ما هي لعاب MMORPG تعتبر ألعاب MMORPG أو الألعاب الجماعية على الإنترنت عوالم افتراضية ضخمة مصممة لتجمع آلاف اللاعبين في مكان واحد حيث يتفاعلون ويخوضون المغامرات سويًا هذه الألعاب تقوم على عنصر المجتمع بشكل أساسي إذ إن بقاءها واستمرارها يعتمد على وجود قاعدة جماهيرية نشطة تدعمها وتبقيها حيّة ومع غياب هذا المجتمع تنهار اللعبة مهما كانت أفكارها قوية أو تصميمها مميز. شهدت بداية الألفينات العصر الذهبي لهذا النوع من الألعاب حيث ظهرت عناوين كثيرة حاولت تقديم تجارب مبتكرة وثرية لكن للأسف لم تستطع جميعها البقاء على الساحة بعض هذه الألعاب تم إغلاقها رغم أنها كانت تستحق فرصة للاستمرار وتطوير محتواها وهو ما جعلها تبقى في ذاكرة اللاعبين كأمثلة لألعاب “لم يكن يجب أن تموت” وظلت حاضرة كتجارب مميزة حتى بعد رحيلها. تعتمد ألعاب MMORPG على جوهر رئيسي يتمثل في قدرتها على جمع آلاف اللاعبين داخل عالم افتراضي واحد يتفاعلون فيه ويتشاركون التجارب والمغامرات ولهذا السبب فإن استمرار هذه الألعاب ونجاحها مرتبط بوجود مجتمع نشط يدعمها ويتفاعل معها لأنه في غياب ذلك ينهار كل شيء وتفقد اللعبة قيمتها ومعناها. وعلى الرغم من أن إصدارات ألعاب MMO تباطأت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة فإن بداية الألفية الثانية كانت تمثل كنزًا حقيقيًا لهذا النوع حيث صدرت مجموعة كبيرة من العناوين التي حاولت أن تضع بصمتها في ساحة الألعاب لكن للأسف لم تتمكن جميعها من الوصول إلى كامل إمكاناتها بعض هذه الألعاب واجه الفشل مبكرًا والبعض الآخر لم يجد قاعدة جماهيرية كافية فكان مصيره الإغلاق النهائي رغم أنه امتلك عناصر تستحق أن تخلده. ما يجعل الأمر محزنًا أن هذه الألعاب لم تسقط بسبب ضعف الفكرة أو عجز التجربة وإنما بسبب عوامل خارجية مثل نقص الدعم المجتمعي أو قرارات الناشرين التي لم تنصفها ولهذا تبقى ذكراها حيّة لدى اللاعبين الذين آمنوا بها ورأوا أنها تستحق فرصة أطول للبقاء لتواصل التطور وتمنح تجارب أعمق في عالم الألعاب الجماعية. لعبة Star Wars Galaxies تعد Star Wars Galaxies أول لعبة MMORPG تدور أحداثها في عالم Star Wars الشاسع وقد استطاعت منذ بدايتها أن تحقق حلم ملايين المعجبين بالعيش داخل هذا الكون المليء بالتفاصيل فقدمت تجربة فريدة لا تزال حتى اليوم واحدة من أفضل محاولات محاكاة الحياة اليومية في مجرة Star Wars الواسعة ما يميزها أنها لم تقتصر على القتال أو المهمات الكبرى بل منحت اللاعبين مساحة هائلة من الخيارات لتجسيد أي شخصية تخطر في بالهم سواء كنت Bounty Hunter يطارد أهدافه عبر الكواكب أو Entertainer يقدم عروضًا راقصة أمام الجماهير أو حتى مجرد مواطن يسعى لبناء حياة داخل المجرة. لقد وفرت اللعبة حرية استثنائية نادرًا ما نجدها في ألعاب MMO الحديثة حيث لم يكن الهدف مجرد إتمام مهام أو تسلق المستويات بل كان الكثير من اللاعبين يكتفون بالاستمتاع بتجربة العيش داخل عالم Star Wars وكأنهم جزء من قصته اللامتناهية وكان هذا الشعور بالانغماس والواقعية هو ما جعلها مميزة بالفعل لقد سمحت للاعبين أن يصنعوا قصصهم الخاصة وأن يتفاعلوا مع الآخرين في بيئة مفتوحة تشجع على الإبداع والتجربة. ورغم أن الخوادم الرسمية للعبة أُغلقت في عام 2011 إلا أن ذلك لم يكن نهاية الطريق فما زالت الخوادم الخاصة تعمل حتى اليوم بجهود جماهيرية كبيرة مما أتاح لعشاق اللعبة العودة إليها والاستمتاع بكل محتواها كما كان من قبل بل وحتى إضافة تحسينات جديدة تحافظ على استمرارها وبهذا أصبحت Star Wars Galaxies أكثر من مجرد لعبة من الماضي بل إرثًا حيًا يحتفظ بمكانته في ذاكرة اللاعبين ويواصل جذب كل من أراد أن يعيش تجربة Star Wars الحقيقية. لعبة MapleStory 2 تُعد MapleStory واحدة من أنجح وأشهر ألعاب MMO في التاريخ حيث استطاعت أن تحافظ على مكانتها لما يزيد عن عشرين عامًا ولا تزال حتى اليوم تجذب ملايين اللاعبين حول العالم نجاحها الكبير دفع المطورين إلى تقديم تجربة جديدة من خلال MapleStory 2 التي حاولت أن تمنح السلسلة روحًا مختلفة إذ انتقلت من أسلوبها الكلاسيكي ثنائي الأبعاد إلى عالم ثلاثي الأبعاد يعتمد على الطابع المربع Blocky في تصميماته كما قللت من عدد الفئات القابلة للعب لكنها في المقابل خففت من حدة التكرار والـ Grinding الذي اشتهرت به النسخة الأولى. ورغم التغيير الجذري الذي أحدثته MapleStory 2 فإنها نجحت في تقديم تجربة ممتعة ومليئة بالحيوية خلال فترة عملها حيث أحب اللاعبون استكشاف عوالمها الجديدة وخوض مغامراتها المختلفة لكن المشكلة الكبرى التي واجهت اللعبة تمثلت في الانتشار الواسع للبوتات وبائعي الذهب الذين سيطروا على السوق الداخلي وأفسدوا التوازن الاقتصادي ومع غياب التدخل الجاد من المطورين للحد من هذه الظاهرة فقدت اللعبة بريقها سريعًا وتراجعت شعبيتها إلى أن انتهى بها الحال إلى الإغلاق النهائي. ومع ذلك تبقى MapleStory 2 مثالًا مهمًا على جرأة إعادة ابتكار سلسلة كلاسيكية عريقة فهي لم تفشل بسبب ضعف فكرتها أو سوء تصميمها بل بسبب مشكلات خارجية كان من الممكن معالجتها لو توفرت الإدارة القوية والدعم المستمر لهذا يظل اللاعبون يتذكرونها كتجربة مميزة لم تنل الفرصة الكاملة لتثبت قيمتها وتستمر بجانب شقيقتها الأصلية التي لا تزال صامدة حتى اليوم. لعبة EverQuest Next كانت EverQuest Next واحدة من أكثر ألعاب MMORPG طموحًا لكنها لم ترَ النور أبدًا فقد كان من المفترض أن تقدم رؤية جديدة لعالم EverQuest بعيدًا عن كونه تكملة أو جزءًا سابقًا للألعاب السابقة حيث كان من المقرر أن تدور أحداثها في عالم موازٍ يحتفظ بأجواء السلسلة الكلاسيكية لكنه يضيف لمسة مختلفة بالكامل تجمع بين الحنين والتجديد الفكرة كانت أن تمنح اللاعبين تجربة لعب مألوفة لكن مدعومة بتقنيات حديثة مثل البناء والمحتويات التي ينشئها اللاعبون بأنفسهم والتي كان من المفترض تنفيذها من خلال لعبة مرافقة باسم Landmark لكنها بدورها أُغلقت أيضًا. مثلها مثل العديد من ألعاب MMO من نوع Sandbox لم تستطع EverQuest Next أن تتخطى العقبات التي واجهتها ومع أنها لم تصدر رسميًا إلا أن حجم الطموح الذي أحاط بها جعلها محط أنظار اللاعبين فقد وعدت بمزج تجربة EverQuest الكلاسيكية مع أدوات إبداعية تمنح اللاعبين حرية غير مسبوقة في بناء عوالمهم الخاصة وإضفاء طابع شخصي على عالم اللعبة وما عُرض من مبانٍ وإنشاءات صممها اللاعبون في Landmark زاد من الحماس حولها وجعلها تبدو كخطوة ثورية قادمة في صناعة الألعاب. رغم توقف المشروع وعدم وصوله للجماهير فإن EverQuest Next بقيت في ذاكرة مجتمع اللاعبين كنموذج لأحلام لم تتحقق لعبة وُعدت بأن تكون علامة فارقة لكنها تحولت إلى رمز للطموح غير المكتمل وبذلك أصبحت واحدة من أكثر الألعاب إثارة للحماس التي لم نحصل على فرصة تجربتها قط لتبقى مثالًا على كيف يمكن أن يضيع مشروع ضخم رغم أنه امتلك كل مقومات النجاح. لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.