عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

السر في "المادة البيضاء" بالدماغ.. دراسة: تجارب الطفولة الصعبة تُضعف المهارات اللغوية والحساب الذهني في المراهقة

تم النشر في: 

09 أبريل 2025, 8:54 مساءً

كشفت دراسة، أجراها باحثان في مستشفى ماساتشوستس العام في بريغهام بالولايات المتحدة، عن علاقة بين التجارب الصعبة في مرحلة الطفولة المبكرة وانخفاض جودة وكمية قنوات الاتصال في المادة البيضاء في جميع أنحاء دماغ المراهق، وهي المادة المسؤولة عن القدرات المعرفية، مثل المهارات اللغوية والحساب الذهني.

وبحسب تقرير على موقع "ميديكال إكسبريس"، فإن المادة البيضاء هي قنوات الاتصال التي تسمح لشبكات الدماغ بأداء الوظائف الضرورية للإدراك والسلوك.

وتتطور هذه المواد على مدار الطفولة، وقد تؤثر تجارب الطفولة على الاختلافات الفردية في كيفية نضج المادة البيضاء.

تجارب صعبة ومادة بيضاء وضعف إدراك

وفي الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم " Proceedings of the National Academy of Sciences "، أرادت الباحثة الرئيسية صوفيا كاروزا، الحاصلة على درجة الدكتوراه، والباحث الرئيسي أمار داند، الحاصل على درجة الدكتوراه في الطب، من قسم الأعصاب في مستشفى بريغهام، فَهم الدور الذي تلعبه تجارب الطفولة المبكرة، وعلاقتها بالمادة البيضاء، وتأثير هذه العوامل في الإدراك بمجرد وصول الأطفال إلى مرحلة المراهقة.

وقالت "كاروزا": "إن المادة البيضاء التي تُظهر علاقة ببيئة حياتنا المبكرة أكثر انتشارًا في جميع أنحاء الدماغ مما كنا نعتقد؛ فبدلاً من أن تكون مجرد منطقة أو منطقتين مهمتين للإدراك يرتبط الدماغ بأكمله بالصعوبات التي قد يواجهها الشخص في مرحلة مبكرة من حياته".

التطور المعرفي لدماغ المراهقين

وقد درس الفريق بيانات 9082 طفلاً (نصفهم تقريبًا من الفتيات، بمتوسط عمر 9.5 سنة). وجُمعت في دراسة "التطور المعرفي لدماغ المراهقين " (ABCD).

وجمعت هذه الدراسة، التي أجريت في 21 مركزًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، معلومات عن نشاط الدماغ وبنيته، والقدرات المعرفية، والبيئة، والمزاج، والصحة النفسية.

العوامل البيئية المبكرة

ودرس الباحثون فئات عدة من العوامل البيئية المبكرة، بما في ذلك عوامل الخطر قبل الولادة، والصعوبات الشخصية، والحرمان الاقتصادي للأسرة، والصعوبات في الحي، وعوامل المرونة الاجتماعية.

واستخدم الباحثان "كاروزا" و"داند" مسح التصوير الانتشاري للدماغ، وهي طريقة لتقدير سلامة وصلات المادة البيضاء، وقياس تبسيطها، وتقدير قوتها.. ثم استخدما نموذجًا حاسوبيًّا لمقارنة ارتباط سمات المادة البيضاء هذه بكل من العوامل البيئية في مرحلة الطفولة والقدرات المعرفية الحالية، مثل المهارات اللغوية والحساب الذهني.

نتائج الدراسة

وكشف تحليل الباحثَين عن اختلافات واسعة النطاق في وصلات المادة البيضاء في جميع أنحاء الدماغ، وذلك تبعًا لبيئات حياة الأطفال المبكرة.

وعلى وجه الخصوص، وجد الباحثان انخفاضًا في جودة وصلات المادة البيضاء في أجزاء الدماغ المرتبطة بالحساب الذهني واللغة الاستقبالية. وقد كشفت هذه الاختلافات في المادة البيضاء بعض العلاقة بين التجارب الحياتية الصعبة في مرحلة الطفولة المبكرة وانخفاض الأداء المعرفي في مرحلة المراهقة.

وقالت "كاروزا": "نحن جميعًا مندمجون في بيئة. وسمات تلك ، مثل علاقاتنا وحياتنا المنزلية وجيراننا، أو الظروف المادية، يمكن أن تؤثر على كيفية نمو أدمغتنا وأجسامنا كما يحدث في المادة البيضاء؛ ما يؤثر بدوره على ما يمكننا فعله بها".

ومع ذلك، قد يكون هناك تأثير وقائي يحمي الأطفال، مثل التماسك المجتمعي والتربية الإيجابية؛ لذا يجب أن نعمل على ضمان تمتُّع المزيد من الناس بحياة منزلية مستقرة وصحية كما يتوقعها الدماغ، خاصة في مرحلة الطفولة.

دراسات مستقبلية لتتبُّع الأطفال بمرور الوقت

ويشير الباحثان إلى أن دراستهما تستند إلى بيانات رصدية؛ ما يعني أنهما لا يستطيعان استخلاص استنتاجات سببية قوية. كما أن تصوير الدماغ لم يكن متاحًا إلا في نقطة زمنية واحدة؛ ما يوفر صورة خاطفة، ولكنه لا يسمح للباحثين بتتبُّع التغيرات بمرور الوقت.

وستكون هناك حاجة إلى دراسات مستقبلية لتتبُّع الأطفال بمرور الوقت، وجمع معلومات تصوير الدماغ في نقاط زمنية متعددة؛ لربط الشدائد والأداء الإدراكي بشكل أكثر دقة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا