تم النشر في: 08 أبريل 2025, 10:06 صباحاً أكد الكاتب الإعلامي محمد بن عبدالعزيز الصفيان؛ أن الواجهات البحرية اليوم تمثل قيمة كبيرة للمدن الساحلية، فهي ليست مجرد شواطئ تطل على البحر؛ بل هي مساحات واعدة للاستثمار والسياحة والثقافة والترويح عن النفس ويمكن من خلالها تغيير ملامح المدن وتحسين جودة الحياة وزيادة الفرص الاقتصادية. وقال "الصفيان" في مقال نشرته الزميلة "اليوم": إن الجهات تبذل جهداً لكن التخصص هو الحل، ومع أن هناك اهتماماً ملموساً من بعض الجهات في إدارة هذه الواجهات، وخاصة البلديات ضمن نطاق أعمالها، إلا أن هذا الاهتمام يظل جزءاً من مهام متعدّدة تقوم بها هذه الإدارات مما قد يقلّل من التركيز ويضعف فرص تطوير هذه الواجهات بالشكل الذي تستحقه، فإدارتها ضمن كيانات منشغلة بملفات كثيرة تجعلها تحتل مرتبة متأخرة من الأولويات. لهذا، فإن إنشاء إدارة متخصّصة ومستقلة لهذه الواجهات البحرية أصبح ضرورة لتحقيق التطوير المنشود واستغلال الإمكانات المتاحة. وأضاف: الإدارة المتخصّصة تعني التخطيط الإستراتيجي والتنفيذ الاحترافي والرؤية الطويلة الأمد، فهي تتيح وضع إستراتيجيات متكاملة لتطوير الواجهات من حيث البنية التحتية والخدمات والتنظيم وتفتح الباب أمام استثمارات نوعية ذات طابع سياحي وثقافي وترفيهي. كما تسمح بتفعيل دور القطاع الخاص بشكلٍ منظمٍ وشفاف، وتوفّر مرجعية واحدة واضحة لكل مَن يرغب في العمل أو الاستثمار على الشاطئ. كما أن وجود إدارة متخصّصة يساعد على تخصيص مواقع لمواقف الزوارق والسفن الخاصة بنقل ركاب السياحة على امتداد الخليج العربي وكذلك تنظيم عربات الطعام وتنوّعها واختيار مواقعها وتجهيزها بالبنية التحتية اللازمة بما لا يؤثر في جمالية المكان ويسهّل على الزوّار التنقل والاستمتاع بالخدمات ويضمن معايير السلامة والنظافة والجودة. ويمكن من خلالها تطوير الطرق والمداخل والمواقف بما يجعل الوصول إلى الواجهة البحرية سهلاً وانسيابياً وآمناً للجميع. أيضاً يمكن لهذه الإدارة المتخصّصة إطلاق فعاليات مستمرة بطابع حديث وليس تقليدياً مثل أسواق نهاية الأسبوع والمهرجانات الموسمية والأنشطة الثقافية والفنية التي تضيف حيوية للمكان وتعزّز من دوره كمساحة نابضة بالحياة. كما يمكن إشراك المجتمع المحلي في هذه الفعاليات من خلال دعم الأسر المنتجة والمواهب الشابة والفنانين المحليين لعرض أعمالهم ومنتجاتهم مما يعمّق العلاقة بين المجتمع ومكانه. ولا يقل أهمية عن ذلك تصميم هوية بصرية متكاملة تعكس روح المدينة وتراثها وتضفي على الواجهة البحرية طابعاً عصرياً ومتناسقاً. واختتم: إن تخصيص إدارة مستقلة للواجهات البحرية ليس تقليلاً من جهود الإدارات القائمة حالياً؛ بل هو استكمالٌ وتطويرٌ لهذه الجهود عبر التفرغ والاختصاص والتركيز وإتاحة الفرصة للعقول الوطنية المتخصّصة أن تُبدع وتبني وتبتكر.