نستكمل مقالنا للحديث عن باقي تفاصيل لعبة Resident Evil Requiem التي استقيناها من عرض القصة في Gamescom 2025 إلى جانب الديمو التجريبي الذي أتيح للإعلاميين بالحدث. فهرس المقال: الجزء الأول من هنا.. الجزء الثاني الذي تقرأه أدناه. رابطة الدم… بداية الحكاية حان الوقت لتسليط الضوء على عرض القصة، وتحديدًا مشهد الفلاش باك الذي يعيدنا إلى فترة إقامة “غريس” و”أليسا” في الفندق وهو نقطة انطلاق مثالية لفهم العلاقة بينهما. من الواضح أن غريس مستاءة من غياب والدتها لفترة طويلة وغير محددة، لكن رغم ذلك، تبدو العلاقة بينهما قوية ومبنية على ثقة متبادلة. ومع ذلك، فإن اختيار الإقامة في فندق، وردة فعل أليسا على المكالمة الغامضة التي تتلقاها، يلمحان إلى أن الثنائي كانا في حالة هروب… من شخص، أو شيء ما. هذا التلميح يتحول إلى تأكيد عندما تخرج أليسا مسدسًا من حقيبتها فورًا، وتحث غريس على الهروب معها. لكن الخطة تنهار بسرعة، إذ يتعرضان لهجوم من عدو كان يطاردهما، وتنتهي المواجهة بما يبدو أنه موت أليسا خارج الشاشة. ومع ذلك، لا يبدو أن القصة انتهت عند هذا الحد فنحن لسنا مقتنعين تمامًا بأنها ماتت فعلًا، وهناك نظرية مثيرة سنغوص فيها بعد قليل. مسدس أليسا… تلميح أم رابط مباشر؟ قبل أن نغوص في فرضية موت “أليسا”، دعونا نتوقف عند السلاح الذي أخرجته من حقيبتها بعد المكالمة الغامضة. المسدس بدا مألوفًا بشكل مثير، إذ يشبه إلى حد كبير السلاح الذي استخدمه “ليون كينيدي” و”آدا وونغ” في Resident Evil 2 وهنا تبدأ الاحتمالات المثيرة بالظهور. نعلم أن فترة عمل أليسا في صحيفة Racoon Press وضعتها في مواجهة مباشرة مع خفايا شركة Umbrella، ونعلم أيضًا أن ظهورها الأول في السلسلة جاء في فترة زمنية تقع بين أحداث RE2 وRE3، أي في نفس المرحلة التي شهدت تواجد ليون، آدا، و”جيل فالنتاين”. فهل تكون المكالمة التي تلقتها من أحد هؤلاء؟ هل قابلتهم خلال تحقيقاتها الصحفية؟ وهل المسدس الذي تحمله هو تذكار من تلك اللقاءات… أم مجرد تلميح ذكي من المطورين؟ مرة أخرى، لا خيار أمامنا سوى الانتظار. فإما أن تكون هذه إشارة خفية لعودة شخصيات أيقونية من الماضي، أو مجرد تفصيلة ذكية تثير الحنين لدى عشاق السلسلة. أليسا… أم المطاردة؟ نظرية تحول مرعبة ترفع رهانات Requiem مع تكرار ظهور “العدو المطارد” في عدة أجزاء حديثة من سلسلة Resident Evil، يبدو أن النسخة الجديدة في Requiem ليست مجرد إضافة مرعبة، بل قد تكون محورية في السرد لأسباب عاطفية وشخصية عميقة. لقد وضعنا “أليسا” في صدارة الشخصيات التي نأمل عودتها إلى السلسلة، ليس فقط لأنها تستحق ذلك، بل لأن وجودها سيمنح رحلة “غريس” وزنًا عاطفيًا حقيقيًا، ويضيف بعدًا إنسانيًا لتطور شخصيتها. وهنا تأتي النظرية التي بدأت تكتسب زخمًا بين المتابعين: هل تحولت أليسا إلى “الوحش المطارد” بعد الهجوم في فندق Wrenwood؟ الشعر الأشقر للعدو، وهوسه الواضح بـ”غريس”، يدعمان هذه الفرضية بشكل مخيف. وإذا صحت، فإن ذلك سيشكل نقطة تحول درامية في القصة، حيث تصبح “غريس” مضطرة لمواجهة مخاوفها، مدفوعة بالأمل في إنقاذ والدتها من حالتها الغامضة، وربما حتى لقاء “ليون كينيدي” في الطريق. تحويل “المطاردة” إلى عنصر سردي بهذه الأهمية سيكون خطوة ذكية من المطورين، ترفع من مستوى التوتر، وتمنح “غريس” فرصة لتجاوز صورتها كعميلة خائفة إلى بطلة تواجه الرعب وجهاً لوجه. تطور شخصية غريس: من الخوف إلى البطولة يبدو