هذه مراجعة خالية من الحرق للحلقات السبع جميعها للموسم الثالث من The Walking Dead: Daryl Dixon. يبدأ عرض المسلسل في 7 سبتمبر على AMC.

يعود الصيّاد الكئيب ذو الشعر الأشعث وناجي الزومبي الأشهر داريل ديكسون في جولة جديدة من المغامرات الأوروبية، ومعه – نعم! – صديقته المخلصة في ما بعد نهاية العالم كارول بيليتيير. يواصل الموسم الثالث من هذا المسلسل المشتق من The Walking Dead إثبات أن ما يُقدَّم في هذه الأعمال الجديدة، وخصوصاً في مسلسل داريل، أكثر إثارة مما شهدناه في المواسم الأخيرة من المسلسل الأصلي. صحيح أن هناك بعض العقبات المعتادة مثل الشخصيات المزعجة والصدف غير المعقولة، والموسم الثالث لا "يرفع السقف" بشكل ملحوظ، لكنه يظل فصلاً قوياً في ملحمة داريل وكارول، ويحتوي على بعض أفضل مشاهد الأكشن في تاريخ The Walking Dead.

هناك أمران مهمان يجب أن نتحدث عنهما في البداية: أولاً، تدور أحداث الموسم في إسبانيا (وتم تصويره هناك فعلاً، ما يمنح العمل أجواء فريدة على مستوى السلسلة). ورغم أن الكلمات المائلة أعلاه تشير إلى مراجعة بلا حرق، إلا أن هذا كان معروفاً من المواد الترويجية. آخر مرة رأينا داريل وكارول كانا في طريقهما إلى إنجلترا عبر النفق البحري، لكن... نعم، إنهما في إسبانيا. الحلقة الأولى (التي تحمل أجواء شبيهة بـ 28 Days Later) تعالج هذا الأمر، وتمنحنا أيضاً ظهوراً ممتعاً لستيفن ميرشانت كضيف. ولهذا السبب هناك سبع حلقات هذا العام بدلاً من الستة المعتادة.

ثانياً، سر نجاح المسلسل (ما زال) يعود إلى أن شخصية داريل تمتاز بالغموض. بعبارة أخرى: نعرف القليل جداً عنه رغم أنه كان شخصية رئيسية في 14 موسماً كاملاً من المسلسلات. كل ما نعرفه عنه هو أنه عاش طفولة تعرض فيها للإساءة، يجيد الصيد، وأن سنوات الزومبي جعلت منه مقاتلاً شبه لا يُقهر، وهذا كل شيء تقريباً. صحيح أنه تم تهميشه في The Walking Dead، لكن في مسلسله الخاص هو الشخصية المثالية للسفر بنا إلى أماكن جديدة، والتعرّف على أشخاص جدد، وخوض مغامرات جديدة. يمنحه ماضيه المليء بالجروح القدر المناسب من العبوس والحذر، لكنه بطل في جوهره. وخوضه تجارب مع ثقافات أخرى، حتى في عالم مدمّر، هو ما يجعل مسلسله متفوّقاً على النصف الأخير من المسلسل الأصلي.

البلدة الإسبانية في محور هذا الموسم تقع داخل مدينة جميلة محصنة من العصور الوسطى. تبدو مثالية... لكن كالعادة هناك أسرار ومخاطر خلف هذا الواجهة.

هذا العام، لا يزال داريل يعاني من فقدان إيزابيل، حتى وإن لم يكن لديهما وقت كافٍ لتشكيل ما يمكن وصفه بـ "علاقة" حقيقية راسخة. وفي حين بدا أن تجربة النفق البحري الغريبة منحت كارول الشفاء وأعطتها خاتمة حقيقية مع ابنتها صوفيا، إلا أنها من ناحية أخرى جعلت داريل أكثر صلابة، لدرجة أنّه هو وكارول يختلفان الآن بشأن مساعدة الآخرين. أصبحت كارول أكثر سخاءً بينما أصبح داريل أكثر انغلاقاً، مدفوعاً بشكل أحادي بالرغبة في العودة إلى الوطن. إنها ديناميكية بسيطة وفعّالة للموسم الثالث تبعد القصة بشكل جيد عن المخاطر التي واجهها الموسم الثاني فيما يتعلق بالسؤال "هل سيجعلون من كارول وداريل ثنائياً رومانسياً؟".

ومن وجهة نظر داريل، ربما يجب على هذين الاثنين الابتعاد عن بعض الشؤون، لأننا نعلم أنّ الأمور صعبة في كل مكان. حتى أكثر المجتمعات ازدهاراً تميل إلى إخفاء أسرار مظلمة، لذا فإن الموسم الثالث يدور كثيراً حول فكرة "حسناً، ما الخطأ في هذا المكان بالذات؟". وتماماً مثلما كان مسلسل The Walking Dead يتبع نمطاً متكرراً شبيهاً بمدينة وودبيري الشهيرة، حيث في كل موسم أو جزء يظهر مكان جديد يبدو آمناً وناجحاً من الخارج، لكنه يخفي داخله قائداً استبدادياً أو مشكلة كبرى على الناجين مواجهتها، ففي هذا الموسم المكان الجديد هو بلدة إسبانية تُدعى Solaz Del Mar "سولاز ديل مار"، وهي مجتمع من الناجين يعيش داخل مدينة محصّنة من العصور الوسطى تبدو جميلة ومثالية... لكن كالعادة هناك أسرار ومخاطر خلف هذا الواجهة.

يعثر داريل وكارول على موطن مؤقت بين هؤلاء الأشخاص الطيبين بعد أن أنقذا عن غير قصد الأشخاص المناسبين... وقتلا الأشخاص الخطأ. بمعنى آخر، أن بطلانا سيتسببان بطريقة أو بأخرى بحدوث مواجهة عنيفة ضرورية بين المواطنين والهيئات الحاكمة لم تكن لتحدث لولا أنهما صادفا هذه البلدة. ويترأس "سولاز ديل مار" فيديريكو (الذي يؤدي دوره أوسكار خاينادا)، وهو حاكم أنيق لا يرحب بالأجانب، لكنه أيضاً رجل خاضع لسيطرة طاغية أكبر مقيم في قصر الكازار التاريخي في إشبيلية.

هناك العديد من التحديات التي على داريل وكارول التعامل معها، لكن في قلب كل ذلك؟ الدافع الأساسي الذي يشعل الأحداث؟ هو وجود الحبيبين الشابين روبرتو (هيوغو أربييس) وجوستينا (كانديلا سايتا). يمثل هذا الثنائي أملاً مجازياً بالنسبة لكارول التي قد تكون أصبحت منفتحة الآن على فكرة العثور على حب حقيقي لنفسها. وفي الوقت نفسه يسببان إزعاجاً لداريل الذي قرر مؤقتاً أن يبتعد عن مهمة المنقذ. ورغم أنّ المطاف سينتهي بمساعدة داريل وكارول لهؤلاء الناس اليائسين على التخلص من مضطهديهما بلا شك، إلا أنّه من السهل في البداية أن نتفهم وجهة نظر داريل، لأنّ روبرتو قد يكون مزعجاً للغاية. فبينما داريل معروف بقلّة كلامه وتردده في التعبير عن نفسه، فإنّ روبرتو على النقيض تماماً، إذ يجسّد كل ما هو متهور من كليشيهات التلفاز، فيتخذ قرارات طائشة، ويُؤسَر أكثر من مرة، ويتسبب بشكل عام في مشاكل أكبر من وجود الأمريكيين الغريبين المتدخلين هنا.

هل لدى روبرتو سبب ليكون متهوراً؟ بالتأكيد. مدينته ليست مثالية، والنظام الذكوري القاسي لديه خطط لجويستينا غير السماح لها بأن تكون مع روبرتو، لكن في موسم جيد نسبياً ضمن سلسلة موجودة منذ 15 عاماً، يظهر روبرتو كمحفز بطيء للأحداث. لكن لحسن الحظ، في الجانب الإيجابي للموسم الثالث هناك حصار مدينة مثير للإعجاب للغاية يجمع أفضل عناصر مشاهد المجازفات في تاريخ سلسلة The Walking Dead. بالإضافة إلى ذلك، يفصل الموسم الثالث بين داريل وكارول لفترة ويضع كلاً منهما مع شخصيات أخرى، مثل باز (التي تؤدي دورها ألكسندرا ماسانكاي) وأنطونيو (الذي يؤدي دوره إدواردو نورييغا)، مما يمنح مسلسل Daryl Dixon بعض المساحة للتنفس.

لا زال نورمان ريدوس وميليسا مكبرايد يشكلان ثنائياً رائعاً كما هو متوقع. رابطتهما الآن عميقة جداً لدرجة أنه يكفي أن يتواجدا في نفس المكان لتشعر بتاريخ الشخصيتين معاً. في زمن مختلف من المسلسلات، كان من الممكن لهذين الاثنين أن يخوضا مغامرات جديدة كل أسبوع حول العالم، بأسلوب A-Team أو Kung Fu أو The Incredible Hulk. بدأ The Walking Dead بأسلوب شديد الترابط في السرد، ثم ذاب لاحقاً ليصبح مسلسلاً يذكرنا بعصر مضى. الخلاصة: إذا كنت لا تزال متمسكاً بـ The Walking Dead، فإن Daryl Dixon يظل أفضل ما تبقى من الأنفاس الأخيرة للسلسلة.

- ترجمة ديما مهنا