يمكن قراءة الجزء الثاني عشر من المقال هنا The Elder Scrolls: Arena على الورق أضخم لعبة في السلسلة، ولكن مع بعض التحفّظات تُعد The Elder Scrolls: Arena أول لعبة في سلسلة Elder Scrolls الشهيرة، وهي الأساس الذي بُنيت عليه كل الأجزاء اللاحقة مثل Daggerfall وOblivion وSkyrim. صدرت اللعبة في الخامس والعشرين من مارس عام 1994 من تطوير ونشر Bethesda Softworks، وقدمت فكرة غير مسبوقة في وقتها — عالمًا مفتوحًا يغطي القارة بأكملها: Tamriel، بمساحة خيالية تُقدّر بنحو ستة ملايين ميل مربع، ما يجعلها من الناحية النظرية أضخم لعبة فيديو في التاريخ. غير أنّ هذا الحجم المذهل جاء بسلسلة من القيود التقنية والتصميمية. فمعظم خريطة Arena تم إنشاؤها بطريقة توليد إجرائي (Procedural Generation)، ما يعني أنّ المدن والطرق والتضاريس كانت تُنشأ تلقائيًا بناءً على خوارزميات رياضية، وليس تصميمًا يدويًا. هذه التقنية كانت متقدمة جدًا لزمنها، لكنها أدت إلى نتيجة واضحة: مساحات شاسعة متكررة ومتشابهة إلى حدّ كبير، ما جعل العالم يبدو ضخمًا لكنه فارغ ومحدود التنوع. تغطي اللعبة جميع مقاطعات Tamriel الشهيرة مثل Skyrim، Cyrodiil، Morrowind، Hammerfell، وElsweyr لكن كل منطقة تحتوي على مدن متشابهة في بنيتها، وطرقات متكررة، وبيئات لا تختلف كثيرًا من حيث الشكل أو الألوان. لهذا السبب، ورغم أنّ الخريطة “نظريًا” تغطي ملايين الأميال، فإن التجربة الفعلية للاعب لم تكن تختلف كثيرًا من مكان إلى آخر. كما أنّ التنقل في اللعبة كان أحد أبرز تحدياتها. فمحاولة السفر سيرًا على الأقدام بين المدن كانت تؤدي إلى ظاهرة تُعرف باسم الخرائط اللانهائية (Infinite Loop Terrain)، أي أن التضاريس تبدأ بالتكرار إلى ما لا نهاية، مما يُظهر أن العالم في الحقيقة ليس لانهائيًا فعليًا بل يعيد نفسه في حلقة غير مرئية. على الرغم من هذه العيوب، فإن The Elder Scrolls: Arena كانت ثورية في زمانها، إذ قدّمت مستوى غير مسبوق من الحرية، سمح للاعبين بالسفر إلى أي مدينة في القارة، والمشاركة في مهام متعددة، واستكشاف الأبراج والكهوف بحرية تامة. كانت اللعبة أيضًا أول من قدّم نظام المهام المفتوح (Open Quest System) الذي أصبح لاحقًا من أبرز سمات السلسلة. كما مهدت Arena الطريق لفكرة العالم المفتوح الديناميكي الذي تطور لاحقًا في ألعاب مثل Daggerfall وSkyrim، حيث تم استبدال التوليد الإجرائي بالتصميم اليدوي الدقيق الذي منح السلسلة عمقًا بصريًا وسرديًا أكبر. من الناحية التاريخية، تبقى Arena عنوانًا أسطوريًا من حيث الطموح، إذ حاولت تقديم قارة كاملة قابلة للاستكشاف في زمن لم تكن فيه الحواسيب قادرة على استيعاب مثل هذه الأحجام من البيانات. ورغم أن كثيرًا من عالمها كان متكررًا وغير متنوع، فإنها وضعت حجر الأساس لفكرة “العالم المفتوح الشامل” التي أصبحت لاحقًا جوهر هوية سلسلة The Elder Scrolls. Microsoft Flight Simulator (2020) خريطة بحجم كوكب الأرض بالكامل يُعتبر Microsoft Flight Simulator (2020) من أكثر المشاريع طموحًا في تاريخ صناعة الألعاب، إذ لا يقدّم مجرد خريطة كبيرة أو قارة قابلة للاستكشاف بل كوكب الأرض بالكامل بدقّة مذهلة. صدر في الثامن عشر من أغسطس عام 2020 من تطوير Asobo Studio ونشر Xbox Game Studios، ليعيد تعريف