فوضى Borderlands ترجع بجزء رابع يراهن على فكرة واحدة واضحة وهي اجعل كل لحظة في القتال مليئة بالحركة والخيارات. السلسلة دائمًا كانت عن الرمي والنهب والضحك، لكن هنا الإيقاع أسرع، والخرائط أعلى، وأدوات الحركة اصبحت جزءًا من سلاحك. القفز المزدوج والانزلاق والخطّاف ليسوا إضافات شكلية؛ أنت فعليًا تعيد رسم المعركة في رأسك كل ثانية، وهذا وحده يجعل الاشتباكات أحلى وأذكى. ومن هذه النقطة تبدأ حكاية اللعبة، لأنها حين تركّز على هذا الشعور الخام، تتفوق على نفسها. المزيد عن هذا الموضوعتحديث Borderlands 4 بتاريخ 18 سبتمبر يحسّن الاستقرار على الحاسب القصة لا تحاول أن تصبح فيلمًا عميقًا، وهذا جيد. هي فقط خلفية خفيفة لرحلة غنائم طويلة على كوكب جديد. الشخصية ترمي تعليقًا ساخرًا، وزعيم يصرخ، وفريقك يندفع نحو ساحة تلمع فيها الصناديق البنفسجية والبرتقالية. الكتابة أقل ضجيجًا مما رأيناه في السابق، فيها سخرية لكن بأقل صراخ، وبعض اللحظات الجادة تمرّ سريعًا دون إفساد الجو. هذا التوازن مرحب به لأن اللعبة أصلاً تعيش على الإيقاع ولحظات “أوه!” حين يسقط سلاح غريب أو او يقال كلمة غريبة تغير أسلوبك بالكامل. وإذا كانت النهاية لا تُحدث ضجة كبيرة، فالمسار نفسه يبقى ممتعًا بما يكفي لتغفر له ذلك. الشيء الأهم أن إطلاق النار اصبح افضل من أي وقت مضى. ثقل الرصاصة واضح، وارتداد السلاح مقنع، وتأثير العناصر يترك أثرًا يُرى ويُسمع. الدخول والخروج من الاشتباك له جو مثير. تقفز إلى سطح، تتعلق، تطلق طلقتين، تنزلق خلف ساتر، ثم تفعّل مهارة تضرب دائرة صغيرة قبل أن تغيّر سلاحك. هذا التسلسل يصبح عادة لديك بعد ساعات قصيرة، واللعبة تكافئه دائمًا بتفاعل بين العتاد والمهارات. ما يعني أن “أعلى رقم ضرر” لم يعد هو كل القصة؛ التفاعل هو البطل، وبه تتحول المعركة من رشّ عشوائي إلى حركات محسوبة. خريطة Borderlands 4 على كوكب Kairos تبدو مثل ملعب ضخم للحركة: مناطق صحراوية مشققة تتصل بمدن خردة متعددة الطوابق، ووديان خضراء تنتهي بكهوف مضاءة ببلورات، ثم ساحات بركانية مفتوحة تُفرض فيها معارك الزعماء. التصميم يعتمد على العمودية أكثر من أي جزء سابق، فكل تلّ أو جسر أو برج يعطيك طريقًا ثانويًا أو موقعًا مرتفعًا تهاجم منه، ومع القفز المزدوج والخطّاف وحزمة الانزلاق تشعر أنك تتنقل بحرية حقيقية بدل الركض في ممر واحد. الطرق الجانبية ليست للزينة؛ ستقودك إلى صناديق سرية، تحديات قصيرة، أو اختصارات تفتح قتالًا من زاوية أفضل، بينما تُقسم المناطق إلى عقد رئيسية تربطها نقاط سفر سريع واضحة تجعل العودة للتجربة أو صيد الزعماء الاختياريين سهلًا. الألوان والإضاءة تساعدك على قراءة الأرض بسرعة, الحواف القابلة للتسلق بارزة، ومسارات الانزلاق مرسومة بصريًا, لذلك نادرًا ما تضيع حتى وأنت تجري وسط الفوضى. ومع أن بعض الباحات الواسعة قد تسبب هبوطًا بسيطًا في الإطارات عند اشتداد المؤثرات، تظل الخريطة نفسها ممتعة للاكتشاف وتكافئ الفضول بأدوات حركة وترقيات تفتح دروبًا جديدة في أماكن واسعة تستحق أنك استكشافها بالكامل طور اللعب التعاوني ما يزال قلب ,Borderlands أربعة لاعبين في ساحة واحدة يعني فوضى مضبوطة. كل