في حادث انهيار مأساوي وقع في ضواحي شمال شرق العاصمة الهندية نيودلهي، لقي 11 شخصاً مصرعهم بينهم ثلاثة أطفال، وأُصيب 11 آخرون في انهيار مبنى سكني مكون من أربعة طوابق، لمبنى يعود تاريخ بنائه إلى 20 عاماً، كان يقطنه أشخاص هاجروا من مناطق أخرى في الهند بحثاً عن فرص عمل في العاصمة. وفقاً لتقارير السلطات المحلية، انهار المبنى في منطقة شاكتي فيهار بموستافا باد بشكل مفاجئ، ما أدى إلى محاصرة العديد من الأشخاص تحت الأنقاض، وهُرعت فرق الإنقاذ، بما في ذلك قوات الاستجابة الوطنية للكوارث، وخدمات الإطفاء، وشرطة دلهي، إلى موقع الحادث لبدء عمليات البحث والإنقاذ، وتمكنت الفرق من انتشال 11 شخصاً أحياء من تحت الركام، فيما تم نقل خمسة مصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج. لم يتم تحديد السبب الدقيق للانهيار حتى الآن، لكن السلطات تشير إلى أن المبنى كان قديماً وقد يكون غير مطابق لمعايير السلامة، إذ تُعزى حوادث انهيار المباني في الهند، غالباً إلى البناء غير القانوني، ضعف الصيانة، أو استخدام مواد رديئة، كما أن الأمطار الموسمية الغزيرة، التي تستمر عادة من يونيو إلى سبتمبر، تزيد من مخاطر انهيار المباني القديمة أو غير المرخصة. وأعلنت السلطات الهندية فتح تحقيق شامل للكشف عن ملابسات الحادث، مع وعد باتخاذ إجراءات صارمة ضد المسؤولين عن المباني غير القانونية. ووفقاً لوسائل إعلام محلية في الهند، وصف أحد الناجين، الذي تم انتشاله من تحت الأنقاض، لحظات الرعب قائلاً: «كنت نائماً عندما سمعت صوتاً مدوياً، ثم انهار كل شيء فوقناً، لم أكن أعرف إن كنت سأعيش أم لا»، بينما عبر أحد سكان المنطقة عن غضبه: «هذه ليست المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هذه الكوارث، الحكومة يجب أن تتخذ إجراءات صارمة ضد المباني غير الآمنة». أخبار ذات صلة وأعربت السلطات الهندية عن تعازيها لأسر الضحايا، وأكدت التزامها بتقديم الدعم للمتضررين، كما دعت إلى تشديد الرقابة على الأبنية السكنية في المناطق الحضرية المزدحمة. من جانبها، واصلت فرق الإنقاذ عمليات البحث للتأكد من عدم وجود أشخاص آخرين تحت الأنقاض، فيما بدأت عائلات الضحايا بتسلُّم جثامين ذويهم. وتُعد حوادث انهيار المباني في الهند أمراً شائعاً، خصوصاً في المناطق الحضرية التي تشهد نمواً سكانياً سريعاً، وفقاً لتقارير سابقة، تؤدي الفيضانات، وضعف معايير البناء، والفساد في منح تراخيص البناء إلى تفاقم المشكلة، وفي 2020، لقي 10 أشخاص مصرعهم في انهيار مبنى في مومباي، بينما شهدت ولاية هيماشال براديش انهيارات مماثلة بسبب الأمطار الغزيرة في 2023.