ليلة مختلفة شهدتها مدن الرياض وجدة والدمام، بعدما رُصدت أضواء غامضة ومتقطّعة في عددٍ من المواقع الشهيرة، لتتحوّل الشوارع الهادئة إلى مشهدٍ غير مألوف أثار فضول كل من شاهده. لم تكن البداية واضحة، إذ لم يُعرف متى بدأت الظاهرة بالضبط، لكن المؤكد أن من تواجد في تلك المواقع لاحظ تكرار المشهد بنفس النمط، وكأن هناك تناسقًا مقصودًا خلف هذا الوميض. في الرياض، رُصدت الأضواء وهي تنطفئ وتعود لتضيء على نحوٍ متتالٍ في أحد الطرق الرئيسية، ما جعل المارّة يتوقفون للحظات وكأن المدينة بأكملها أرسلت إشارة غير مفهومة. المزيد عن هذا الموضوعمسلسل The Conjuring من HBO يحصل على Nancy Won كمشرفة على المسلسل أما في جدة، وتحديدًا في منطقة البلد التاريخية، فقد ظهرت الإنارة العامة في الشوارع القديمة وهي تتبدّل بين الظلام والنور بشكلٍ متتابعٍ لافت، انعكست على واجهات المباني العتيقة بطريقةٍ خلقت مشهدًا بصريًا مدهشًا بدا وكأنه جزء من عرضٍ فنيٍّ مجهول المصدر. وفي الخبر، شوهد برج المياه الشهير وهو يضيء ويخفت أكثر من مرة، في لحظاتٍ جعلت الأفق البحري للمدينة يبدو وكأنه يتحرك بإيقاعٍ غامضٍ لا تفسير له. الظاهرة لم تدم طويلًا، لكنها كانت كافية لتثير موجةً من التساؤلات حول طبيعتها وأسبابها. البعض من الحاضرين حاول تفسيرها بأنها تجربة فنية أو تقنية قيد الاختبار، بينما اكتفى آخرون بالوقوف في لحظه استغراب وخوف المقاطع التي التُقطت من الحاضرين أظهرت المشهد من زوايا مختلفة، حيث يمكن رؤية الشوارع وهي تغرق في الظلام لبضع ثوانٍ، قبل أن تعود الأضواء لتملأ المكان بوميضٍ متتابعٍ ومتناسق. هذه المقاطع انتشرت لاحقًا في مواقع التواصل الاجتماعي، كما تمت مشاركتها في حسابات IGN الشرق الأوسط لتوثيق الحدث ومتابعة تفاصيله، مما زاد من اهتمام المتابعين بالظاهرة. ما لفت الأنظار أكثر أن الأضواء لم تكن عشوائية في حركتها. فالفاصل الزمني بين كل ومضة وأخرى بدا منتظمًا بشكلٍ لافت، وكأن هناك نمطًا محددًا يكرّر نفسه بدقة. بعض المتابعين لاحظوا أن الوميض يتصاعد تدريجيًا من جهة لأخرى، ليخلق انطباعًا بأن المدينة نفسها “تتفاعل” مع شيء ما، رغم عدم وجود أي أصوات أو مؤثرات أخرى في الخلفية. وبينما لا توجد أي مؤشرات على وجود أعمال صيانة أو اختبارات رسمية، بدا واضحًا أن ما حدث تلك الليلة لم يكن مجرد خلل تقني عابر. فالانتظام والدقة في تزامن الأضواء يوحيان بأن خلف هذه الظاهرة رسالة خفية أو تجربة تفاعلية جرى إعدادها بعناية، دون إعلانٍ مسبق. مشهد الأضواء كان جميلًا ومربكًا ومرعبًا في آنٍ واحد. الانعكاس على الواجهات الزجاجية في الرياض، والوميض المتقطّع فوق الأزقة القديمة في جدة، والانعكاس البعيد على سطح البحر في الخبر، جعل المدن الثلاث تتشارك لوهلةٍ واحدة نفس الإيقاع، وكأنها مرتبطة بخيطٍ ضوئي واحد يعبر المملكة. الحدث انتهى كما بدأ… بهدوءٍ تام. عادت الأضواء إلى طبيعتها، وعاد الناس إلى منازلهم، لكن الأسئلة بقيت تتردّد: هل كانت تلك اللحظات تجربة فنية تمهيدية لحدثٍ قادم؟ حتى الآن، لا توجد أي إجابة مؤكدة. لكن ما يمكن الجزم به أن تلك الدقائق القليلة غيّرت طريقة الناس في النظر إلى الضوء من حولهم، بعدما رأوه يتحرّك، يتكرّر، ويختفي وكأنه كائنٌ حيٌّ ينبض في قلب المدن. ربما ما حدث كان مجرّد صدفة، وربما كان رسالة لم تُقرأ بعد. ومهما يكن، تبقى تلك الليلة محفورة في ذاكرة المدن الثلاث، كأحد أكثر المشاهد غموضًا