واحد منكم يحمل دورًا ضمنيًا دون الحاجة إلى كلام كثير: شخص يبادر، آخر يغطي من بعيد، ثالث يلملم الأعداء نحو نقطة ضيقة، ورابع يتكفل بالذخيرة والدرع. وعندما يتناسق ذلك فجأة في لحظة، تبدأ الدقائق تتبخر. هذا هو سر اللعبة دائمًا، وهنا يصل إلى مستوى ممتاز لأن أدوات الحركة تربطكم معًا في خطة صغيرة داخل كل معركة. حتى إذا لعبت منفردًا ستشعر أن قدراتك تكفي، لكن اللعبة تغري أكثر مع صديق أو اثنين. البناءات والتطوير في هذا الجزء تستحق الحديث بهدوء. كل فئة عندها شجرة أوسع، وفي كل فرع خيارات تتراكم فوق بعضها لإنتاج أسلوب لعب محدد جدًا. قد تصنع مقاتلًا يعتمد على الاندفاع والقتل القريب لاسترجاع الدرع والمهارة، أو ساحرًا صغيرًا يضرب من مسافة ويولد نسخًا طيفية لتشتيت الانتباه، أو آلة ثقيلة تبني متاريس صغيرة لتغيير شكل الممر. المهم أن كل خيار تحسّه في أصابعك. وأجمل ما في هذا النظام أنه يسمح لك بإعادة صياغة الشخصية خلال الرحلة دون إحساس بالعقاب، وكل غنيمة جديدة تحرك فضولك لتجربة شيء مختلف في البناء. ستجد نفسك تلعب مهمة قديمة لأن قطعة جديدة فتحت لك بابًا لم تفكر فيه من قبل لكن الصورة ليست خالية من العيوب. الأداء عند الإطلاق كان متقلبًا، على أجهزة الكونسول و خصوصًا على أجهزة PC في الجلسات الطويلة مع إعدادات عالية. هبوط الإطارات حين تشتد المؤثرات يفسد لحظات جميلة، وهذا مؤلم لأن اللعبة تعيش على الاندفاع. الحلول المؤقتة مثل إعادة التشغيل أو خفض بعض الخيارات تعمل أحيانًا، لكنه ليس حل للعبة بهذا الحجم. ومع ذلك، من المهم أن نذكر أن التحديثات الأولى حسّنت بعض المواقف، وما يزال هناك مجال واضح للمزيد. اللعبة لا تنهار، لكنها تتعثر بما يكفي لتشعر بالمشاكل. أيضًا، غابت في البداية بعض الخيارات المفيدة على الكونسول مثل التحكم في مجال الرؤية وإطفاء تمويه الحركة. في لعبة تصويب سريعة هذه التفاصيل ليست كماليات، بل عناصر أساسية. لعبتك تصبح أريح فور أن توسّع مجال الرؤية قليلاً. وجود هذه الخيارات منذ البداية كان سيوفر كثيرًا من الجدل. نتمنى أن تُعالج كلها بسرعة، لأن القاعدة هنا قوية وتستحق أن تُخدم بأفضل إعدادات ممكنة على كل منصة. أما الأخطاء، فهناك خلل نادر لكنه مزعج مرتبط بفقدان نقاط مهارة عند انقطاع جلسة تعاونية أو عطل مفاجئ. لم يحدث معنا شخصيًا لكنه مذكور من لاعبين آخرين. مجرد وجود احتمال كهذا يجعل البعض يتردد قبل تجربة تغييرات كبيرة في البناء داخل جلسة طويلة. هذا النوع من المشاكل يضغط على ثقة اللاعب لأن الاستثمار في بناءٍ معين يحتاج وقتًا وصبرًا. إذا كنت ممن يكرهون المجازفة في ملفات الحفظ، ربما تنتظر تحديثًا إضافيًا قبل ان تغوص في التجربة مع اصدقائك. الصوت والصورة يقدمان. أسلوب الرسوميات المعروف للسلسلة حاضر لكن بإضاءة أدقّ وتفاصيل أكثر في المعادن والأسطح. الانفجارات لها وزن، وانظمة العناصر تملأ الشاشة لكن غالبًا تبقى مقروءة. نعم، هناك لحظات تصبح فيها المؤثرات كثيرة، خاصة مع أربعة لاعبين، لكن العلامات البصرية الأساسية تبقى ظاهرة بما يكفي لتتخذ قرارك. المكس الصوتي يضعك في قلب الفوضى: طلقات، صرخات، قنابل، وتعليقات ساخرة. الموسيقى لا