12 أبريل 2025, 2:29 مساءً
بعدما تأخر المسلمون كثيرًا، تثمّن الكاتبة الصحفية بشرى فيصل السباعي قيام المحامي السعودي "عثمان العتيبي" برفع قضية في المحاكم الفرنسية ضد المجلة الفرنسية شارلي إيبدو التي نشرت بشكل متكرر رسومات مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بهدف تصعيد القضية حتى الوصول إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مؤكدة أنه أخيرًا قام شخص بالتصرف الصحيح في قضية الإساءة للمقدسات الإسلامية، لافتة إلى أن مشكلة المسلمين الكبرى أنهم ما زالوا ينظرون للأمور من خارج منظومة العالم الحديث ومؤسساته، ولذا ردات أفعالهم تكون العنيفة خارج مؤسسات العالم الحديث وتتصادم معها بدل أن تسخرها لمصالحها وقضاياها.
حظر الإساءة للمقدسات الإسلامية باعتبارها جريمة كراهية
وفي مقالها "محام سعودي قام بما يغني عن الإرهاب" بصحيفة "عكاظ"، تقول "السباعي": "أخيرًا أحد قام بالتصرف الصحيح في قضية الإساءة للمقدسات الإسلامية، حيث قام المحامي السعودي «عثمان العتيبي» برفع قضية في المحاكم الفرنسية ضد المجلة الفرنسية شارلي إيبدو التي نشرت بشكل متكرر رسومات مسيئة للمقدسات الإسلامية، واستعان بفريق من المحامين الأوروبيين، وهدفه تصعيد القضية حتى الوصول إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي كانت قد أصدرت حكمًا في عام ٢٠١٨ بأن إهانة النبي محمد ليست من حرية التعبير، وأيضًا أصدرت محكمة سويدية حكمًا بتهمة التطرف على رجل قام بإحراق القرآن الكريم. واعتبرت المحكمة أن حرق القرآن تحريض على الكراهية العرقية والدينية".
حظر الإساءة للمقدسات الإسلامية باعتبارها جريمة كراهية
وتعلق "السباعي" قائلة : "أي أنه من الممكن استصدار قرار قضائي في الدول الأوروبية يحظر الإساءة للمقدسات الإسلامية، باعتبارها جريمة كراهية، وهذا ما كان يجب أن يحصل منذ بداية سلسلة الإساءات للمقدسات الإسلامية، ولو كان قد حصل مثل هذا التحرك القانوني منذ البداية لما كانت وقعت حوادث قتل من جراء تلك الإساءات التي تسببت بردة فعل سلبية على المجتمعات المسلمة في الغرب، وأدت إلى المزيد من الإساءات والتضييق على الإسلام والمسلمين، وبالمثل هو الحال مع كل قضايا المسلمين مثل قضية فلسطين، فهناك حاليًا عدد من التكتلات القانونية الغربية التي تعمل على ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وهذا هو السلوك الصحيح وليس القيام باعتداءات على اليهود في الغرب، الأمر الذي يدفعهم للهجرة إلى إسرائيل، فالمحاكم الغربية يمكن أن تنصف المسلمين في قضاياهم، وتعود اللجوء إليها بدل العنف هو الأمر الوحيد الذي يمكن أن تكون له عواقب إيجابية لصالح المسلمين، بينما كل عنف باسم قضايا المسلمين يولد ردة فعل تزيد في اضطهاد الإسلام والمسلمين وتستعدي عليهم الغرب".
تقع اللائمة الكبرى على المحامين المسلمين
وتضيف "السباعي": "ولذا تقع لائمة كبرى على المحامين المسلمين في أنهم لم يتبنوا الدفاع عن قضايا المسلمين في المحاكم الغربية، مما ولد شعورًا لدى المسلمين العاديين أنه لا توجد ردة فعل على ما يتعرض له المسلمون من إساءات سوى بالعنف والإرهاب، لكن من باب الإنصاف فرفع قضايا في المحاكم الغربية أمر مكلف ماديًا ولا يستطيعه الأفراد ويحتاج إلى تكتل يمكنه تمويل النفقات الباهظة للتقاضي في المحاكم الغربية، وهنا يأتي دور الأثرياء والحكومات في تمويل رفع القضايا في المحاكم الغربية، فالتقاضي في المحاكم الغربية إن صار نمطًا سائدًا في ردات أفعال المسلمين سيحل محل ردات الأفعال العنيفة والإرهابية التي تسيء للإسلام والمسلمين وتستجلب عليهم ردات الأفعال الانتقامية والاضطهاد".
مشكلة المسلمين الكبرى
وتؤكد "السباعي" أن : "مشكلة المسلمين الكبرى أنهم ما زالوا ينظرون للأمور من خارج منظومة العالم الحديث ومؤسساته، ولذا ردات أفعالهم تكون خارج مؤسسات العالم الحديث وتتصادم معها بدل أن تسخرها لمصالحها وقضاياها، وكانت سبع جمعيات إسلامية في الدانمارك قد تقدمت بشكوى أمام المحكمة العليا الدانماركية للمطالبة بمحاكمة المسؤولين عن صحيفة يلاندزبوستن التي نشرت رسمًا كاريكاتوريًا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأيضًا نظرت المحكمة الفرنسية في دعوى أقامها مسجد باريس الكبير واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا ضد صحيفة شارلي إيبدو الأسبوعية الفرنسية لإعادة نشرها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم".
محام سعودي آخر ينضم للجهود القضائية
وتضيف "السباعي" قائلة : "وأعلن المحامي السعودي فيصل أحمد زكي اليماني اعتزامه رفع دعوى قضائية على 15 صحيفة دانمركية بسبب إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام باسم 8 جمعيات في 8 دول هي مصر، ليبيا، قطر، الأردن، السعودية، لبنان، الأراضي الفلسطينية، وأستراليا تمثل نحو 95 ألف شخص من آل البيت، و«نقابة السادة الأشراف»، والتي تضم نحو 70 ألف عضو، وتجاوبًا مع القضية قدمت إحدى الصحف اعتذارًا من المسلمين وتسوية مالية مع رافعي القضية".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.