أن Resident Evil: Requiem لا تكتفي بإرعاب اللاعبين، بل تخطط أيضًا لمنحهم رحلة نفسية عميقة عبر شخصية “غريس آشكروفت”. كل الأدلة تشير إلى مسار تطوري واضح للشخصية: من تلك الفتاة الذكية والخجولة التي رأيناها في العرض القصصي، إلى المحققة الفيدرالية المرتبكة في الديمو التجريبي، وصولًا إلى بطلة تواجه الرعب وجهاً لوجه في محاولة لإنقاذ والدتها “أليسا”—إذا صحت نظرية تحولها إلى “المطاردة”. منظور اللعب يعكس حالتها النفسية، فاللعب بمنظور الشخص الثالث يُظهر غريس وهي تتعثر وتنهار من الخوف أثناء مطاردتها، مما يجعل الرعب ملموسًا بكل تفاصيله. لكن هذا قد يتغير تدريجيًا، مع اكتسابها للثقة بالنفس، حتى وإن بقيت مشاعر القلق حاضرة. هذا التطور ليس مجرد تفصيلة سردية، بل ينعكس مباشرة على أسلوب اللعب، مما يربط القصة والميكانيك بشكل عضوي. وكما ذكرت بالفقرة السابقة قد يكون هناك رابط سردي عاطفي، فإذا كانت “المطاردة” هي فعلاً أليسا، فإن رحلة غريس لا تصبح مجرد صراع من أجل البقاء، بل بحثًا عن الخلاص، عن علاج، وعن استعادة من تحب. هذا يمنح القصة عمقًا إنسانيًا نادرًا في ألعاب الرعب، ويجعل من غريس محورًا يربط كل عناصر اللعبة ببعضها الرعب، العاطفة، والتحدي. غياب ليون… ورقة رابحة تنتظر لحظة الكشف؟ رغم أن “ليون كينيدي” يُعد من أكثر الشخصيات ارتباطًا بسلسلة Resident Evil، فإن غيابه التام عن المواد الترويجية للعبة Requiem يثير الفضول أكثر مما يثير القلق. بل على العكس، هذا الغياب المدروس قد يكون دليلاً على أن المطورين يحتفظون به كورقة رابحة، جاهزة للظهور في لحظة مفصلية من القصة، لتفاجئ اللاعبين وتلهب الحماس. تلميحات مدروسة أم تضليل عبقري؟ الإطار الزمني للأحداث، واسترجاع أليسا لماضيها، وحتى المسدس الذي تحمله والذي يشبه سلاح ليون وآدا في RE2 كلها عناصر قد تكون تلميحات ذكية تشير إلى ظهوره لاحقًا. أو ربما هي محاولة متقنة لصرف الأنظار، وجعلنا نقرأ بين السطور أكثر مما ينبغي. لكننا، مثل كثيرين، نميل إلى الخيار الأول: أن ليون سيظهر، وأن غيابه الآن ليس إلا تمهيدًا لعودة مدوية، ربما في لحظة يائسة تحتاج فيها “غريس” إلى منقذ… أو إلى حليف يعرف تمامًا كيف يواجه الرعب. بالختام: بين الرعب والاحتمالات… Requiem تعد بالكثير في ظل كل هذه التلميحات، النظريات، والتفاصيل الدقيقة التي نسجها العرض القصصي والتجريبي للعبة Resident Evil: Requiem، يبدو أن كابكوم لا تكتفي بتقديم تجربة رعب تقليدية، بل تسعى إلى بناء سردية عاطفية متشابكة، حيث تتحول “غريس” من شخصية خائفة إلى بطلة، وتُعاد صياغة مصير “أليسا” في قالب مأساوي قد يكون مفتاحًا لفهم المطاردة نفسها. غياب “ليون كينيدي” عن المشهد حتى الآن لا يُضعف التوقعات، بل يعززها، ويجعلنا نترقب لحظة ظهوره المحتملة كمنقذ أو كمفتاح لحل لغز أكبر. ومع اقتراب موعد الإصدار في فبراير 2026، تبقى كل نظرية وكل تفصيلة صغيرة بمثابة وقود لحماس اللاعبين، الذين ينتظرون بفارغ الصبر أن يكتشفوا بأنفسهم ما إذا كانت هذه التلميحات مجرد خدع سردية… أم بوابات نحو مفاجآت مدوية. Requiem لا تعدنا فقط بالرعب، بل بقصة تحمل في طياتها ألمًا، أملًا، وتحولًا… فهل نحن مستعدون لمواجهة المطاردة؟ https://www.youtube.com/embed/b5Sg7ae5waU?feature=oembed كاتب محب للألعاب منذ الصغر، وشغوف بمتابعة آخر أخبارها ومستجدات الصناعةـ والكتابة حولها واحدة من أكثر الأشياء التي استمتع بها طوال الوقت.