امتلك جهاز Nintendo 64 مجموعة من أكثر ألعاب الجيل ثورية على صعيد الرسومات ثلاثية الأبعاد. فقد نقل ألعاب الأكشن إلى مستوى جديد كليًا، وأثبت من خلال Super Mario 64 أن ألعاب المنصات، بل وشخصية Mario نفسها، قادرة على الازدهار في بيئة ثلاثية الأبعاد.

ورغم أن دعم Nintendo لعناوينها الحصرية كان متميزًا، فإن الجهاز عانى من ضعف ملحوظ في مكتبة ألعاب الطرف الثالث، خاصة بعدما استحوذ جهاز PS1 على أغلب حقوق الحصرية آنذاك. لذلك ظهر على المنصة عدد من الإصدارات الغريبة أو غير المتوقعة، سواء كانت ألعابًا صدرت عبر نُسخ منقولة لم يتوقعها أحد، أو عناوين ارتبطت أكثر بأجهزة أخرى مما جعلها تُنسى سريعًا. كما أن بعض الألعاب صدرت متأخرة مقارنة بالمنافسين، ففقدت فرصة الوصول إلى جمهور واسع. وسيتضح كل ذلك بشكل أوضح في القائمة التالية.

StarCraft

شهد عام 1998 ولادة واحدة من أعظم ألعاب الاستراتيجية في التاريخ مع إصدار StarCraft على أجهزة الحاسب. لكن المفاجأة جاءت بعد عامين حين تقرر نقلها إلى Nintendo 64 تحت اسم StarCraft 64. الغريب أن الخطة الأصلية كانت توجهها إلى جهاز PS1، لكن المشروع تبدل مساره ليجد نفسه على جهاز Nintendo بدلًا من PlayStation. أدى هذا التحول إلى إصدار متأخر للغاية في دورة حياة الجهاز، ما قلل من تأثيره التجاري. وكما هو متوقع، لم يكن لعب لعبة RTS معقدة مثل StarCraft على جهاز منزلي مثل N64 بنفس الجودة أو السلاسة التي قدمها الحاسوب، خاصة مع القيود المفروضة على أدوات التحكم. ومع ذلك، تبقى StarCraft 64 تجربة استثنائية تُذكر اليوم بجرأة Nintendo في جلب ألعاب غير معتادة لمنصتها.

Command & Conquer

بدأت سلسلة Command & Conquer مسيرتها عام 1995 على أجهزة الحاسوب، ثم وجدت طريقها إلى Nintendo 64 عام 1999 بعد أن كانت قد صدرت مسبقًا على PS1 في 1997. مثّلت هذه النسخة أول محاولة لنقل لعبة RTS بالكامل من الحاسب إلى N64، وهو تحدٍ لم يكن سهلًا أبدًا. ورغم أن هذه الخطوة منحت اللاعبين فرصة لخوض تجربة استراتيجية لم تكن شائعة على المنصة، فإن اللعبة لم تحقق شعبية تضاهي StarCraft 64، خصوصًا أنها لم تكن حصرية، إضافة إلى أن جمهور PS1 حظي حينها بلعبة Red Alert التي رسخت مكانة السلسلة هناك بشكل أكبر.

SimCity 2000

أُطلقت SimCity 2000 لأول مرة عام 1993 على الحاسوب، ثم وصلت إلى Nintendo 64 عام 1997، ولكن بشكل حصري لليابان. ورغم ذلك، حظي جمهور الغرب بتجربة اللعبة على SNES في العام السابق. مثّلت اللعبة حالة مختلفة عن ألعاب RTS، إذ كان التحكم في المدن أقل تعقيدًا نسبيًا وأكثر ملاءمة لطبيعة الجهاز، وإن لم يكن خاليًا من الصعوبات. ورغم صدورها المتأخر، وجدت SimCity 2000 دعمًا من عشاق Nintendo الذين قدّروا محاولة إدخال ألعاب إدارة المدن إلى عالمهم.

Carmageddon II: Carpocalypse Now

ظهرت لعبة Carmageddon II على الحاسوب عام 1998، ثم نُقلت إلى Nintendo 64 في عام 2000 تحت اسم Carmageddon 64. سبق ذلك صدورها على PS1 عام 1999 لكن بشكل محدود في أوروبا فقط، ما جعل نسخة Nintendo الظهور الأول للعبة على أجهزة الكونسول في أمريكا الشمالية. ورغم وفائها لجوهر اللعبة الأصلي، فإن الرقابة كانت صارمة، حيث خُففت الكثير من مشاهد الدمار والعنف التي اشتهرت بها النسخة الأولى، مما جعل التجربة أقل إثارة بالنسبة لمحبي الجرأة المفرطة في الإصدارات الأصلية.

Tom Clancy’s Rainbow Six

بعد نجاح Rainbow Six على الحاسوب عام 1998، صدرت اللعبة على N64 وPS1 عام 1999. ورغم التوقعات، لم تستطع أي من النسختين منافسة تجربة الحاسوب، إذ لم يكن نوع التصويب قد نضج بعد على الكونسول قبل ظهور Halo التي أعادت تعريفه. ومع ذلك، تميزت نسخة N64 بتقييمات نقدية أدفأ قليلًا مقارنة بنسخة PS1، ما جعلها النسخة المفضلة لمن أراد خوض التجربة على الأجهزة المنزلية رغم محدوديتها التقنية.

CyberTiger

قدمت EA لعبة CyberTiger عام 1999 على PS1، ثم وصلت إلى N64 في العام التالي. كانت اللعبة بمثابة النواة الأولى لسلسلة Tiger Woods PGA Tour التي بدأت رسميًا عام 2000. ورغم محاولة اللعبة تقديم تجربة غولف أكثر واقعية تقليدية، فإن وجود Mario Golf على المنصة نفسها جعلها بلا جدوى تقريبًا، إذ نجحت Mario Golf في تقديم نموذج ممتع وبسيط جذب جمهورًا أوسع بكثير، حتى وُصفت بأنها “Mario Kart ألعاب الغولف” بفضل سهولتها.

Tony Hawk’s Pro Skater 2

صدرت Tony Hawk’s Pro Skater 2 لأول مرة على PS1 عام 2000، لكن الغريب أنها لم تصل إلى N64 إلا في 2001، أي مع اقتراب إطلاق جهاز GameCube، مما قلل من تأثيرها بشكل ملحوظ. والأكثر غرابة أن نسخة Game Boy Color صدرت في نفس وقت إصدار PS1، بينما انتظرت نسخة N64 عامًا كاملًا. كانت سلسلة Tony Hawk مرتبطة في الوعي العام بجهاز PlayStation، وظلت حتى نسخها الجديدة تعلن عن دعم منصات أخرى دون Switch، لتبقى Nintendo في حاجة إلى لعبة تزلج تحمل الطابع نفسه وتعيد لها هذا النوع من الألعاب.