18 أبريل 2025, 5:21 مساءً
#ناصية :
في كل كتبي وكتاباتي لا أحمل هم " ماذا أكتب " ، بل أحمل هم ماذا أحذف ؛ لأنّ الكتابة باختصار هي فن الحذف.
لقد تعلّمت ذلك من أساتذتي الكبار ، فمثلاً يقول الروائي المصري الكبير بهاء طاهر :
"الكتابة هي إعادة الكتابة، أنا أعيد كتابة الرواية أكثر من مرة، إعادة الكتابة تمثّل هاجساً حقيقياً بالنسبة لي..!
كتابة الرواية عملية بحث شاقة، من يجلس ليكتب رواية جاهزة في رأسه، إما عبقري مثل شكسبير الذي لم يشطب سطراً كتبه في حياته، أو حرفي جداً، وطبعاً الذين يشبهون شكسبير قليلون جداً، ولو رأيت أن هناك مشهداً من الممكن حذفه أقوم بذلك فوراً أثناء إعادة الكتابة، المشكلة عندي تكمن في الحذف لا الإضافة ".!
أما الروائي "ماركيز" فكان له نظام خاص في الكتابة، إذ كان يكتب يومياً وبانتظام مثله مثل "نجيب محفوظ"، و"فوكنر"- ولكنه اعتاد ترك مرحلة التصحيح والتعديل لما كتبه، ولا سيما الحذف، لليوم التالي."!
ونجد الكاتب والشاعر #مريد_البرغوثي يقول :
"ألا تساوي متعة الحذف متعة الكتابة؟
وهل تستمد الكتابة قيمتها إلا من ” المحذوف ” الذي تعمّدنا حذفه ليتجلّى؟".
ويقول الكاتب الروائي السعودي عبده خال :
" الكتابة هي كتابة نفسي، وحين لا تكون هي الذات أعمد للحذف قبل أن تحتلني الحروف والكلمات .!
وأحيانا يكون الحذف نوعا من أنواع المحو، فما كُتب جزء منك إلا أن به دَخَن، لذا لدي أنهرٌ عديدة أضع به ما قمت بحذفه، علني في زيارة أخرى أجد فيما حذفته شيئاً مني، فأقوم بعملية تدويره في كتابة أخرى ".
في النهاية أقول:
يا قوم؛ إنني حين أكتب لا أحمل هم الكتابة، وإنما أحمل هم حذف بعض ما أكتب!
لذلك؛ أعلنها بكل صراحة وأقول:
"الكتابة هي فن الحذف".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.