تم النشر في: 08 أبريل 2025, 5:01 مساءً روى المواطن جمعان القحطاني تفاصيل الساعات العصيبة التي قضاها مع زوجته وأطفاله الخمسة، بعد أن ضلّ الطريق وعلق بمركبته وسط الرمال في طريق صحراوي يربط بين قيران وحلبان غرب القويعية، مؤكداً أنه لم يفقد الأمل رغم نفاد المياه وانقطاع الاتصال، وتمسك بالبقاء إلى جانب أسرته حتى لحظة الإنقاذ. وقال القحطاني في حديثه لـ”سبق”: “انطلقنا صباح الخميس الماضي في طريق مختصر عبر طريق ترابي لم أسلكه من قبل. كنت أتجه إلى كوبري حلبان للقاء أحد أقاربي، ولكنني سلكت مساراً خاطئاً. وبعد نحو نصف ساعة، وجدت نفسي أمام كثبان رملية وعرة تُعرف بـ(السيف)، حاولت الرجوع لكن المركبة غاصت في الرمال عند الساعة 11 صباحاً”. وأضاف: “حاولت بكل الوسائل إخراج المركبة، خففت الإطارات، وشغّلت الدبل، واستخدمت أخشاب الأشجار، لكن دون جدوى. ومع مرور الوقت ونفاد المياه، لجأنا إلى تذوق ماء المساحات لإطفاء عطش الأطفال. حاولت التماسك، وحرصت ألا يشعر أطفالي بالخطر، خصوصاً أن أحدهم أجرى عملية جراحية في الرأس ويحتاج إلى رعاية خاصة”. ويستطرد القحطاني قائلاً: “عند المساء خيم الظلام، ونزلت إلى الجبل بحثاً عن أي أثر للسكان أو المزارع، ولكن المنطقة كانت نائية وخالية تماماً. وفي لحظة ظننت أن مركبة اقتربت منا، أطلقت إشارات ضوئية واستنجدت بشماغي، لكنها سرعان ما غادرت المكان. شعرت حينها بثقل المسؤولية، لكنني قررت البقاء مع أسرتي حتى النهاية، فمصيرنا واحد”. ويتابع: “في الصباح وعند الساعة 7:30 تقريباً، رأيت ثلاث مركبات تقترب منّا، فهرعت إليهم وسجدت شكراً لله. كانت تلك لحظة لا توصف. حضر المتطوعون والأقارب والجهات المشاركة، وامتلأ الموقع بعشرات المركبات. كانت فرحة لا تنسى بعد 18 ساعة من الانتظار وسط الصحراء”. واختتم القحطاني حديثه قائلاً: “أشكر صحيفة سبق على نقل القصة، كما أرفع أسمى عبارات الشكر والتقدير لكل من شارك في البحث عنا، من فرق تطوعية وأهالٍ ومتطوعين، جاؤوا من مسافات بعيدة. كتب الله أجركم جميعاً، وجعل ما قدمتموه في ميزان حسناتكم”.