تحاول سرقة المشهد؛ تترك المجال للقتال كي يقود الإيقاع. واجهة المستخدم أنظف من السابق. القوائم أسرع، شاشات المقارنة بين الأسلحة أوضح، والتنقل بين الحقائب أقل إزعاجًا. ما يزال هناك مجال لتصغير التوقف بين القتال وقوائم العتاد، لكن الإيقاع العام أفضل. اللعبة تتذكر آخر صفحة زرتها، وتعرض أهم الأرقام في سطر واحد بدل صفحات من التفاصيل الصغيرة. هذه قرارات بسيطة لكنها تجعل الوصول والتعديل اكثر سلاسة، وهو أمر حيوي في لعبة تُسقط عليك مئات القطع وتطر تبديل و تغير البناء في كل مهمة. من جهة المحتوى، هناك ما يكفي لأشهر طويلة. القصة الرئيسية متوسطة الطول إذا ركزت عليها فقط، لكنها تتحول إلى رحلة طويلة إذا سمحت لنفسك بالانحرافات. الأنشطة الجانبية مقسومة بين تحديات قصيرة وزعماء اختياريين وسباقات وقت بسيطة، والإنجازات تدفعك للتجربة بدل الطحن الأعمى. الأهم أن المكافآت ليست مجرد أرقام أعلى، بل أدوات تفتح أسلوب لعب جديد. لذلك العودة إلى منطقة قديمة بعد عشر ساعات قد تكون أمتع من زيارتك الأولى، لأنك قد تصبح وقتها لاعبًا مختلفًا. وإذا ربطنا كل ما سبق بما يشعر به اللاعب العادي في أول أسبوع، فالصورة واضحة: ستضحك وتصرخ وتلتقط الغنائم بلا توقف، ثم ستتذمر من هبوط مفاجئ في الأداء أو خيار ناقص في الإعدادات. ستعود في اليوم التالي لأن اللعب نفسه ممتع. ستتمنى تحديثًا أسرع لأنك تعرف أن القاعدة ممتازة. وسرعان ما ستصنع بناءك الخاص الذي تحبه، وتبدأ في دعوة أصدقائك لتجربته، وتنسى مشاكلك الصغيرة حين يتساقط السلاح البرتقالي على الأرض. هذا هو ميزان اللعبة الآن: متعة عالية جدًا مقابل ثغرات تقنية غير قاتلة لكنها مزعجة. هل تعيش Borderlands 4 في ظل الجزء الثاني؟ في اللعب اللحظي نعم تنافسه وتتفوق عليه في الحركة. في الذاكرة العامة قد تحتاج وقتًا أطول وإطلاقًا أكثر نظافة لتترك الأثر نفسه. لكنها بالتأكيد تتجاوز تذبذب الجزء الثالث وتعيد تعريف ما يجعل هذه السلسلة محبوبة: سرعة القرار، طرافة العالم، وجائزة ملموسة كل عشر دقائق. لو كان الأداء ثابتًا منذ اليوم الأول لكنا أمام ترشيح واضح لاحد افضل العاب العام في فئة التصويب التعاوني. الآن نحن أمام لعبة عظيمة تحتاج بعض الترتيب. تُعيد Borderlands 4 السلسلة إلى ما تتقنه: قتال سريع، حركة حرة، وبناءات عميقة تشجّع التجربة. الكوكب الجديد يقدّم خرائط ممتعة للاستكشاف، والأسلحة والصوتيات يعطون كل مواجهة طعمًا خاصًا، خصوصًا مع اللعب التعاوني. المشكلة أن إطلاق اللعبة جاء مع عثرات واضحة: هبوط في الإطارات خلال الجلسات الطويلة، خيارات ناقصة على الكونسول مثل ضبط مجال الرؤية، وخلل نادر مرتبط بنقاط المهارة. هذه العيوب لا تُفسد المتعة، لكنها تجرّك أحيانًا خارج الحالة الجميلة التي يخلقها القتال والحركة. إن كنت تبحث عن تصويب وغنائم تقدّم لحظات لعب قوية وتزيد قيمتها كلما بنيت شخصيتك، فستجد الكثير لتحبه هنا. إن كنت حساسًا جدًا للأداء أو تريد إعدادات كاملة على الكونسول من اليوم الأول، انتظر تحديثات إضافية. الجوهر ممتاز ويستحق الصبر، ولهذا ننهي الحكم عند هذا التقييم: لعبة عظيمة ممتعة، تحتاج فقط إلى صيانة تقنية لتلحق بمستواها التصميمي.