عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"تغييرات هزت أسس النظام العالمي ومساعٍ توسعية".. ماذا قدّم "ترامب" في أول 100 يوم من رئاسته؟

تم النشر في: 

27 أبريل 2025, 11:17 صباحاً

مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في فترته الثانية، شهدت الأيام المئة الأولى تحولاً جذريًا في بوصلة السياسة الخارجية الأمريكية، حيث بدأ بتطبيق أجندته القائمة على مبدأ "أمريكا أولاً" على نطاق عالمي غير مسبوق، فمن واشنطن، انطلقت شرارة تغييرات هزت أسس النظام العالمي القائم على القواعد الذي أسهمت الولايات المتحدة في بنائه بعد الحرب العالمية الثانية، وتمثلت هذه التغييرات في إشعال حرب تعريفات تجارية عالمية، وتقليص المساعدات الخارجية، وتوجيه انتقادات لاذعة لحلفاء حلف الناتو، والاقتراب من السردية الروسية بشأن أوكرانيا، وصولاً إلى طرح أفكار غير مألوفة حول ضم أقاليم واستعادة ممرات ملاحية حيوية، ما أثار قلقًا عميقًا في العواصم حول العالم.

بداية الصدمة

شكلت عودة ترامب إلى سدة الرئاسة صدمة للكثيرين، بمن فيهم بعض المحافظين الذين خدموا في إدارات جمهورية سابقة، ويصف الخبراء المشهد الحالي بأنه "اضطراب هائل في الشؤون العالمية"، حيث تسود حالة من عدم اليقين بشأن ما يحدث وما سيأتي لاحقًا، وهذا التقييم يأتي من خلال مقابلات أجرتها "رويترز" مع مسؤولين حاليين وسابقين، ودبلوماسيين أجانب، ومحللين مستقلين حول العالم.

وأجندة ترامب في ولايته الثانية أدت إلى ابتعاد الأصدقاء وتشجيع الخصوم. فسلوكه غير المتوقع أثار قلق بعض الحكومات لدرجة أنها بدأت تتخذ إجراءات قد يكون من الصعب التراجع عنها، حتى لو تولى رئيس آخر أكثر تقليدية السلطة مستقبلاً، ويرى العديد أن الضرر الذي لحق بالعلاقات قد يكون طويل الأمد، لكن بعضهم يأمل في إمكانية الإصلاح إذا خفف ترامب من حدة خطابه وسياسته.

تغيير النهج

ويرى معظم المراقبين فرصة ضئيلة لحدوث تحول دراماتيكي في نهج ترامب. لذا، تتوقع العديد من الدول إجراء تغييرات دائمة في علاقاتها مع الولايات المتحدة للحماية من سياساته المتقلبة، ولقد بدأت تداعيات هذا التغيير بالفعل تظهر على الساحة الدولية، وبعض الحلفاء الأوروبيين، على سبيل المثال، يتجهون نحو تعزيز صناعاتهم الدفاعية لتقليل الاعتماد على الأسلحة الأمريكية، وفي كوريا الجنوبية، احتدم النقاش حول تطوير ترسانة نووية خاصة بها، وتزايدت التكهنات بأن تدهور العلاقات قد يدفع شركاء واشنطن إلى التقرب من ، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي.

ويرفض البيت الأبيض فكرة أن ترامب أضر بمصداقية الولايات المتحدة، ويقول المتحدث باسم مجلس الأمن القومي : "إن الرئيس يتخذ إجراءات سريعة لمواجهة التحديات، مثل محاولة جلب أوكرانيا وروسيا إلى طاولة المفاوضات، ووقف تدفق الفنتانيل، ومحاسبة الصين لحماية العمال الأمريكيين، وإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات عبر إعادة فرض الضغط الأقصى".

مستقبل النظام

ويؤكد الخبراء أن مستقبل النظام العالمي الذي تشكل على مدى العقود الثمانية الماضية تحت قيادة الولايات المتحدة بات على المحك، هذا النظام الذي يقوم على التجارة الحرة، وسيادة القانون، واحترام السلامة الإقليمية، يتعرض للزحزحة تحت حكم ترامب الذي يرى العالم من خلال عدسة المعاملات.

ومتّهمًا الشركاء التجاريين بـ "الاحتيال" على الولايات المتحدة لعقود، أطلق ترامب سياسة تعريفات واسعة النطاق هزت الأسواق المالية وأضعفت الدولار، مما أثار تحذيرات من تباطؤ اقتصادي عالمي وزيادة خطر الركود. وعلى الرغم من أن ترامب يصف التعريفات بـ "الدواء" الضروري، إلا أن أهدافه النهائية لا تزال غير واضحة.

خطاب توسعي

واستخدم ترامب خطابًا توسعيًا تجنبّه الرؤساء الأمريكيون المعاصرون، الذي يخشى بعض المحللين أن تستخدمه الصين كمبرر لغزو تايوان، وتحدث عن "الحصول" على جرينلاند، وإمكانية جعل كندا جزءًا من الولايات المتحدة، والتهديد بالاستيلاء على قناة بنما، واقتراح أن تتولى واشنطن إدارة غزة وتحويلها لمنتجع.

ويرى بعض المحللين أن ترامب قد يسعى لإعادة إحياء هيكل عالمي على غرار الحرب الباردة تتقاسم فيه القوى الكبرى مناطق النفوذ، ومع ذلك، لم يقدم تفاصيل حول كيفية استحواذ الولايات المتحدة على المزيد من الأراضي، ويشير بعض الخبراء إلى أنه قد يتخذ مواقف متطرفة كورقة مساومة. لكن بعض الدول تأخذ هذه التصريحات على محمل الجد.

ويعد دبلوماسيون أمريكيون سابقون أنه لم يفت الأوان بعد لترامب لتغيير مساره في السياسة الخارجية، خصوصًا إذا شعر بالضغط من زملائه الجمهوريين القلقين بشأن المخاطر الاقتصادية قبل انتخابات التجديد النصفي، وإذا تمسك ترامب بموقفه، فقد يحاول الرئيس القادم إعادة تأسيس دور واشنطن كضامن للنظام العالمي، لكن العقبات قد تكون هائلة، فهل ما يحدث الآن تجاوز نقطة اللاعودة، وما حجم الضرر الذي يلحق بعلاقاتنا مع الأصدقاء، ومدى استفادة الخصوم منه؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا