في مقال سابق قمت بشرح جميع نسخ شخصيات سنيك في ألعاب ميتل قير مع توضيح الترتيب الزمني لقصة وأحداث سلسلة Metal Gear بالتفصيل، ولكن أي شخصية من شخصيات سنيك كانت الأفضل في السلسلة وأثرت فينا أكثر كلاعبين؟ في هذا المقال سنصنف لكم هذه الشخصيات عبر تحليل نفسي لكل منها وأهمية دورها وظهورها في السلسلة. إذاً بناءً على تصنيفات وتحليلات اللاعبين والنقاد، إليك ترتيب أشهر “السنيكات” من الأسوأ إلى الأفضل. ملاحظة: المقال يتضمن حرقاً لأحداث السلسلة. فهرس المقال: الجزء الأول من هنا الجزء الثاني (الذي تقرأه الآن) Liquid Snake: الشرير الذي لا يُنسى إذا كان Solid Snake هو البطل الذي نحبه، فإن Liquid Snake هو الخصم الذي لا نستطيع تجاهله. بصفته العدو الرئيسي في Metal Gear Solid، وأحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في السلسلة بأكملها، يُعتبر Liquid من أعظم الأشرار في تاريخ ألعاب الفيديو. وأي شرير آخر تعرفه يمكنه “امتلاك” جسد شخص آخر عبر ذراع مبتورة؟ نعم، هذا حدث فعلًا في Metal Gear Solid 4، حين استحوذ على جسد Ocelot من خلال ذراعه المزروعة. وُلد Liquid باسم Eli، وهو أحد أبناء مشروع Les Enfants Terribles، الذي استنسخ Big Boss لإنشاء جنود خارقين. لكن Liquid اعتُبر “النسخة الضعيفة”، مما أشعل في داخله شعورًا بالظلم والرغبة في إثبات تفوقه على أخيه Solid. هذا الصراع الداخلي بين الشعور بالدونية والطموح للهيمنة هو ما يجعل شخصيته معقدة ومثيرة. ظهوره كطفل متمرد في Metal Gear Solid V: The Phantom Pain كان من أبرز لحظات اللعبة، حيث نرى جذور تمرده تتشكل مبكرًا، وتُزرع بذور الكراهية التي ستنمو لاحقًا إلى حرب كاملة. وبين كونه شريرًا كرتونيًا في بعض اللحظات، وشخصية مأساوية في أخرى، ينجح Liquid في أن يكون خصمًا لا يُنسى، تتعاطف معه أحيانًا وتخشاه دائمًا. ولا يمكن الحديث عن Liquid دون الإشادة بالأداء الصوتي الأسطوري لـ Cam Clarke، الذي منح الشخصية نبرة من الغطرسة والذكاء والجنون، جعلتها تتفوق على كثير من خصوم الألعاب الآخرين. رغم أن Liquid Snake لم يكن في الواجهة إلا في الجزء الأول، إلا أن تأثيره يتردد في كل جزء من السلسلة. إنه ليس مجرد خصم… إنه ظلٌ دائمٌ في عالم Metal Gear. Naked Snake: الأصل، الأسطورة، والانهيار في عالم ميتل قير لا أحد يقترب من مكانة Naked Snake — الذي يُعرف لاحقًا باسم Big Boss. هو حجر الأساس الذي بُنيت عليه السلسلة، والأب الجيني لكل من Solid Snake و Liquid Snake وSolidus Snake. ببساطة، بدون Big Boss، لا وجود لبقية “السنيكات”. إنه أصل الحكاية، والقرارات التي اتخذها عبر الأجزاء المختلفة شكّلت العمود الفقري للسرد الملحمي الذي امتد لعقود. لكن ما يجعل Naked Snake أكثر من مجرد شخصية محورية هو عمقه النفسي والدرامي. في Snake Eater، يُجبر على قتل معلمته وحبيبته The Boss، في واحدة من أكثر اللحظات المأساوية في تاريخ الألعاب. ثم يشهد موت أصدقائه، خيانة حلفائه، وتلاعب القوى الكبرى بمصيره. كل هذه التجارب تدفعه تدريجيًا نحو الظلام، ليصبح شخصية مثيرة للجدل قائد ثوري، لكنه أيضًا خصم في بعض الأجزاء. ومع ذلك، فإن دوافعه دائمًا مفهومة. Big Boss لا يسعى للشر، بل للحرية المطلقة من الأنظمة التي تستغل الجنود وتُعيد تدويرهم كأدوات. إنه يسعى لبناء عالم لا يحتاج فيه الجنود إلى أوطان، بل إلى هدف. هذا التناقض بين النبل والدموية هو ما يجعل شخصيته معقدة، مأساوية، وإنسانية. من David Hayter إلى Kiefer Sutherland، ومن Snake Eater إلى The Phantom Pain، تطور Naked Snake من جندي مثالي إلى أسطورة مشوهة. وكل خطوة في رحلته كانت مليئة بالأسئلة الفلسفية حول الهوية، الولاء، والحرية. لهذا السبب، وبكل وضوح، Naked Snake هو أعظم “سنيك” في تاريخ Metal Gear. ليس لأنه الأقوى، بل لأنه الأكثر إنسانية، والأكثر تأثيرًا. خاتمة: إرث الأفاعي لا يُقاس بالقوة وحدها في نهاية رحلتنا عبر شخصيات Snake المتعددة، يتضح أن القوة ليست دائماً في عدد المعارك التي خاضها البطل، ولا في الأسلحة التي حملها، بل في الأثر الذي تركه خلفه. من الجندي المخلص إلى الثائر الغامض، كل نسخة من Snake حملت فلسفة مختلفة، وواجهت تحديات شكلت ملامحها الخاصة. سواء كنت من محبي الصرامة التكتيكية لـ Solid Snake، أو من المعجبين بالعمق النفسي لـ Naked Snake، فإن سلسلة Metal Gear أثبتت أن الشخصية ليست مجرد نموذج قتالي، بل مرآة تعكس صراعات الإنسان مع نفسه ومع العالم من حوله. وفي النهاية، يبقى Snake أكثر من مجرد اسم، إنه رمز للذكاء، التضحية، والتمرد على المصير. فكل “أفعى” في هذه السلسلة تركت بصمتها، وكل لاعب وجد فيها شيئاً يلامس روحه. كاتب أعشق ألعاب الفيديو منذ أيام جهاز العائلة، و أفضل ألعاب المغامرات أمثال Tomb Raider و Assassins Creed (قبل التحول للـRPG)، ليس لدي تحيز لأي جهاز منزلي بالنسبة لي الأفضل هو الذي يقدم الألعاب الأكثر تميزاً. ما يهمني هو التجارب ذات السرد القصصي المشوق فالقصة هي أساس المتعة أكثر من الجيمبلاي.