تم النشر في: 30 نوفمبر 2024, 12:14 مساءً يعدّ قطاع الشحن البحري شريانًا حيويًّا للاقتصاد العالمي، ومع ذلك يواجه تحديات متزايدة تهدّد كفاءته واستدامته؛ ما يفرض ضرورة التعامل معها بحلول مبتكرة. تشمل هذه التحدّيات التغيرات المناخية واشتداد الأعاصير، التي تؤثر في أمان الرحلات البحرية، إلى جانب ضغوط بيئية متزايدة تدفع نحو خفْض انبعاثات الكربون واعتماد تقنيات صديقة للبيئة، فضلًا عن التأثيرات المتزايدة للتوترات الجيوسياسية في عديد من المناطق الرئيسة. أزمة أخرى تعدُّ واحدة من أكبر التحدّيات التي تواجهها الصناعة هي أزمة "نقص الكوادر" العاملة بالقطاع، وهي الأزمة التي أبرزها تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية. وبحسب التقرير الذي نقله موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية": فإن صناعة الشحن تواجه نقصًا عالميًّا في البحارة، وهو ما يؤدّي إلى مزيج مثير للقلق من السير الذاتية المزيّفة، والحوادث في البحر، وارتفاع أسعار الشحن. وقال كبير محلِّلي التوظيف في شركة درويري "ريت هاريس": "لقد شهدنا نقصًا مستمرًّا في عدد البحّارة". على الرغم من أنّ عدد السفن ارتفع في السنوات الأخيرة بشكل كبير، بالآلاف سنويًّا، إلا أن نموّ القوى العاملة اللازمة لهذه السفن لم يواكب هذا النموّ. وصار يتعيّن على الشركات توظيفُ البحارة الذين لديهم خبرة أقلّ مما يرغبون فيه بشكل مثالي. ووفق التقرير: فإنه في الوقت الحاضر أصبح الشباب يعطون الأولوية للتوازن بين العمل والحياة، ولا يرغبون في الالتزام بمهنة تتطلّب فترات طويلة بعيدًا عن المنزل. وقال خبراء أيضًا: إن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر والحرب في أوكرانيا من العوامل التي أدّت إلى تأثير غير مباشر على توافر البحارة المهرة. ونقل التقريرُ عن رئيس قسم الأبحاث العالمية في شركة "فيرتي ستريم"، "دايجين لي"، قولَه: "لقد زودت كل من أوكرانيا وروسيا بالكثير من البحارة المحترفين.. ومع ذلك فإن الصراع بين أوكرانيا وروسيا أدّى بالفعل إلى تقليص إمدادات البحارة من كلا البلدين؛ حيث يواجهان نقصًا عامًّا في العمالة بسبب الحرب". تعدُّ الفلبين والصين وروسيا وأوكرانيا وإندونيسيا أكبرَ مورّدي البحارة في العالم؛ وفقًا لتقرير تفصيل القوى العاملة للبحارة الأخير الذي أصدرتْه غرفة التجارة الدولية "ICS" و"BIMCO" عام 2021. قبل الحرب في أوكرانيا كان البحارة الروس والأوكرانيون يشكّلون ما يقرب من 15 بالمئة من القوى العاملة في مجال الشحن العالمي؛ بحسب بيانات "ICS". وتتوقّع "ICS" عجزًا قدره 90 ألف بحار مدرب بحلول عام 2026. وقالت منظمة الشحن: "يحتاج صنّاع السياسات إلى وضع استراتيجيات وطنية لمعالجة نقص البحارة". وقال رئيس مجلس إدارة "ICS"، "جيمس هاردين": "من الضروري أن نعمل بنشاط على توظيف قوة عاملة أكثر تنوُّعًا إذا أردْنا تلبيةَ النقص في البحارة اللازمين للحفاظ على ازدهار الصناعة، فهو أحد أكبر التحديات التي تواجه صناعتنا في الوقت الحالي".