مفهوم الواقعية في ألعاب المحاكاة من خلال دمج تقنيات الأقمار الصناعية، والذكاء الاصطناعي، والبث السحابي لإنشاء نسخة رقمية كاملة من كوكبنا، تبلغ مساحتها نحو مئةٍ وسبعةٍ وتسعين مليون ميل مربع. العالم في Microsoft Flight Simulator هو نسخة طبق الأصل من الكرة الأرضية، تم بناؤها باستخدام بيانات الخرائط العالمية من Bing Maps وتقنيات الذكاء الاصطناعي من Azure AI، التي تُحوّل صور الأقمار الصناعية إلى تضاريس ثلاثية الأبعاد واقعية. النتيجة هي تجربة طيران غير مسبوقة تسمح للاعب بالتحليق فوق كل مدينة، وكل قارة، وكل جزيرة على الكوكب، بدقة تتفاوت بين السنتيمترات والأمتار تبعًا للموقع. تغطي اللعبة أكثر من 37,000 مطار حقيقي يمكن الهبوط فيها، من المطارات الصغيرة في القرى النائية إلى أكبر المطارات الدولية مثل Heathrow وJFK وDubai International. كما تحتوي على ملايين المدن والبلدات الحقيقية التي يمكن التحليق فوقها، مع معالم معمارية معاد إنشاؤها بدقة مدهشة، مثل برج إيفل في باريس والأهرامات في مصر وناطحات السحاب في نيويورك. ولا يقتصر الإنجاز على حجم العالم، بل يمتد إلى الواقعية البيئية المتقدمة. فاللعبة تحاكي النباتات والحيوانات الطبيعية الخاصة بكل منطقة، وتقدّم نظام طقس واقعي يعتمد على البيانات الحية من الأقمار الصناعية، بحيث يمكن أن تتطابق أحوال الطقس في اللعبة مع الطقس الحقيقي في اللحظة نفسها سواء كانت عاصفة فوق المحيط الأطلسي أو غروبًا هادئًا فوق الصحراء الكبرى. إضافةً إلى ذلك، فإنّ محرك اللعبة يُعيد تمثيل توزيع الضوء والغيوم والظلال والانكسارات الجوية بشكل ديناميكي، مما يمنح تجربة الطيران مظهرًا سينمائيًا مذهلًا. يمكن رؤية الغروب ينعكس على سطح البحر بدقة واقعية، أو ملاحظة الغيوم تتشكل وتتحرك أمام الطائرة بشكل فيزيائي حقيقي تمامًا. كما أن التجربة لا تقتصر على الطيران فقط، بل تشمل أنظمة الملاحة الجوية الكاملة، وقوانين الطيران الحقيقية، وإدارة الوقود والمعدات، بالإضافة إلى مئات الطائرات المرخصة من شركات عالمية مثل Airbus وBoeing وCessna. كل طائرة صُممت بدقة ميكانيكية تعكس وظائفها الحقيقية في قمرة القيادة، حتى أدق الأزرار والمؤشرات. وتتيح اللعبة للاعبين أيضًا رحلات استكشافية واقعية عبر العالم، يمكنهم فيها الطيران فوق المدن المألوفة لديهم، أو عبور المحيطات، أو التحليق بين جبال الألب والهملايا، أو استكشاف القطب الجنوبي. وبفضل نمط الخرائط السحابية المتصلة بالإنترنت، فإن العالم يستمر في التطور والتحديث تلقائيًا مع مرور الوقت، لتنعكس عليه التغيرات الحقيقية في المدن والبنية الجغرافية. رغم أن حجم خريطة اللعبة يبلغ نظريًا 197 مليون ميل مربع أي مساحة الأرض تقريبًا فإنّ الأهم هو مدى دقتها وتفاعلها مع الواقع. فبدلًا من أن تكون مجرد مساحة ضخمة بلا حياة، فإنها تُعد خريطة حيّة تتغير مع الوقت والطقس والظروف الجوية الحقيقية، مما يجعلها تجربة تتجاوز الألعاب التقليدية لتصبح محاكاة شبه واقعية للعالم نفسه. تمثل Microsoft Flight Simulator (2020) ذروة التطور في ألعاب المحاكاة عالم كامل بحجم الأرض، نابض بالحياة والدقة، حيث يمكن للاعب أن يطير من منزله إلى أي مكان على الكوكب في رحلة حقيقية بكل تفاصيلها. إنها ليست مجرد لعبة، بل نُسخة رقمية من كوكبنا يمكن استكشافها