عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

دراسة بريطانية: اختبار اللعاب يتفوق على الدم في كشف سرطان البروستاتا

تم النشر في: 

13 أبريل 2025, 8:48 صباحاً

تشير دراسة بريطانية إلى أن اختبار اللعاب في المنزل قد يُظهر أداءً أفضل في التنبؤ بخطر الإصابة بسرطان البروستاتا مقارنة بالاختبارات الأولية الحالية.

وبحسب الدراسة، يُقيّم هذا الاختبار 130 متغيراً وراثياً لتوفير درجة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وهو ثاني أكثر أسباب الوفيات الناجمة عن السرطان شيوعاً لدى الرجال في .

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، وجدت الدراسة أن ما يُسمّى "درجة الخطر متعدّدة الجينات"، يُمثل مؤشراً أقوى على الإصابة بسرطان البروستاتا من فحص الدم القياسي المُستخدم في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، الذي يقيس مستويات بروتين يُسمى "مستضد البروستاتا النوعي" PSA.

اختبار اللعاب يحدّد الرجال الأكثر عُرضة للخطر

ونقلت "الغارديان" عن البروفيسور روز إيلز؛ التي قادت البحث في معهد أبحاث السرطان بلندن: "بفضل هذا الاختبار، يُمكننا تغيير مسار سرطان البروستاتا. لقد أثبتنا أن اختبار اللعاب البسيط وغير المكلّف نسبياً، الذي يحدّد الرجال ذوي الأصول الأوروبية الأكثر عُرضة للخطر بسبب تركيبهم الجيني، يُعد أداة فعّالة للكشف المبكّر عن سرطان البروستاتا".

منذ إجراء التجربة، التي أُطلق عليها اسم "باركود 1"، طوّر الفريق نسخة مُحدثة من الاختبار استناداً إلى متغيرات الخطر المُكتشفة حديثا للرجال من أصول آسيوية وإفريقية، ويُقيّمون ذلك في دراسة جديدة.

لا يُقدم فحص "مستضد البروستاتا النوعي" الروتيني حالياً في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، ولكن قد يُعرض على المرضى إجراء اختبار هذا الفحص إذا اشتبه طبيبٌ عام في إصابتهم بسرطان البروستاتا.

ويُمكن للرجال الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً طلب اختبار "مستضد البروستاتا النوعي" من طبيبهم العام، حتى لو لم تظهر عليهم أعراض. وسيتم إرسال الرجال الذين تظهر لديهم "مستضد البروستاتا النوعي" مرتفعة لإجراء مزيدٍ من الفحوصات، مثل فحص الرنين المغناطيسي والخزعة، للكشف عن السرطان.

مشكلة اختبارات "مستضد البروستاتا النوعي"

وبحسب موقع "سكاي نيوز "، تكمن المشكلة في أن اختبارات "مستضد البروستاتا النوعي" تُشير خطأ إلى سرطان البروستاتا لدى الرجال في 3 من كل 4 حالات، ويمكنها الكشف عن سرطانات تنمو ببطء شديد، بحيث من غير المرجّح أن تُهدّد الحياة؛ ما يعني أن الرجال قد يخضعون لفحوصات تصوير بالرنين المغناطيسي غير ضرورية، وخزعات جراحية، وعلاجات قد تشمل آثارها الجانبية سلس البول والضعف الجنسي.

مقياس الخطر متعدّد الجينات

أجرت أحدث دراسة، نُشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية، حساباً لمقياس الخطر متعدّد الجينات (PRS) لأكثر من 6000 رجل من أصول أوروبية بيضاء، تمّ اختيارهم من عيادات أطبائهم العموميين، وتتراوح أعمارهم بين 55 و69 عاماً، وهي الفترة العمرية التي يزداد فيها خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

وُجّهت دعوة إلى الرجال الذين لديهم أعلى 10% من درجات الخطر، بناءً على 130 متغيراً جينياً مرتبطاً بسرطان البروستاتا، لإجراء مزيدٍ من الفحوصات.

بعد إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي وخزعة من البروستاتا، شُخّص 40% منهم بسرطان البروستاتا. في المقابل، يُصاب 25% من الرجال الذين لديهم مستوى مرتفع من مستضد البروستاتا النوعي بسرطان البروستاتا.

اختبار اللعاب كشف نسبة أعلى من أنواع السرطان العدوانية

كما كشف اختبار اللعاب لمقياس الخطر متعدّد الجينات (PRS) عن نسبة أعلى من أنواع السرطان العدوانية، فمن بين 187 حالة سرطان تمّ اكتشافُها، كانت 55.1% منها سرطانات عدوانية، مقارنة بـ 35.5% تمّ تحديدها بوساطة اختبار مستضد البروستاتا النوعي، في دراسة حديثة.

يمكن أن يساعد الاختبار متعدد الجينات، إذا استُخدم مع الطرق الحالية، الأطباء على تحديد الرجال الذين سيستفيدون من علاجات أكثر فعالية بدقة أكبر، وقد يُرجّح كفة فحص أولئك الأكثر عُرضة للخطر الجيني. ومع ذلك، أشار الفريق الذي يقف وراء هذا العمل إلى ضرورة تتبع النتائج لتقييم التوازن بين المخاطر والفوائد.

يمكننا تحديد الرجال المعرّضين لخطر أكبر

وقالت روز إيلز، وهي أيضاً استشارية في علم الأورام السريري وعلم وراثة السرطان في مؤسسة رويال مارسدن التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية: "يمكننا تحديد الرجال المعرّضين لخطر الإصابة بالسرطانات العدوانية الذين يحتاجون إلى مزيدٍ من الفحوصات، وتجنيب الرجال الأقل عُرضة للعلاجات غير الضرورية".

وقال البروفيسور كريستيان هيلين؛ الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان في لندن: "غالبا ما يؤدي اختبار PSA الحالي إلى علاجاتٍ غير ضرورية، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه يفشل في الكشف عن بعض أنواع السرطان. هناك حاجة ملحة لاختبار فحص أفضل. يمثل هذا البحث تقدماً واعداً نحو هذا الهدف، ويؤكّد إمكانات الاختبارات الجينية في إنقاذ الأرواح".

لا يزال الطريق طويلاً

مع ذلك، فإن الاختبار ليس جاهزاً للاستخدام بعد. وقال البروفيسور دوسكو إليتش؛ من كلية كينغز كوليدج لندن، إن الاختبار "واعد"، لكنه لم يُحسّن الكشف عن السرطان إلا بشكلٍ طفيفٍ عند استخدامه مع عوامل الخطر الحالية مثل العمر، ومستويات مستضد البروستاتا النوعي، وفحوصات الرنين المغناطيسي.

وأضاف أنه لا يوجد حتى الآن "دليل مباشر" على أنه يُحسّن معدلات البقاء على قيد الحياة أو جودة الحياة، مما يعني الحاجة إلى مزيدٍ من الدراسات، بحسب ما ذكرت "بي بي سي".

من جانبه، قال البروفيسور مايكل إينوي؛ من جامعة كامبريدج، إنه يعتقد أننا سننظر إلى هذه الدراسة "كعلامة فارقة" برهنت على أهمية استخدام علم الوراثة لتقييم المخاطر.

لكنه أضاف: "هذه خطوة كبيرة على طريق التطبيق السريري، لكن الطريق لا يزال طويلاً".

وقال إنه "من المرجّح أن تمر سنوات" قبل أن تستخدم هيئة الخدمات الصحية الوطنية مثل هذا الاختبار.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا