبوبة بالقدر نفسه الذي تحظى به أطوار اللعب الجماعي، فإن هذا لا يعني تجاهلها، إذ تضم السلسلة بعض أطوار القصة الجيدة. ومع ذلك، لا يمكن القول إن جميعها على المستوى نفسه، فبشكل عام تعد التجربة مزيجًا متفاوت الجودة. وفيما يلي ترتيب جميع الحملات في السلسلة. فهرس المقال: الجزء الثاني : (الذي تقرأه الآن) Battlefield 3 تدور أحداث Battlefield 3 في عام 2014، وهو ما كان يُعتبر المستقبل القريب في وقت إصدار اللعبة عام 2011. ورغم أن هذا الإطار الزمني يمنح مساحة لتقديم عناصر خيال علمي أو تقنيات مستقبلية، فإن اللعبة اختارت الابتعاد عن هذا النهج والتركيز على أجواء عسكرية واقعية بالكامل تقريبًا، مما يجعل التجربة أكثر التصاقًا بالواقع العسكري المعاصر. تدور القصة حول صراع خيالي يتورط فيه عدد من الشخصيات والمجموعات المختلفة، في حبكة تحمل الطابع المعتاد لألعاب التصويب العسكرية من منظور الشخص الأول، دون أن تقدم الكثير من المفاجآت أو الابتكارات على مستوى السرد. المشكلة الأكبر تكمن في افتقار القصة لشخصيات قوية وجذابة يمكن للاعب الارتباط بها عاطفيًا أو تذكرها بعد انتهاء اللعبة، وهو ما يجعل السرد يبدو مباشرًا ويفتقر إلى العمق الدرامي. ورغم هذا الضعف في الجانب القصصي، فإن طور القصة في Battlefield 3 يحتوي على مجموعة متنوعة من المهام التي تضيف قدرًا كبيرًا من المتعة والإثارة، وتنجح في الحفاظ على اهتمام اللاعب. من أبرز هذه المهام مهمة Night Shift التي تعتمد على التسلل والعمل في الظل وسط أجواء مشحونة بالتوتر، حيث يحتاج اللاعب إلى التحرك بحذر وتنفيذ المهام بدقة عالية. وهناك أيضًا مهمة Rock and a Hard Place التي تمثل نقيض ذلك، إذ تقدم مواجهات مفتوحة وفوضوية مليئة بالانفجارات وإطلاق النار الكثيف، مما يضع اللاعب في قلب معركة عنيفة وشرسة. التنوع الواضح في تصميم المهام وأسلوب اللعب بين التخفي والقتال المباشر يمنح الحملة نكهة خاصة، ويساعد في تعويض بساطة القصة وضعف عناصرها السردية. هذا المزج بين المهمات الهادئة القائمة على التخطيط والمهمات الصاخبة المليئة بالأكشن يجعل تجربة طور القصة أكثر توازنًا وحيوية، حتى وإن لم تصل القصة نفسها إلى مستوى يمكن وصفه بالمميز أو العالق في الذاكرة. Battlefield: Bad Company من أبرز الأمور التي افتقدتها سلسلة Battlefield في معظم أجزائها السابقة هو وجود شخصيات ذات طابع مسلٍ وحضور قوي يمكن للاعب أن يرتبط بها ويستمتع بمتابعتها على مدار القصة. هذا تحديدًا ما قدمته سلسلة Bad Company منذ الجزء الأول، حيث جاءت بأسلوب مختلف كليًا عن النمط الجاد والمباشر الذي طغى على معظم الإصدارات الأخرى. تدور أحداث الجزء الأول من Bad Company حول فرقة عسكرية غير متجانسة، مكونة من مجموعة جنود عاديين لا يمتلكون تاريخًا بطوليًا لامعًا ولا يتمتعون بمهارات أسطورية، بل هم أقرب إلى جنود الصفوف الخلفية الذين يُكلفون عادة بمهام بسيطة. ومع ذلك، يجد هؤلاء أنفسهم فجأة في قلب أحداث كبيرة ومعقدة تتجاوز بكثير ما كان من المفترض أن يتورطوا فيه، الأمر الذي يضعهم في مواقف غير متوقعة ويدفعهم إلى خوض مغامرات مليئة بالمخاطر. ورغم أن بعض أعضاء الفرقة يقعون أحيانًا في قوالب نمطية مألوفة ولا يتمتعون بعمق كبير على المستوى الدرامي، فإن الكيمياء الجماعية بينهم، وحضورهم المرح، وحواراتهم الساخرة، كلها عوامل جعلت طور القصة تجربة ممتعة للغاية. المزاح المستمر بينهم، والنكات الطريفة التي يلقونها في أكثر اللحظات حرجًا، تضيف لمسة فكاهية وكاريزما خاصة، تكسر حدة التوتر وتخلق أجواءً فريدة لم نرَها في معظم ألعاب Battlefield الأخرى. هذه الروح المرحة والمواقف الكوميدية الممزوجة بالأكشن جعلت من Bad Company تجربة مختلفة ومميزة، وواحدة من أكثر الحملات القصصية التي تركت بصمة واضحة في ذاكرة اللاعبين. Battlefield Hardline على الرغم من أن Battlefield Hardline واجهت الكثير من الانتقادات عند صدورها، ولم تُعتبر بالنسبة للكثيرين واحدة من أعظم أجزاء سلسلة Battlefield، فإن طور القصة فيها جاء مختلفًا ومميزًا بشكل لافت، مما جعلها تنال تقدير شريحة من اللاعبين الذين يبحثون عن تجربة غير تقليدية داخل السلسلة. سر تميز هذا الطور يكمن في فرادته واختلافه الجذري عن النهج المعتاد، إذ بدلاً من خوض الحروب العسكرية الواسعة التي اعتدنا عليها في باقي الإصدارات، تنتقل اللعبة إلى عالم الجريمة والتحقيقات، حيث يتولى اللاعب دور محقق جنائي يشارك في سلسلة من القضايا المتشابكة، ويسعى إلى حلها عبر تتبع الأدلة وكشف الحقائق. هذا التغيير في الإعداد والسياق ينعكس مباشرة على أسلوب اللعب، فبدلاً من النهج المعتاد القائم على إطلاق النار المستمر على كل من يعترض طريقك، تتنوع المهام لتشمل مراقبة الأوضاع عن بُعد، واستجواب الأشخاص، وإلقاء القبض على المجرمين، بالإضافة إلى التسلل بهدوء في بيئات مليئة بالمخاطر، حيث يتطلب الأمر التخطيط والحذر أكثر من الاعتماد على القوة النارية وحدها. هذه الميكانيكيات منحت التجربة إيقاعًا مختلفًا وأبطأ من المعتاد، لكنها أكثر توترًا وتشويقًا، وهو ما وفر فرصة للاعب للاستمتاع بجانب استقصائي وتحقيقي غير مألوف في السلسلة. هذا التوجه أضفى على Battlefield Hardline هوية خاصة بها وسط باقي الأجزاء، إذ كسرت روتين الحملات العسكرية التقليدية التي تعتمد على المعارك الضخمة والمواجهات العسكرية المباشرة، وبدلاً من ذلك قدمت قصة تدور في شوارع المدن، ومطاردات، ومهام تنكرية، وأجواء مليئة بالإثارة البوليسية. والنتيجة كانت تجربة قصة مميزة على مستوى السلسلة، حتى وإن لم تحقق اللعبة ككل نفس النجاح أو الشعبية التي حظيت بها الإصدارات الأخرى. لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.