بحرية تامة، وتبقى حتى اليوم أعظم خريطة في تاريخ ألعاب الفيديو. Minecraft أكبر عالم أرضي في تاريخ الألعاب على الإطلاق تُعد Minecraft أكثر من مجرد لعبة إنها ظاهرة عالمية غيّرت مفهوم العالم المفتوح إلى الأبد. صدرت رسميًا في الثامن عشر من نوفمبر عام 2011 من تطوير Mojang Studios، ونجحت في بناء أضخم عالم أرضي في تاريخ الألعاب، حيث تُقدّر مساحة عالمها الافتراضي بين 1.5 و3.6 مليار ميل مربع تقريبًا، أي ما يعادل نحو ثمانية أضعاف مساحة كوكب الأرض نفسه. يقوم عالم Minecraft على نظام توليد إجرائي (Procedural Generation) لا حدود له فعليًا، إذ يُنشئ اللعبة عوالم جديدة باستمرار أثناء تقدم اللاعب في الاستكشاف، مما يجعل كل تجربة فريدة لا تتكرر. في هذا العالم، لا توجد نهاية واضحة، بل يمتد الأفق بلا توقف في جميع الاتجاهات، من الجبال والأنهار والمحيطات إلى الصحارى والغابات والكهوف العميقة. بفضل هذا الحجم الهائل، يُمكن القول إن عالم Minecraft لا يُقارن بأي خريطة أخرى في الألعاب. فبينما تغطي ألعاب مثل Microsoft Flight Simulator كوكب الأرض بدقة واقعية، فإن Minecraft تتفوّق عليها من حيث المساحة القابلة للاستكشاف والبناء، حيث يمكن للاعبين التنقل بحرية مطلقة وحفر وبناء أي شيء يمكن تخيله — من الأكواخ الصغيرة إلى المدن العملاقة والمعابد العائمة. تقوم البنية التقنية لعالم اللعبة على نظام الكتل (Blocks)، الذي يجعل كل عنصر في البيئة — سواء كان ترابًا، حجرًا، خشبًا، أو ذهبًا — وحدة يمكن تعديلها أو جمعها أو إعادة تشكيلها. هذه البساطة الميكانيكية هي التي منحت اللعبة عمقًا لا نهائيًا في الإبداع. يستطيع اللاعب إنشاء حضارة كاملة من الصفر، وبناء عوالم ضخمة تمتد لآلاف الكيلومترات، وكل هذا في عالم واحد يولّده المحرك في الوقت الحقيقي. ورغم أن العالم يُعد لانهائيًا نظريًا، فإن حدوده التقنية في الإصدارات الحديثة تمتد إلى ما يُعرف باسم Far Lands مناطق بعيدة جدًا عن نقطة البداية تصل فيها الحسابات الرقمية إلى أقصى مدى ممكن، مما يؤدي إلى تشوهات غريبة في التضاريس. هذه المناطق بحد ذاتها أصبحت أسطورية في تاريخ اللعبة، إذ يقطع بعض اللاعبين ملايين الكتل للوصول إليها فقط. المثير للإعجاب أنّه رغم ضخامة هذا العالم، فإن Minecraft تستضيف يوميًا أكثر من مليون لاعب متزامن، ومع ذلك فإن احتمالية التقاء لاعبين عشوائيين تكاد تكون شبه معدومة. فبحسب التقديرات، يمتلك كل لاعب ما يقارب 1500 ميل مربع من المساحة الخاصة به نظريًا أي أن لكل شخص قارة صغيرة خاصة به داخل اللعبة. ما يميز Minecraft أيضًا هو أن عالمها الضخم ليس مجرد مساحة للاستكشاف، بل نظام بيئي تفاعلي حي يتطور مع مرور الوقت. فهناك دورات لليل والنهار، تغييرات في الطقس، ومخلوقات متنوعة من الحيوانات الأليفة إلى الوحوش الليلية. وبفضل تحديثاتها المستمرة منذ أكثر من عقد، توسّع العالم ليشمل عوالم سفلية مثل Nether وEnd، مما جعل التجربة أكثر تنوعًا واتساعًا. من الناحية التقنية، استطاعت اللعبة أن تحقق المستحيل توليد كوكب افتراضي بحجم لا يمكن إدراكه باستخدام موارد محدودة نسبيًا. هذا الإنجاز لم يكن ممكنًا لولا النظام الحسابي الذكي الذي يقسم العالم إلى أجزاء تُنشأ فقط عند الحاجة، مما يسمح بالحفاظ على الأداء رغم المساحة اللامحدودة.