يمكن قراءة الجزء الثالث عشر من المقال هنا Starfield أكثر من ألف كوكب قابل للاستكشاف تُعد Starfield واحدة من أكثر الألعاب طموحًا في تاريخ شركة Bethesda Game Studios، ومن أكثر مشاريع الخيال العلمي جرأة في صناعة الألعاب الحديثة. صدرت في السادس من سبتمبر عام 2023 بعد أكثر من عقدٍ من التطوير، لتصبح أول عنوان جديد بالكامل من Bethesda منذ إطلاق سلسلة The Elder Scrolls قبل ما يزيد على 25 عامًا. تضع اللعبة اللاعبين في قلب مجرّة مترامية الأطراف، وتمنحهم حرية استكشاف أكثر من ألف كوكب مختلف موزعين عبر أنظمة نجمية متعددة، دون احتساب الأقمار التابعة لها. هذا العدد الهائل من العوالم القابلة للاستكشاف جعل Starfield تتجاوز حدود المفهوم التقليدي لـ “العالم المفتوح”، لتصبح كونًا مفتوحًا (Open Universe)، حيث يتغير مقياس المغامرة من كوكب واحد إلى مجرة كاملة. يستخدم عالم Starfield نظام توليد إجرائي متقدم لإنشاء تضاريس الكواكب، ومواردها، ومناخاتها، وأحيائها الطبيعية، بحيث لا يوجد كوكب يشبه الآخر. بعض هذه الكواكب غني بالحياة والمستوطنات البشرية، بينما البعض الآخر قاحل، متجمد، أو غارق في الغازات السامة. ومع ذلك، يمكن للاعبين الهبوط على معظم الكواكب واستكشاف مساحات شاسعة منها من منظور الشخص الأول أو الثالث، مما يمنحهم إحساسًا واقعيًا بعزلة الفضاء واتساعه اللامتناهي. الرحلة في اللعبة تبدأ ضمن منظمة تُعرف باسم Constellation، وهي آخر جماعة من المستكشفين تبحث عن أسرار الكون وأصول البشرية. ومن هناك، ينطلق اللاعب في مغامرة تمتد عبر مجرات مجهولة ومستوطنات فضائية مزدهرة، حيث يمكنه الانخراط في التجارة، أو القتال، أو التعدين، أو القرصنة، أو حتى بناء مستعمراته الخاصة على الكواكب. اللافت أن Starfield لا تكتفي بعرض مجرّة ضخمة فحسب، بل تسعى لخلق تجربة واقعية للفضاء نفسه. فالمسافات بين الكواكب هائلة وتتطلب السفر عبر الفضاء باستخدام أنظمة القفز الفائق (Grav Drive)، كما يمكن للاعب تخصيص سفينته بالكامل من الهيكل إلى المحركات وأنظمة الدفاع، مما يجعل كل رحلة فضائية تجربة فريدة من نوعها. ورغم أنّ معظم الكواكب تُولّد إجرائيًا، فإن Bethesda أضافت مجموعة من الكواكب المصممة يدويًا بعناية والتي تحتوي على قصص ومهمات رئيسية وجانبية ذات عمق روائي كبير، وهو ما حافظ على التوازن بين الواقعية العلمية والروح السردية التي تشتهر بها السلسلة. من الناحية التقنية، تمثل Starfield تتويجًا لتاريخ Bethesda في تصميم العوالم العملاقة. فهي ليست مجرد خريطة ضخمة، بل كون كامل يمكن العيش فيه، حيث تختلف الجاذبية بين الكواكب، وتتنوع البيئات من الصحارى النيزكية إلى العوالم الجليدية، وتؤثر العواصف الكونية والإشعاعات على أسلوب اللعب والاستكشاف. كما تتيح اللعبة للاعبين حرية مطلقة في تحديد مصيرهم: يمكنهم أن يصبحوا مستكشفين، أو علماء، أو مرتزقة، أو تجارًا بين النجوم. ومع أن الرحلات الطويلة بين الكواكب قد تتضمن لحظات من الصمت والعزلة، إلا أن هذا الصمت ذاته يعكس فلسفة اللعبة الجوهرية الرهبة أمام عظمة الفضاء واتساع المجهول. Star Control 2: The Ur-Quan Masters استكشف مجرة درب التبانة في واحدة من أعظم الألعاب الكلاسيكية تُعد Star Control 2: The Ur-Quan Masters من الألعاب التي تركت بصمة خالدة في تاريخ ألعاب الفضاء، حيث جمعت بين الاستكشاف، والخيال العلمي، والدراما، والقتال التكتيكي في تجربة لا تزال تُذكر حتى اليوم كإحدى أكثر الألعاب تأثيرًا في تسعينات القرن الماضي. صدرت اللعبة في نوفمبر عام 1992 من تطوير Toys for Bob، وصدرت على الحاسوب و3DO، ثم لاحقًا أُعيد إصدارها لأنظمة متعددة بفضل جهود المعجبين الذين أعادوا إحياءها تحت اسم The Ur-Quan Masters. تجري أحداث اللعبة في مجرة درب التبانة الشاسعة، وتضم خريطتها أكثر من 500 نجم و3,800 كوكب قابلة للاستكشاف. وعلى الرغم من أن العالم يبدو بسيطًا بمعايير اليوم، فإن نطاق الحرية الذي منحه للاعبين آنذاك كان مذهلًا. يستطيع اللاعب قيادة سفينته عبر الفضاء بين الأنظمة النجمية المختلفة، الهبوط على الكواكب، استخراج الموارد، وإقامة علاقات أو معارك مع عشرات الأنواع من الكائنات الفضائية المتنوعة. ما يجعل تجربة Star Control 2 فريدة هو التنوع المذهل في الحضارات الفضائية التي يمكن للاعب التفاعل معها. فهناك أجناس ودودة يمكن التحالف معها لتوسيع النفوذ في المجرة، وأخرى عدائية تشن الحروب دون رحمة. كل نوع يتميز بثقافته ولغته وتصميمه وسفنه الخاصة، مما يجعل المجرة في اللعبة حية بحق رغم محدودية تقنيات التسعينات. تُقدم اللعبة أيضًا نظام حوارات متفرع وغير خطي، وهو أمر نادر في تلك الحقبة، يتيح للاعب اتخاذ قرارات تؤثر على مجرى القصة وعلى علاقاته مع الفصائل المختلفة. هذا العمق السردي جعلها تُقارن لاحقًا بألعاب ضخمة مثل Mass Effect، التي استلهمت منها العديد من أفكارها الأساسية حول السفر بين النجوم والتفاعل مع الأجناس الغريبة. أما من ناحية أسلوب اللعب، فهي تمزج بين الاستكشاف والمغامرة والقتال الفضائي. فالمعارك تُجرى في مشاهد ثنائية الأبعاد بأسلوب Shoot ’Em Up كلاسيكي، حيث يقود اللاعب سفينته في مواجهات سريعة تعتمد على مهارة المناورة وإدارة الطاقة والأسلحة. في المقابل، جزء كبير من التجربة يركّز على الاستكشاف العلمي وجمع الموارد من الكواكب لتطوير السفن وزيادة قدرات الطاقم. واحدة من أبرز نقاط تميّز اللعبة هي الأداء الصوتي المدهش، الذي كان متفوقًا على عصره بكثير. فقد شملت اللعبة أصواتًا تمثيلية كاملة لكل الشخصيات الفضائية، ما منحها حيوية وعمقًا عاطفيًا غير مسبوق في ألعاب تلك الحقبة. هذا الأداء جعل التفاعلات مع الكائنات الغريبة مثيرة وممتعة على نحو لا يزال مؤثرًا حتى اليوم. ورغم مرور أكثر من ثلاثين عامًا على صدورها، ما تزال Star Control 2 تحظى باحترامٍ كبير من المجتمع التقني واللاعبين القدامى. فقد واصل المعجبون العمل على تحسينها عبر مشاريع مفتوحة المصدر مثل The Ur-Quan Masters HD، التي أعادت تصميم الرسومات والصوتيات لتتناسب مع الشاشات الحديثة مع الحفاظ على روح اللعبة الأصلية. من الناحية التاريخية، يمكن القول إن Star Control 2 كانت نقطة انطلاقٍ حقيقية لألعاب استكشاف الفضاء، إذ مزجت بين العلم والخيال، وبين الحرب والدبلوماسية، وقدّمت للاعبين مجرة نابضة بالحياة فيها آلاف العوالم والكائنات تنتظر من يكتشفها. Spore ابدأ من كوكب صغير ثم استكشف مجرة هائلة تُعد Spore واحدة من أكثر الألعاب طموحًا في تاريخ صناعة الألعاب، حيث جمعت بين المحاكاة والتطور والاستكشاف والمغامرة الكونية في تجربة فريدة لم يسبق لها مثيل. صدرت اللعبة في السابع من سبتمبر عام 2008 من تطوير Maxis ونشر Electronic Arts، وجاءت من تصميم ويل رايت، مبتكر سلسلة The Sims، الذي حاول من خلالها نقل مفهوم “الحياة من الخلية إلى المجرة”. تبدأ رحلة اللاعب في Spore على كوكب صغير بدائي، حيث يتحكم بكائن مجهري يبدأ حياته في المحيطات. ومع مرور الوقت، يتطور هذا الكائن تدريجيًا عبر مراحل متعددة — من كائن حي بسيط إلى مخلوق ذي أطراف، ثم إلى كائن اجتماعي، ثم حضارة متقدمة، وصولًا إلى المرحلة النهائية: المرحلة الفضائية، حيث تنفتح أمام اللاعب مجرة كاملة مليئة بالكواكب والنجوم. عندما تصل إلى الفضاء، يتغير كل شيء. يتحول منظور اللعبة من تجربة بيئية محلية إلى مغامرة كونية ضخمة تضم آلاف الأنظمة النجمية. إذ تحتوي المجرة الواحدة في Spore على نحو 45,000 نجم وحوالي 120,000 كوكب يمكن زيارتها. هذه الأرقام تجعل اللعبة من أضخم العوالم القابلة للاستكشاف في تاريخ الألعاب على الإطلاق. ولفهم مدى ضخامة هذا العالم: إذا قرر اللاعب استكشاف عشرة كواكب يوميًا، فسيحتاج إلى أكثر من خمسةٍ وثلاثين عامًا من الزمن الحقيقي لاستكشافها جميعًا. ورغم أن استكشاف كل الكواكب ليس ضروريًا لإنهاء اللعبة، فإن مجرد إدراك حجم المجرة يبعث شعورًا مذهلًا بالعظمة والاتساع. كل كوكب في Spore له بيئته الخاصة، وتكوينه الجغرافي، وغلافه الجوي، وكائناته الحية، وحتى حضاراته المتقدمة أحيانًا. يمكن للاعب زيارة الكواكب، جمع الموارد، إقامة تحالفات أو شن الحروب، ونشر مستعمرات جديدة في مختلف أنحاء المجرة. هذا التنوع جعل اللعبة تقدم مزيجًا نادرًا من العلم والخيال والإبداع الشخصي. واحدة من أبرز خصائص اللعبة هي نظام التصميم التفاعلي، حيث يستطيع اللاعب ابتكار أي شكل من أشكال الحياة أو التكنولوجيا أو المباني أو المركبات باستخدام أدوات ثلاثية الأبعاد بسيطة. النتيجة هي كون مليء بالمخلوقات العجيبة، بعضها من صنع اللاعب نفسه وبعضها من إبداعات لاعبين آخرين تمت مشاركتها عبر الإنترنت. في مرحلتها الأخيرة مرحلة الفضاء يتحول اللاعب إلى كائن شبه إلهي يمتلك القدرة على السفر بين النجوم بحرية، واستخدام أدوات متقدمة مثل شعاع الجاذبية، والأسلحة الكونية، وحتى تدمير الكواكب بالكامل. ومع ذلك، فإن اللعبة تحتفظ بروحها العلمية والتعليمية، حيث تشجع على الفضول والاكتشاف أكثر مما تشجع على الصراع. ورغم أن Spore لم تحقق كامل التوقعات التي سبقتها، فإنها غيّرت مفهوم العوالم المفتوحة جذريًا. فبدلًا من مجرد خريطة كبيرة، قدمت اللعبة مجرة كاملة يمكن استكشافها بحرية، مكونة من مئات الآلاف من الكواكب والنجوم، ما جعلها تجربة تجمع بين علم الأحياء والفيزياء الفلكية والفن التفاعلي في قالب واحد. من الناحية التقنية، كانت اللعبة إنجازًا استثنائيًا في استخدام التوليد الإجرائي (Procedural Generation)، حيث تولّد البيئات والمخلوقات والكواكب بشكل ديناميكي أثناء اللعب، مما جعل كل مجرة فريدة تمامًا عن الأخرى.