ظهرت Crash Bandicoot لأول مرة على جهاز PS1 عام 1996، أي بعد نحو عام واحد فقط من إطلاق الجهاز في أمريكا الشمالية. شكّل هذا العنوان أول نجاح ضخم لاستوديو Naughty Dog، ما دفع Sony إلى اعتباره أحد رموزها الأساسية، خصوصًا عبر الإعلانات الشهيرة التي ظهر فيها Crash وهو يصرخ في وجه Nintendo مطالبًا Mario بالخروج. لا يمكن إنكار ارتباط Crash بهوية حقبة PS1 وبكونه أيقونة لا تُفصل عن ذلك الزمن.

بعد عامين، دخلت Insomniac الساحة بإطلاق Spyro the Dragon عام 1998، والتي جاءت هي الأخرى كحصرية بارزة على الجهاز وحظيت باستقبال نقدي إيجابي. ومن هنا يطرح السؤال الكبير نفسه: من كان التمثيل الأبرز لعلامة PlayStation، Crash أم Spyro؟ يهدف هذا المقال إلى المقارنة بين الثلاثية الأصلية لكل منهما، إلى جانب التوسعات والعصور المختلفة التي مرّت بها السلسلتان. من سيتفوق في النهاية؟ اقرأ لتكتشف الإجابة.

اللعبة الأولى: Spyro

مثّلت Crash Bandicoot خطوة افتتاحية جيدة لعالم تحاول Naughty Dog أن تصنعه، لكنها افتقرت إلى عناصر محورية مثل القصة والشخصيات البارزة، كما أن مستوى الصعوبة لم يكن متوازنًا، ما جعل التجربة غير محببة للكثير من اللاعبين في ذلك الوقت. على النقيض، جاءت Spyro the Dragon كنجاح فوري لدى اللاعبين والنقاد، إذ انطلقت بقوة بفضل شخصيتها الجذابة وتصميم مراحلها شبه المفتوحة التي أتاحت الاستكشاف بروح مشابهة لفلسفة Super Mario 64. امتلكت Insomniac رؤية واضحة واستطاعت أن تحققها بامتياز.

اللعبة الثانية: Crash

نجحت Crash Bandicoot 2: Cortex Strikes Back في تقديم كل ما افتقده الجزء الأول وأكثر. أضافت قصة مليئة بمواقف مضحكة، وقدمت مستويات أكثر تنوعًا مع صعوبة متوازنة. يكفي ذكر تجربة ركوب الدب القطبي الصغير كإحدى أبرز لحظات اللعبة. أما Spyro 2: Ripto’s Rage فكانت جيدة وممتعة، لكنها اكتفت بتكرار صيغة الجزء الأول تقريبًا، وهو أمر إيجابي لمحبي النسخة الأصلية، لكنه أقل في المنافسة. لذلك تفوق Crash في هذه الجولة بفضل تحسينه الواضح على الإصدار السابق.

اللعبة الثالثة: Crash

تكرر الوضع نفسه مع Crash Bandicoot Warped في مواجهة Spyro: Year of the Dragon. كلاهما حافظ على مستواه الجيد ونال استحسان المراجعين، لكن Crash تميز بابتكاره عبر فكرة السفر عبر الزمن التي سمحت له بخوض معارك مع فرسان العصور الوسطى والديناصورات وحتى طائرات الحرب العالمية الثانية. تطورت مغامرته من مجرد قفز بين الجزر إلى رحلة ملحمية غنية بالتنوع.

السباقات: Crash

تفوقت Crash Team Racing تلقائيًا لعدم حصول Spyro على لعبة سباقات خاصة بها. توقفت Insomniac عن تطوير Spyro بعد الجزء الثالث، بينما قررت Naughty Dog أن تقدم فكرة إضافية قبل ترك السلسلة. ورغم أن اللعبة بدت تقليدًا لـSuper Mario Kart، فإنها أثبتت قدرتها على صياغة هوية خاصة في هذا النوع من الألعاب، وهو ما جعلها تحظى بنسخة محسنة بعد سنوات طويلة.

عصر PS2: Crash

بعد انتقال Naughty Dog وInsomniac إلى مشاريع جديدة على جهاز PS2، تراجعت جودة كل من Crash وSpyro. تلقت معظم الألعاب على PS2 وXbox وGameCube تقييمات متوسطة. ومع ذلك، قدمت Crash Bandicoot: The Wrath of Cortex محاولة ناجحة في تقليد الصيغة الأصلية، رغم بطء أوقات التحميل. وبفضل هذا الإصدار وCrash Twinsanity بدرجة أقل، مالت الكفة قليلًا لصالح Crash في هذا العصر.

عصر PS3: Spyro

غاب Crash بشكل شبه كامل في بدايات عصر الأجهزة عالية الدقة، ما منح Spyro التفوق. لم تحقق ألعاب Crash of the Titans وMind Over Mutant نجاحًا، بينما شهد Spyro نقلة كبرى مع إصدار Skylanders عام 2011. لم ينجح فقط بل ساهم في ازدهار نوعية ألعاب Toys to Life لسنوات، ليمنح Spyro حضورًا أقوى في تلك الفترة.

النسخ المحسنة: Crash

عاد Crash إلى الواجهة مع إصدار Crash Bandicoot N. Sane Trilogy الذي أعاد تقديم الثلاثية الأصلية برسومات محسنة، وحقق نجاحًا كبيرًا مهد الطريق لعودة Spyro عبر Spyro Reignited Trilogy وأيضًا إعادة إصدار Crash Team Racing. وبما أن الأجزاء الثانية والثالثة من Crash تفوقت على Spyro في الأصل، فإن الأمر تكرر هنا أيضًا. لذا احتفظ Crash بالأفضلية مرة أخرى.

الفائز: Crash

في المحصلة النهائية، تبقى ألعاب Crash وSpyro الأصلية من علامات عصر PS1، خاصة بعد إعادة إصدارها بنسخ محسنة. لكن بالنظر إلى النتائج، تفوق Crash في عدد أكبر من الجولات، ما يجعله الرمز الأبر لـPlayStation الأول. صحيح أنه لم يعد مملوكًا لـSony، إلا أن دوره في ترسيخ هوية PS1 يجعله أيقونة ذلك الجيل. أما Spyro فظل محبوبًا وله مكانته، غير أن Crash يبقى جوهرة التاج لجهاز PS1 على الأقل.