تم النشر في: 20 أبريل 2025, 7:56 صباحاً انفجرت الشوارع الأمريكية، أمس، بموجة احتجاجات عارمة، تحوّلت إلى لوحةٍ تعبّر عن غضبٍ متراكم، فتحت شعار "50501"، الرمز السري الذي استخدمه الثوار خلال الحرب الأهلية الأمريكية، اندفع الآلاف في مواجهة سياسات الرئيس دونالد ترامب؛ التي يُنظر إليها كـ"خنجرٍ في خاصرة الديمقراطية"، من نيويورك حيث رُفعت لافتات "لا لوكالة الهجرة"، إلى سان فرانسيسكو، حيث كُتب "عزل وإقالة" بأجساد المحتجين، اشتعلت المدن بأسئلةٍ عن مصير "الحلم الأمريكي". جذور ثورية وفي مشهدٍ يجمع بين التاريخ والواقع، وقف المتظاهرون في كونكورد بولاية ماساتشوستس عند النصب التذكاري لـ"الطلقة الأولى" للثورة الأمريكية، مردّدين: "الحرية تُنتزع بدماء الأجداد.. ولن نسلّمها لقرارات ترامب الانفرادية". توماس باسفورد (80 عاماً)، الذي حمل حفيديه على كتفيه خلال المسيرة، أكّد أن المشاركة هدفها "تعليم الجيل الجديد أن الاستبداد لا يُهزم إلا بالوحدة"، وفقاً لـ"أسوشيتد برس". ولم تكن الأنظار بعيدة عن ألاسكا، حيث ارتدى متظاهرون أزياءً من القرن الثامن عشر وحملوا لافتة "الإقطاع مات.. فمتى يُدفن ترامب؟"، في إشارةٍ لاذعة إلى سياسات التقشف الحكومي. بؤر الغضب وتحوّل مبنى الكابيتول في دنفر إلى بؤرةٍ للغضب العابر للحدود، حيث رفع مهاجرون من أمريكا اللاتينية لافتاتٍ كُتب عليها: "أطفالنا ليسوا مجرمين.. أوقفوا الترحيل!". وفي واشنطن، تجمّع المتقاعدون أمام البيت الأبيض محذرين من إغلاق مكاتب الضمان الاجتماعي، بينما صرخ بوب فاسيك (76 عاماً): "ترامب يسرق مستقبل أحفادي.. ألا تخشون الفقر؟". وبلغت الذروة في سان فرانسيسكو، حيث شكّل 500 متظاهر عبارة "أوقفوا الانقلاب الدستوري" على شاطئ المحيط، بينما رفعت أنكوراج لافتةً ساخرةً: "حتى الجليد هنا يذوب من خجل سياساتكم!". سخط الجماهير ولم ينجُ إيلون ماسك من سخط الجماهير، حيث حاصر المتظاهرون وكالات "تسلا" في 5 ولايات، هاتفين: "المليارديرات يسرقون الوطن.. أين العدالة؟". واجهت الاحتجاجات انتقاداتٍ من أنصار ترامب الذين وصفوها بـ"مسرحية اليسار"، بينما حوّل بعض المنظّمين الغضب إلى مبادراتٍ ملموسة، مثل توزيع 10 آلاف وجبة على المشرّدين في شيكاغو. وتصدّر انتهاك "قانون الأعداء الأجانب" جدل الاحتجاجات، خاصةً بعد كشف وثيقةٍ سريةٍ عن خطة ترحيل 50 ألف فنزويلي دون محاكمات. مارشال غرين (61 عاماً)، المحامي الحقوقي، صرخ: "ترامب يحوّل القانون إلى أداة انتقامية.. هذا انتحارٌ للدستور!". أما في الكونجرس، فقد انقسمت الآراء: ديمقراطيون وصفوا الاحتجاجات بأنها "صحوة الضمير الوطني"، بينما هاجمها جمهوريون، باعتبارها "تمثيليةً انتخابيةً مموَّلةً من اليسار المتطرف". أصداءٌ متجدّدة وتشير تحليلاتٌ إلى أن شعار "50501" -الذي ارتبط تاريخيًا بمجموعات المقاومة السرية- يعكس تحوّل الاحتجاجات إلى حركةٍ منظمةٍ ذات أهدافٍ واضحة: إسقاط سياسات الهجرة القاسية، وإعادة فتح الوكالات الحكومية المغلقة، وحماية استقلال القضاء. مع تصاعد الدعوات لـ"إضراب عام" في الأول من مايو، يبدو أن الغضب الشعبي يتحوّل إلى اختبارٍ مصيري لشرعية إدارة ترامب. وبينما تُطوى صفحات يومٍ احتجاجي حاد، تطفو على السطح تساؤلاتٌ عن قدرة هذه الحركة على إعادة رسم الخريطة السياسية: هل ستصمد "روح 50501" أمام آلة ترامب الإعلامية الجبارة؟ وهل يمكن لشعارات الشوارع أن تتحوّل إلى تغييرٍ مؤسسي في ظل انقسامٍ سياسي يهدّد بتمزيق النسيج الاجتماعي؟