الارشيف / عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

تم استدعاء قس لحضور لحظاته الأخيرة.. "واشنطن بوست" تروي واقعة انفجار شريان برأس والجراحة الخطيرة التي أنقذته

تم النشر في: 

14 مايو 2024, 1:46 مساءً

كاد الرئيس الحالي للولايات المتحدة جو ، أن يموت بسبب إصابته بتمدد الأوعية الدموية، لكن جراحة محفوفة بالمخاطر غيرت مجرى حياته.

حدث في شتاء عام 1988

وحسب القصة الدرامية التي نشرت وقائعها صحيفة "واشنطن بوست"، فقد كان بايدن يعاني بشدة من صداع مستمر حتى اشتدّ عليه الألم في شتاء عام 1988؛ حيث كان يبلغ من العمر 45 عامًا.

وبدلًا من التوجه إلى غرفة الطوارئ، سافر بايدن إلى منزله مع أحد مساعديه إلى ويلمنغتون بولاية ديلاوير؛ حيث حاول الحصول على من النوم، لكنه استيقظ بعد ساعات على ألم أكبر.

دم في السائل الشوكي

هرع بايدن إلى مستشفى سانت فرانسيس، وعثر الأطباء على دم في السائل الشوكي، ثم انتفاخ خطير على جدار شريان في قاعدة الدماغ يشير إلى تمدد الأوعية الدموية.

كان الخطر هائلًا إذا انفجر تمدد الأوعية الدموية مرة أخرى وأدى إلى تدفق الدم إلى دماغه، فقد يؤدي ذلك إلى إعاقته عقليًّا وجسديًّا أو قد يكون قاتلًا.

استدعاء قس لتلقينه الطقوس الأخيرة

تم استدعاء قس إلى جوار سريره لإلقاء الطقوس الأخيرة، لكن زوجته "جيل بايدن"، التي أُمرت بالبقاء خارج الغرفة، صرخت عليه ليغادر، ورفضت تلقينه الطقوس الأخيرة.

وخلص الأطباء إلى أنه لم يعد هناك سوى أمل واحد: يحتاج بايدن إلى جراحة فورية محفوفة بالمخاطر.

تدخل الطبيب الأسطوري "نيل كاسيل"

طلب جيمس شقيق بايدن اللجوء لشخصية أسطورية في علم جراحة الأعصاب ومتخصص أكثر في علاج تمدد الأوعية الدموية؛ هو الدكتور "نيل كاسيل".

زوجة بايدن اتفقت مع فريقه السياسي على خطة محفوفة بالمخاطر. اعتقدت الأسرة أن مستشفى ديلاوير لم يكن مجهزًا لإنقاذ حياته؛ لذلك يجب نقل بايدن إلى مركز والتر ريد الطبي العسكري في واشنطن، وهي رحلة خطرة نظرًا لإمكانية انفجار الأوعية الدموية أثناءها.

جراحة خطيرة

تم نقل بايدن إلى غرفة العمليات جيدة التهوية؛ حيث كان الأطباء والممرضات منشغلين بترتيب المعدات، قام طبيب التخدير بوضع قناع على وجهه.

وقال "كاسيل": إنهم بدأؤوا بحفر ثقب بقطر بوصتين في رأس بايدن، تم قطعه بدقة حتى يمكن إزالة غطاء الرأس.

وباستخدام عدسة خاصة أطل "كاسيل" من خلال المجهر، وقام برفع دماغ بايدن من قاعدة الجمجمة ورأى تمدد الأوعية الدموية على الجانب الأيسر.

وصف "كاسيل" التمدد بأنه "مثل بالون ذي رقبة خرج من جدار الشريان، كان الأمر خطيرًا جدًّا".

انفجار شريان آخر.. الأمر قد يكون مميتًا

استعدّ الدكتور "كاسيل" لوضع مشبك معدني صغير حول التمدد، والذي من شأنه أن يفرغ تمدد الأوعية الدموية ويبدأ في شفاء الشريان، لكن فجأة امتلأ مجال رؤية كاسيل بكتلة من الدم تعد كبيرة في نظر الجراح.

لقد انفجر تمدد الأوعية الدموية، أصبح الخطر الآن أكبر بشكل كبير من احتمال تسرب الدم إلى الدماغ؛ الأمر الذي قد يكون مميتًا.

كان "كاسيل" متمرسًا ويعرف بالضبط ما يجب القيام به، لقد سيطر على النزيف، ومنعه من إتلاف الدماغ، وأغلق تمدد الأوعية الدموية بالمشبك.

وأكد "تيد كوفمان"، كبير موظفي بايدن في مجلس الشيوخ آنذاك، رواية كاسيل، وقال: إنه يتذكر وصف الجراح للحادث في ذلك الوقت.

وقال "كاسيل": إن بايدن كان محظوظًا؛ لأنه كان في حالة بدنية جيدة قبل الجراحة، مضيفًا: "لم ينزف الدم في دماغه، بل نزف حول دماغه؛ لذلك لم يكن لديه أي ضرر في الدماغ على الإطلاق".

وكتب بايدن في سيرته الذاتية: إن جمجمته المحلوقة تم تدبيسها مرة أخرى، وبدا رأسه مثل "كرة البيسبول المشوهة التي كاد غطاءؤها أن يسقط للتو".

