كان فيلم Back to the Future ظاهرةً ثقافية بكل معنى الكلمة، لكن المثير للاهتمام هو أن هناك بعض الغموض لا يزال يحيط بعملية إنتاجه. مايكل جاي فوكس، الذي جسّد شخصية مارتـي ماكفلاي، أصدر مؤخرًا مذكراته بعنوان Future Boy: Back to the Future and My Journey Through the Space-Time Continuum، وقد تناول فيها ما وصفه بـ"خلاف" وقع أثناء التصوير مع كريسبن جلوفر، الذي لعب دور والد مارتـي، جورج ماكفلاي. وبحسب ما نقلته ScreenRant، قال فوكس إن جلوفر "أحدث احتكاكًا" بأسلوبه التمثيلي في موقع التصوير. وأضاف موضحًا: "لا أحد يمكنه أن يضع كريسبن في قالب"، "لكن هذا لم يمنع طاقم التصوير من بناء صندوقٍ حرفيًا حوله". وأوضح فوكس أن جلوفر كانت لديه "أفكاره الخاصة حول كيفية ومكان تحرك شخصيته"، وهو ما تسبب ببعض التوتر مع الفريق الفني. رغم ذلك، لم يؤثر الخلاف البسيط الذي وقع بين جلوفر وطاقم العمل على نظرة فوكس تجاه من جسّد والده في الفيلم. قال فوكس: "موهبته لا يمكن التشكيك فيها، رغم أن أساليبه كانت تُحدث أحيانًا بعض الاحتكاك. ومع ذلك، كنت أُقدّر التزامه بالبقاء صادقًا مع شخصية جورج كما فهمها وجسدها". ثم أضاف: "كنت أعرف كريسبن جلوفر قبل Back to the Future، لكن لا يمكنني القول إنني كنت مستعدًا للتمثيل معه، فلا توجد طريقة للاستعداد لكريسبن". ومن المثير للاهتمام أن هذه ليست المعلومة الوحيدة التي كشف عنها فوكس في مذكراته الجديدة حول كواليس إنتاج هذا الفيلم الكلاسيكي. فقد تحدث أيضًا عن تواصله مع إريك ستولتز — الذي كان قد تم اختياره في البداية لتجسيد شخصية مارتـي، وعمل على الفيلم لمدة ستة أسابيع قبل أن يتم استبداله بفوكس — وذلك بعد مرور 40 عامًا على تصوير الفيلم. وكتب فوكس: "إريك التزم الصمت بشأن هذا الموضوع طوال 40 عامًا، لذا كنت مستعدًا لاحتمال أنّه يفضّل الإبقاء على الأمر كذلك"، مشيرًا إلى أنّهما لم يلتقيا أبدًا لمناقشة التغيير في الاختيار. وفي رسالة كتبها فوكس إلى نجم Pulp Fiction محاولًا لقاءه وجهًا لوجه، أضاف جملة مازحة: "إذا كان ردك هو ’انصرف واتركني وشأني‘... فلا بأس أيضًا". رغم ذلك، تلقّى فوكس "ردًا مكتوبًا بشكل جميل" بدأ بعبارة: "انصرف واتركني وشأني!"، وأضاف: "لحسن الحظ، تلتها عبارة ’أمزح فقط...‘ كان إريك متفهّمًا جدًا لتواصلي معه، ورغم أنه رفض بأدب المشاركة في الكتاب، إلا أنه بدا منفتحًا على فكرة اللقاء". وعندما التقى الاثنان أخيرًا، أوضحا أنه لا توجد أي مشاعر سلبية بينهما، وانخرطا فورًا في حديث ودي وسلس حول مسيرتهما المهنية، وعائلتيهما، و"رحلاتهما الخاصة عبر الزمكان". وكتب فوكس أن ستولتز دخل منزله "مبتسمًا"، مضيفًا: "أقرّ كلانا بسرعة أننا لم نكن نحمل أي ضغينة تجاه الآخر. ما حدث خلال تصوير Back to the Future لم يجعل منا أعداء أو خصمين قَدَريين؛ كنا مجرد ممثلين مخلصين قدّما القدر نفسه من الجهد في الدور ذاته. أما الباقي فلم يكن له علاقة بنا. وتبيّن في النهاية أن لدينا أشياءً مشتركة أكثر بكثير من مجرد تجسيدنا لدور مارتـي".