06 مايو 2025, 3:05 مساءً
تُعد محافظة العُلا إحدى أبرز الوجهات السياحية في المملكة ونجحت خلال السنوات الأخيرة في ترسيخ مكانتها مركزًا رائدًا للسياحة الفلكية، بفضل ما تمتاز به من سماء صافية ومواقع طبيعية بعيدة عن مصادر التلوث الضوئي مما جعلها وجهة مثالية لمراقبة النجوم والكواكب ومقصدًا محببًا لعشّاق الفلك والمصورين والباحثين عن لحظات تأمل استثنائية.
وتوفر العُلا لزوارها تجارب فريدة لاستكشاف السماء ليلًا، تشمل رصد النجوم والكواكب ومجرة "درب التبانة" باستخدام التلسكوبات أو بالعين المجردة، وذلك في أجواء صحراوية هادئة تبعث على التأمل، تتخللها قصص فلكية مستوحاة من ذاكرة الزمن القديم.
ويُعد اعتماد كل من "منارة العُلا "ومحمية "الغراميل" كأول مواقع للسماء المظلمة في المملكة والخليج العربي من قبل منظمة Dark Sky International، خطوة نوعية تعكس التزام الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بالحفاظ على البيئة الفلكية الطبيعية وتعزيز السياحة الفلكية، وتُعنى المنظمة بالحد من التلوث الضوئي في المناطق الحضرية والريفية، ما يعكس التوجه العالمي نحو الحفاظ على سماء نقية تسمح بالتأمل والاكتشاف.
وتُعد محميتا الغراميل وشرعان من أبرز مواقع الرصد الفلكي في العلا لما تتمتعان به من صفاء بصري وتكوينات صخرية مذهلة تعزز من عمق التجربة, وتليها مواقع أخرى مثل "صخرة القوس" وغيرها من المواقع التي تجمع بين الجمال الطبيعي والانفتاح على السماء ما يجعل من العُلا مسرحًا مفتوحًا للتأمل الكوني.
وشهدت السياحة الفلكية في العُلا نموًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية بفضل جهود الجهات المعنية في تنظيم الفعاليات والأنشطة الفلكية التي تستقطب الزوار من داخل المملكة وخارجها ومن أبرزها مهرجان "سماء العُلا" الذي يُقام سنويًا ويقدم مجموعة متنوعة من الفعاليات والمعارض وورش العمل وجلسات الرصد بمشاركة نخبة من الخبراء والمرشدين الفلكيين المحترفين.
وتعود العلاقة بين سكان العُلا والفلك إلى قرون طويلة إذ كانت المحافظة ممرًا رئيسًا للقوافل التجارية ونقطة التقاء للقبائل العربية التي كانت تستدل بالنجوم لتحديد الاتجاهات ولوجهاتكما اعتمد السكان قديمًا على النجوم في معرفة مواعيد الزراعة ومواسم الأمطار ومنها تحديد بداية المربعانية ورؤية الأهلة مما يعكس ارتباط الأهالي بالفلك ودورهم الكبير في دعم نجاح هذا النوع من السياحة.
وتشهد العُلا في الوقت الراهن تنفيذ عدد من المشاريع والمبادرات الرائدة في هذا المجال والتي من شأنها عند اكتمالها أن تُعزّز مكانة العُلا مركزًا إقليميًا بارزًا لعلوم الفلك وأن تسهم في جذب الباحثين والمهتمين بهذا المجال من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد مرصد "منارة العُلا" من أبرز المشاريع المستقبلية في مجال السياحة الفلكية، ويجري العمل عليه ليكون وجهة رائدة للاكتشافات العلمية والأبحاث المبتكرة، ويهدف المشروع إلى أن يكون معلمًا وطنيًا بارزًا يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بتجارب فريدة في رصد النجوم والتعرف على الاكتشافات الفلكية، القديمة منها والحديثة ضمن بيئة مستدامة تعزز جودة التجربة السياحية وتلهم الزائرين.
وتسهم هذه المشاريع والمبادرات في دعم توجه المملكة نحو السياحة المستدامة من خلال الحد من التلوث الضوئي والحفاظ على البيئة الطبيعية وتقديم تجارب تثقيفية تفتح آفاقًا جديدة لفهم الكون.
وتواصل العُلا في ظل رؤية المملكة 2030، تعزيز مكانتها وجهة عالمية تمزج بين الجمال الطبيعي والإرث الثقافي والابتكار في تجارب السياحة الفلكية ضمن رؤية طموحة تجعل منها واحدة من أوائل المدن السعودية الخالية من التلوث الضوئي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.