جلطة الرئة

وقد تم علاج تمدد الأوعية الدموية في الجانب الأيسر بنجاح، ولكن تلك كانت البداية فقط، وتم توصيله بمجموعة من أجهزة المراقبة التي تقيس علاماته الحيوية، وكتب لاحقًا أنه كان يعاني من صعوبة في التنفس، مكث في المستشفى لمدة 10 أيام يستريح؛ استعدادًا لإجراء عملية جراحية لعلاج تمدد الأوعية الدموية في الجانب الأيمن، ثم تم إرساله إلى المنزل للانتظار.

وكان الأطباء قد حذروا بايدن من أنه سيتعافى لفترة طويلة ويحتاج إلى توخي الحذر الشديد، كان ممنوعًا عليه صعود السلالم مثلًا، وسرعان ما اكتشفت جيل أن بايدن يتجاهل هذا الأمر.

بعد ذلك قال بايدن: إنه حصل على إذن للذهاب إلى شقة أحد الأصدقاء في بيثاني بيتش بولاية ديلاوير.

وبعد وصوله شعر كما لو أن شيئًا ما كان يدور في رأسه وأن الغرفة كانت تدور، وهي تجربة قيل له إنها طبيعية.

وافق بايدن على نقله إلى المستشفى؛ حيث تم تشخيص إصابته بجلطة دموية في رئته، والتي كتب بايدن أنها ربما جاءت بسبب قضاء الكثير من الوقت في السرير للتعافي من الجراحة.

جراحة أخرى ناجحة

كان أطباؤه يشعرون بالقلق من أن هذه الجلطات وربما جلطات أخرى قد تقتله أو تعوقه، ومرة أخرى ذهب بايدن إلى والتر ريد؛ حيث نجح المتخصصون في منع وصول الجلطات إلى رئتيه أو قلبه، كما تم إعطاؤه دواء لمنع الجلطات من التسبب في انسداد الشريان، أو انسداد الشريان؛ مما قد يؤدي إلى وفاته. وبعد 10 أيام من العلاج عاد إلى منزله.

بعد 3 أشهر من جراحة تمدد الأوعية الدموية الأولية، حان الوقت للتعامل مع الجانب الأيمن، ذهب بايدن مرة أخرى إلى والتر ريد؛ حيث كان "كاسيل" مرة أخرى ضمن فريق الجراحة.

هذه المرة لم يتمزق تمدد الأوعية الدموية، كانت الجراحة ناجحة، لكن المخاطر كانت لا تزال كبيرة لدرجة أنه طُلب من بايدن البقاء في المستشفى طوال معظم شهر مايو 1988، كما كتب.

وقال "كوفمان": إنه راقب بايدن "بعناية شديدة" بعد ذلك ولم ير أي علامة على أي تغيير.

وإجمالًا: غاب بايدن إلى حد كبير عن الحياة العامة لمدة ستة أشهر بعد الجراحة الأولى، وبموجب أوامر الطبيب لم يذهب إلى مكتبه أو يدلي بصوته أو يلقي خطابًا.

واقعة كاشفة لكنها غير مفهومة

تعدّ قصة نجاة بايدن من تمدد الأوعية الدموية والإصابة بالجلطة واحدة من أكثر الأحداث الكاشفة، وإن كانت غير مفهومة، في حياة الرئيس البالغ من العمر 81 عامًا.

وتسلط هذه التجربة شبه المميتة الضوء على عمق مرونة بايدن، التي قادته بالفعل إلى النجاح السياسي حتى بعد وفاة زوجته الأولى وابنته الصغيرة في حادث، لكنه يسلط الضوء أيضًا على الكيفية التي قلل بها في البداية من مشكلة صحية خطيرة خوفًا من العواقب السياسية، وكما اعترف لاحقًا، فشل في بعض الأحيان في الاستجابة لنصيحة أطبائه.

ترامب يهاجم بايدن

وبينما يسعى بايدن الآن لإعادة انتخابه وسط مخاوف الناخبين بشأن صحته وعمره، زعم خصمه دونالد ترامب البالغ من العمر 78 عامًا دون دليل طبي أن بايدن "ضعيف إدراكيًّا"، وهو ادعاء رفضه الجراح الذي أجرى العملية الجراحية لبايدن.

ويقول الأطباء الذين عالجوا بايدن: إنه تعافى تمامًا ولم يتعرض لأي ضرر في الدماغ.

من يصدق أن يصبح رئيسًا لأمريكا!

وبينما يعاني بعض الأشخاص الذين خضعوا لجراحة تمدد الأوعية الدموية من تداعيات صحية طويلة المدى؛ يقول الخبراء: لا يوجد دليل على أن بايدن عانى من مثل هذه العواقب على الرغم من أنه قال إنها غيرت نظرته للحياة بشكل كبير.

ومع ذلك، في تلك اللحظات المبكرة في غرفة مستشفى ويلمنغتون، بدت فكرة أن بايدن سيتعافى تمامًا، ناهيك عن أن يصبح رئيسًا ويسعى لإعادة انتخابه، بعيدة المنال.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا